وسط مخاوف إيرانية من "مغامرة" قد يقدم عليها الرئيس الأميركي الخاسر دونالد ترامب لمهاجمة إيران في آخر أيام ولايته، أعلن الجيش الإيراني، اليوم الاثنين، أن قواته البحرية ستجري "مناورات صاروخية كبرى" غداً الثلاثاء في مياه بحر عمان، وفقاً لبيان أورده التلفزيون الإيراني.
وأضاف البيان أنّ هذه المناورات ستجرى على امتداد ساحل جزيرة كنارك الإيرانية في بحر عمان، مشيراً إلى مشاركة قطع ووحدات بحرية صاروخية وقتالية فيها.
وستستمر المناورات يومين بحضور رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري.
و"المناورات الصاروخية الكبرى" هي ثالث مناورات للقوات المسلحة الإيرانية في الأيام الأخيرة، بعد مناورات كبرى لسلاح الطائرات المسيرة على الحدود الإيرانية ومناورات "التعبئة البحرية" في مياه الخليج.
وفي الخامس من الشهر الجاري، أطلق الجيش الإيراني أكبر مناورات لسلاح الطائرات المسيرة القتالية، هي الأولى من نوعها، استمرت يومين في محافظة سمنان، وسط البلاد وعلى الحدود البرية والجوية والبحرية.
وشاركت المئات من الطائرات المسيرة القتالية والانتحارية في هذه المناورات، وهي تعود للقوات الأربع التابعة للجيش، أي القوات البحرية والبرية والجوية والدفاع الجوي.
والأسبوع الماضي أيضاً، أطلق "الحرس الثوري" الإيراني مناورات "التعبئة البحرية" الثالثة في جزيرة "فارسي" الإيرانية بالخليج. وجاءت المناورات في الذكرى الرابعة لاحتجاز الحرس 10 بحارة أميركيين.
وشاركت في هذه المناورات 700 قطعة بحرية خفيفة وثقيلة تابعة لبحرية "الحرس الثوري" الإيراني.
وفي أهم أحداث بحرية في الخليج بين إيران والولايات المتحدة، احتجزت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، يوم 12 يناير/ كانون الثاني 2016، زورقين حربيين أميركيين، بعد دخولهما المياه الإيرانية في جزيرة فارسي "بصورة غير قانونية"، إلا أنه تم الإفراج عنهما بعد 15 ساعة، على خلفية اتصالات وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.
وكان القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي قد أزاح، الجمعة، الستار عن قاعدة صاروخية بحرية تحت الأرض على شواطئ الخليج، وصفت بأنها "استراتيجية".
وفي مقطع مصور بثه التلفزيون الإيراني، دخل سلامي برفقة قادة عسكريين آخرين نفق القاعدة التي احتوت على صواريخ ومنصات لإطلاقها، بعد العبور مشياً على العلمين الأميركي والإسرائيلي.
وفي كلمة له، قال قائد الحرس الثوري الإيراني إن القاعدة "تمتد لعدة كيلومترات على الساحل"، مشيراً إلى أن السلاح البحري في "الحرس الثوري يمتلك العديد من هذه القواعد."
وتأتي المناورات والخطوات العسكرية الإيرانية في إطار استعدادات إيرانية لمواجهة أي حرب محتملة قد تحدث مع الولايات المتحدة، حيث ارتفع أخيراً منسوب التوتر بين طهران وواشنطن وسط اتهامات متبادلة بالسعي لإشعال الحرب.
ولا تستبعد تقارير احتمال قيام الولايات المتحدة، خلال الفترة المتبقية لولاية ترامب، بتوجيه ضربات على مواقع نووية وعسكرية إيرانية.
ودفعت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة معدات عسكرية استراتيجية إلى المنطقة، وقامت قواتها في الخليج بتحركات تصفها طهران بأنها "مشبوهة"، حيث أعلن الجيش الأميركي، الخميس الماضي، إرسال قاذفتين استراتيجيتين من طراز "بي-52" إلى الخليج، في رابع مهمة من هذا القبيل، مؤكداً أن الخطوة جاءت بهدف "ردع العدوان".