أعلن رئيس الجهاز القضائي للقوات المسلحة الإيرانية، أحمد بورخاقان، اليوم الأربعاء، إصدار أحكام بحق متهمين بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية مطلع عام 2020، غير أنه لم يكشف طبيعة الأحكام، قائلاً إنها ستُعلَن حتى العاشر من الشهر المقبل.
وحاكم الجهاز القضائي الإيراني، في عدة جلسات، محاكمة انتهت قبل شهر ثلاثة متهمين بالضلوع في إسقاط الطائرة الأوكرانية بحضور بعض أسر الضحايا.
وفي مقابلة مع موقع "إنصاف نيوز" الإيراني الإصلاحي، مطلع الشهر الجاري، لم يستبعد محامي بعض أسر الضحايا، محمود عليزادة طبطبائي، إصدار أحكام الإعدام بحق بعض المتهمين.
وتتهم بعض أسر الضحايا السلطات الإيرانية بإسقاط الطائرة "عمداً"، رافضة المشاركة في جلسات المحاكمة مع المطالبة بتحقيق دولي.
وفي الثامن من يناير/ كانون الثاني 2020، بعد ساعات من هجمات صاروخية إيرانية على قواعد أميركية في العراق، رداً على اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني الجنرال قاسم سليماني في ضربة جوية أميركية بالقرب من مطار بغداد، أسقط الدفاع الجوي التابع للحرس الثوري الإيراني طائرة مدنية أوكرانية من طراز بوينغ 737، بعد دقائق من إقلاعها من مطار "الإمام الخميني" الدولي جنوب العاصمة طهران، ما أدى إلى مقتل 176 راكباً، من جنسيات عدة: أوكرانية وكندية وأفغانية وسويدية وبريطانية، إلا أن معظمهم كانوا إيرانيين، بينهم 57 كندياً من أصول إيرانية.
وعزت إيران الحادثة في وقتها، إلى "وقوع خطأ"، بررته بأن قواتها المسلحة كانت في حالة "التأهب القصوى" في مواجهة "أي هجمات محتملة للجيش الأميركي".
وفي 12 يوليو/ تموز 2020، أعلنت منظمة الطيران المدني الإيراني أن "خطأً بشرياً" مرتبطاً بضبط الرادار كان "السبب الأساسي" وراء حادث إسقاط طائرة البوينغ الأوكرانية، ما عرقل قدرته على التعرّف إلى مسار الأشياء في مجاله، مشيرة إلى أنّه "على الرغم من المعلومات المغلوطة التي كانت بحوزته حول مسار الطائرة، إلا أن مشغّل نظام الرادار كان بمقدوره تحديد الهدف على أنّه طائرة مدنية، ولكن على العكس، حصل "خطأ في تحديد الهوية".
وأثار الحادث توتراً بين إيران وأوكرانيا وكندا على مدى الأعوام الأخيرة، لم ينته بعد، رغم إعلان الحكومة الإيرانية تخصيص تعويضات لكل من أسر الضحايا، تقدَّر بـ150 ألف دولار لكل منها، ونقل الصندوق الأسود للطائرة إلى الخارج لدراسة محتوياته، خلال عام 2020، وظلت أوكرانيا وكندا وأسر الضحايا تطالب بمحاكمة مسبّبي الحادث، والكشف عن تفاصيله.