إيران ترد على الترويكا الأوروبية: مفاوضات الاتفاق النووي ستفشل ما لم تنته الاتهامات ضدنا

10 سبتمبر 2022
تتواصل المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن (Getty)
+ الخط -
رفضت إيران البيان الذي أصدرته، اليوم السبت، الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) الشريكة في الاتفاق النووي، والمشاركة في مفاوضات إحياء هذا الاتفاق، متهمة الدول الأوروبية الثلاث بـ"التبعية" لسياسات واشنطن. 
وقال مستشار الوفد الإيراني المفاوض، محمد مرندي، في تغريدة رداً على بيان الدول الثلاث، إنّ بلاده "لم تكن الطرف الذي انتهك الاتفاق النووي وتركه"، متهماً هذه الدول بأنها تتبع عن "طاعة" سياسات البيت الأبيض.  
وفيما شككت الترويكا الأوروبية في نية إيران العودة إلى الاتفاق النووي، أكد مرندي أن "إيران تعلم أنه من دون نص محكم وإنهاء الاتهامات الباطلة التي تروج لها الدول الغربية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن أي صفقة (محتملة) ستفشل". 

من جهته، وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في بيان صحافي، بيان الترويكا الأوروبية بأنه "غير بناء ومعاكس لحسن نية الدول الأوروبية الثلاث" حول المفاوضات النووية، معرباً عن أسفه لاتخاذ هذه الدول "خطوة انحرافية بعيدة عن التوجه المثمر في ظروف تستمر فيها التعاملات الدبلوماسية وتبادل الرسائل ما بين أطراف المفاوضات ومنسقها لأجل اختتام المفاوضات".
ودافع كنعاني عن موقف بلاده بالمفاوضات، قائلاً إنها أبدت "حسن النية والإدارة الجادة" لوضع اللمسات الأخيرة للاتفاق، فيما عزا التقدم الذي أحرز بالمفاوضات إلى "مبادرات وأفكار" إيرانية.
وحذر المتحدث الإيراني الأطراف الأوروبية الثلاثة من "التأثر بالفضاء الذي تخلقه الأطراف الثالثة المعارضة للمفاوضات من البداية والساعية إلى إفشالها في الوقت الراهن بكل طاقاتها". ووصف البيان الأوروبي بأنه "غير مدروس وخطوة على طريق الكيان الصهيوني لإفشال المفاوضات"، محمّلاً إياها مسؤولية تبعات استمرار هذا التوجه.
وأوصى الدول الأوروبية الثلاث بـ"لعب دور أكثر فاعلية من خلال تقديم حلول للخلافات المتبقية المعدودة بدلاً من الدخول في مرحلة تخريب المسار الدبلوماسي"، فضلاً عن دعوة هذه الأطراف إلى تجنب "تسيس" نشاط الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطرح "اتهامات واهية" ضد إيران.
وأعرب كنعاني عن أسف إيران من "الدعم الكامل" الذي تقدمه الدول الأوروبية لـ"كيان يمتلك مئات الرؤوس النووية وهو لا يلتزم بأي من آليات منع الإشاعة، لكنها تثير الضجة ضد برنامج الجمهورية الإسلامية الإيرانية" والذي قال إنه "سلمي كاملاً وخضع لأوسع التفتيشات".
وفي ختام بيانه، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن بلاده على استعداد لوضع اللمسات الأخيرة للاتفاق، مضيفاً أنه "في حال وجود الإرادة اللازمة وتجنب التأثر بالضغوط الأجنبية سيكون الاتفاق في المتناول بسرعة".

وكانت فرنسا وبريطانيا وألمانيا قد أصدرت في وقت سابق اليوم السبت، بياناً مشتركاً، انتقدت فيه موقف طهران في المفاوضات النووية، معربة عن أنها تراودها "شكوك جدية" في مدى جدية إيران في التوصل إلى اتفاق بالمفاوضات النووية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. 
وفيما تتواصل المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بصيغة "الرد على الرد" حول المسودة النهائية التي عرضها الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي على الطرفين، وسط انتقاد أميركي لرد طهران الأخير، ووصفه بأنه "غير بناء"، أكدت الدول الأوروبية الثلاث أن المسودة النهائية تمثل "الحد الأقصى للمرونة" بشأن الملف. 
وأعربت الدول الثلاث عن أسفها بشأن مواقف إيران، قائلة إنها "اختارت عدم استغلال هذه الفرصة الدبلوماسية الحاسمة"، متهمة إياها بأنها "بدلا من ذلك تستمر في التصعيد في برنامجها النووي بشكل يتجاوز أي مبرر مدني معقول".
وأضافت أن إثارة إيران في ردها الأخير على الولايات المتحدة مسألة الخلافات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تثير "شكوكا جدية في نوايا إيران ومدى التزامها في التوصل إلى نتيجة ناجحة" لإحياء الاتفاق النووي. 

روسيا: بيان الترويكا الأوروبية جاء في توقيت خاطئ

أما مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، فرأى أنّ بيان الترويكا الأوروبية الذي ينتقد برنامج إيران النووي "جاء في توقيت خاطئ، وفي لحظة بالغة الأهمية في مفاوضات فيينا"، وفق ما أوردته وكالة "تاس".
وكتب أوليانوف على "تويتر": "في غير وقته تماماً... في لحظة حرجة للمفاوضات في فيينا، وعشية اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وبدأت المفاوضات النووية لإحياء الاتفاق النووي خلال إبريل/ نيسان من عام 2021 في فيينا، وهي مفاوضات غير مباشرة بالأساس بين طهران وواشنطن، الطرفين الرئيسيين للاتفاق النووي الذي انسحبت منه الإدارة الأميركية السابقة عام 2018، وأعقبها بعد عام تخلي إيران عن التزاماتها النووية على عدة مراحل. 
وبعدما استؤنفت مطلع الشهر الماضي مفاوضات فيينا بعد خمسة أشهر من توقفها؛ قدم منسق الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا مسودة نهائية للطرفين في الثامن من الشهر الماضي، ردت إيران عليها بإرسال تحفظات، ثم علقت أميركا على هذه التحفظات وأرسلت جوابها عليها إلى إيران عبر الاتحاد الأوروبي، لكن طهران أرسلت أيضاً، أول سبتمبر/أيلول الحالي، الجواب على الرد الأميركي، فاعتبرت الخارجية الأميركية أن الجواب "غير بناء".