خرجت حشود في مدن إيران إلى الشوارع، منذ صباح اليوم الأحد، احتفالا بالذكرى الـ45 لانتصار الثورة الإسلامية عام 1979.
ورفع الإيرانيون المشاركون في المسيرات الأعلام الإيرانية ولافتات وهتافات داعمة للثورة ومهاجِمة للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل باعتبارهما "أعداء". وقالت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية إن احتفالات ذكرى الثورة تقام اليوم الأحد في 1400 قضاء و3500 قرية في أنحاء إيران.
وبث التلفزيون الإيراني مشاهد من مشاركة كبار قادة البلاد من السياسيين والعسكريين في الاحتفالات، وسط استعراض صواريخ باليستية وصواريخ حاملة للأقمار الصناعية، مثل صاروخ "سيمرغ"، ومسيّرات قتالية كانت قد تحولت إلى أحد أركان الاستراتيجية العسكرية الإيرانية خلال السنوات الأخيرة.
إبراهيم رئيسي: إيران تتعرض لـ"حرب مركبة من الأعداء"
إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في كلمته أمام الحشود المشاركة، إن الثورة الإسلامية في إيران "ستمضي في مسيرتها والعقبات لن توقفها"، مضيفا أن بلاده تتعرض لـ"حرب مركبة من الأعداء".
وتابع أن "الأعداء فشلوا" في إيقاف الثورة الإيرانية، مؤكدا أن "إيران اليوم بلد مستقل وتقرر مصيرها بنفسها من دون أن يقرر لها الشرق والغرب".
ومضى الرئيس الإيراني قائلا إن الدول الغربية لم تعد بإمكانها أن تتحكم في إيران وسياساتها بعد الثورة، مضيفا: "أصبحنا البلد الأكثر استقلالا في العالم، ولا أحد يمكنه أن يملي علينا شيئا"، وتابع أن العقوبات الأميركية والغربية لن توقف إيران.
وأكد أن الوضع الإنساني في غزة وجرائم الاحتلال ضد الإنسانية فيها وقتل الأطفال الفلسطينيين، كشف عن حقيقة وجه دعاة حقوق الإنسان، قائلا إن الولايات المتحدة ودولا غربية أخرى "شريكة في هذه الجرائم والإبادة" بحق سكان غزة.
وشدد رئيسي على ضرورة إنهاء العدوان على غزة في أقرب وقت ممكن، قائلا إن "إسرائيل ستزول وموتها حتمي وأنها فقط تكسب الوقت". وأضاف أن بلاده تلقت مرارا رسائل من الولايات المتحدة دعتها إلى التخلي عن دعم فلسطين، مشددا على أن هذا الدعم من ثوابت الثورة وأنه سيستمر ويجب أن تتحرر القدس.
ودعا الرئيس الإيراني، الأمم المتحدة، إلى طرد الاحتلال الإسرائيلي من مؤسساتها لعدم احترامه قراراتها، والدول العربية والإسلامية التي لديها علاقات مع إسرائيل إلى قطع هذه العلاقات. وقال إن القضية الفلسطينية اليوم لم تعد قضية العالم الإسلامي فحسب؛ بل إنها أصبحت قضية العالم برمّته.
وتحتفل إيران بذكرى ثورتها الـ45 وسط أزمات اقتصادية وانقسامات سياسية وخلافات مستمرة بشأن طريقة إدارة البلاد وسياساتها الداخلية والخارجية بين أنصار الثورة من المحافظين والإصلاحيين والمعتدلين (أبناء مدرسة الرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني)، حيث يتهم اليوم التياران الإصلاحي والاعتدالي التيار المحافظ باحتكار السلطة وتهميش غيره.
كما يأتي الاحتفال في ظل استمرار التوترات التاريخية مع الغرب، وبالذات مع الولايات المتحدة، التي زادت في السنوات الأخيرة بعد الانسحاب الأميركي عام 2018 من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات على طهران بشكل أقسى من قبل، من دون أن تنجح المفاوضات النووية منذ 2021 في العودة إلى الاتفاق.
وأكد المتحدث باسم قوات الأمن الداخلية (الشرطة) سعيد منتظر المهدي أن "لا خطر يهدد مسيرات ذكرى الثورة"، قائلا إن البلد "يعيش في أمن كامل".
وتأتي تصريحات المهدي رغم وقوع تفجيرات انتحارية قبل شهر خلال مراسم إحياء ذكرى اغتيال الجنرال قاسم سليماني في مدينة كرمان جنوب شرقي إيران، ما أودى بحياة قرابة 100 شخص وإصابة العشرات. وتبنّى تنظيم "داعش" التفجيرات التي قال إن انتحاريين نفذاها.