أعلن مندوب إيران الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، محمد رضا غائبي، اليوم الأحد، أن الوفد الإيراني في مفاوضات فيينا النووية، بدأ اجتماعات ثنائية وثلاثية مع أطراف الاتفاق النووي.
وأضاف غائبي، وفق ما أورد التلفزيون الإيراني، أن الوفد برئاسة كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، دشّن لقاءاته مساء السبت بعيد وصوله إلى فيينا، مشيراً إلى أنه ستعقد اليوم الأحد أيضاً مباحثات ثنائية وثلاثية على مستوى الخبراء ورؤساء الوفود، مع وفدي الصين وروسيا ومنسق المفاوضات، نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، أنريكي مورا.
وعن المفاوضات الرسمية في فيينا، قال غائبي إنها ستنعقد بعد ظهر غد الاثنين في فندق "كوبورغ" بمشاركة جميع الوفود.
وعقدت الجولات الست الماضية من مفاوضات فيينا في فندق "براغ"، لكنها في خطوة لافتة، قد تكون لها دلالاتها، وإن كانت غير مقصودة، انتقلت في جولتها السابعة إلى فندق "قصر كوبورغ"، وهو الفندق الذي احتضن المفاوضات المؤدية إلى الاتفاق النووي عام 2015 قبل إعلان الاتفاق رسمياً في مدينة لوزان السويسرية يوم 14 يوليو/تموز من العام نفسه.
وكررت الولايات المتحدة، أمس السبت، دعوتها لإيران للتفاوض المباشر، على لسان مبعوثها الخاص بالشأن الإيراني، روبرت مالي، الذي يترأس وفد بلاده في مفاوضات فيينا، قائلاً في مقابلة مع إذاعة أميركية: "قد طالبنا إيران عدة مرات بأنه إذا ما أرادت تحصيل نتيجة أسرع، فالأفضل أن تتفاوض معنا وجهاً لوجه".
وكثفت إيران والولايات المتحدة تحركاتهما الدبلوماسية قبيل استئناف مفاوضات فيينا، فإلى جانب اتصالات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، مع مسؤولين إسرائيليين وخليجيين وأوروبيين، أوفدت الإدارة الأميركية، أخيراً، مبعوثها الخاص للشأن الإيراني، روبرت مالي، إلى عواصم أوروبية مرتبطة بالاتفاق النووي، ومنطقة الشرق الأوسط. وعزت الخارجية الأميركية، في بيان، هدف زيارة مالي إلى "تنسيق المواقف بشأن القلاقل الناتجة من تصرفات الحكومة الإيرانية، منها تحركات الجمهورية الإسلامية المزعزعة للاستقرار في المنطقة".
غير أن أهداف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من تكثيف اتصالاتها مع إسرائيل وأطراف خليجية كانت تعارض الاتفاق النووي، تتجاوز تحشيد المواقف والتنسيق في مواجهة السياسات الإيرانية، إلى السعي لإقناع هذه الأطراف باستراتيجيتها الدبلوماسية في التعامل مع إيران، وحثهم على القبول بنتائجها إن حصل اتفاق في فيينا على إحياء الاتفاق النووي.
في المقابل، أجرت الخارجية الإيرانية تحركات دبلوماسية مكثفة في الآونة الأخيرة. فمن جهة، أجرى الوزير حسين أمير عبد اللهيان، اتصالات منفصلة مع جميع نظرائه بالدول الأعضاء في الاتفاق النووي ومنسق اللجنة المشتركة للاتفاق، جوزيب بوريل. ومن جهة ثانية، أوفد كبير المفاوضين علي باقري كني، إلى عواصم الترويكا الأوروبية وروسيا وعواصم خليجية. وتعزى التحركات الدبلوماسية المكثفة إلى مساعي إيران لشرح مواقفها والتسويق لمطالبها قبل استئناف المفاوضات، في محاولة لإقناع الأطراف المشاركة بها بالضغط على الجانب الأميركي للقبول بهذه المطالب".
وتطرح إيران ثلاثة مطالب لإنجاح مفاوضات فيينا، الأول هو رفع جميع العقوبات التي فرضتها عليها الإدارة الأميركية السابقة قبل انسحابها من الاتفاق النووي عام 2018 وبعده، والثاني هو التحقق من رفع هذه العقوبات عملياً قبل امتثالها مجدداً لالتزاماتها النووية المنصوص عليها في الاتفاق النووي، التي تخلت عنها خلال السنوات الأخيرة، ما يعني رفضها العودة المتزامنة للاتفاق من جهة، ومطالبتها واشنطن بالعودة إلى الاتفاق ورفع العقوبات أولاً، ومن ثم تقوم هي بالتحقق من ذلك عملياً قبل عودتها إلى تعهداتها النووية. والثالث هو تقديم الولايات المتحدة الأميركية ضمانات لإيران بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي مرة أخرى، سواء في عهد الإدارة الحالية أو الإدارات المقبلة.
لكن الولايات المتحدة لم تتجاوب مع المطالب الإيرانية الثلاثة خلال الجولات الست السابقة، وهو ما أوصل المفاوضات إلى طريق مسدودة وفق التصريحات الرسمية الإيرانية، التي تربط نجاح المفاوضات بتلبية هذه المطالب.