"إف بي آي" يوقف المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه بالمطار ويحقق معه

16 مايو 2024
المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه، 9 أغسطس 2008 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه، المعروف بنقده للصهيونية، أوقف وخضع للتحقيق من قبل FBI في مطار ديترويت، حيث تمت مصادرة هاتفه وسؤاله عن مواقفه من حماس والصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
- بابيه شارك تجربته على فيسبوك، موضحًا أن التحقيق تناول مواقفه السياسية وعلاقاته الشخصية، وأنه أُعيد هاتفه بعد نسخ محتوياته وسُمح له بالدخول إلى الولايات المتحدة.
- الحادثة تعكس التحديات التي تواجه الأصوات الناقدة لإسرائيل في الغرب، مشابهة لما تعرض له الطبيب الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة في أوروبا، ما يشير إلى ضغوط اللوبيات المؤيدة لإسرائيل على السياسات الأوروبية والأمريكية.

أوقف مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه، يوم الاثنين، في مطار ديترويت الأميركي وحقق معه لمدة ساعتين وصادر هاتفه. 

ونشر بابيه، اليوم الخميس، منشوراً على حسابه في فيسبوك بعنوان بـ"هل تعلم أنّ أساتذة التاريخ الذين يبلغون من العمر 70 عاماً يهددون الأمن القومي الأميركي؟"، وذكر أنّ أسئلة وجهت إليه من قبيل "هل أنت من أنصار حماس؟ وهل أعتبر التصرفات الإسرائيلية في غزة إبادة جماعية؟ وما هو حل الصراع؟ ومن هم أصدقائي العرب والمسلمين في أميركا... ومنذ متى أعرفهم، وما نوع العلاقة التي تربطني بهم؟".

 

إيلان بابيه مؤرخ إسرائيلي من أهم نقاد الصهيونية بصفتها حركة استعمارية تقليدية، وقدم أطروحاتٍ تأريخية تخالف السردية الصهيونية المسلّم بها في ما يتعلق بالنكبة وما رافقها من أحداث، ويدعو دوماً إلى إعادة النظر إلى الصراع العربي الإسرائيلي وفق معايير محايدة.

وأوضح بابيه أنه أحال، في إجاباته، مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى بعض كتبه، وفي حالات أخرى أجاب بنعم أو لا، لافتاً إلى أنه كان مرهقاً بعد قضاء رحلة طيران مدتها ثماني ساعات، وأشار إلى أنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي أجرى محادثة هاتفية طويلة مع شخص ما من الإسرائيليين خلال التحقيق معه، ولفت إلى أنه أعيد إليه هاتفه بعد نسخ كل ما بداخله، وسمح له بالدخول إلى الولايات المتحدة عقب ذلك. 

وأضاف إيلان بابيه في منشوره: "الخبر السار هو أن مثل هذه التصرفات التي تقوم بها الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية تحت ضغط من اللوبي المؤيد لإسرائيل أو إسرائيل نفسها تفوح منها رائحة الذعر الشديد واليأس في رد فعل على تحول إسرائيل قريبًا جدًا إلى دولة منبوذة مع كل ما يترتب عن هذا الوضع من تداعيات".

ومنعت السلطات الألمانية، في 12 إبريل/ نيسان الماضي، الطبيب الفلسطيني البريطاني الجنسية غسّان أبو ستة من دخول برلين، بعد تحقيقات معه لأكثر من ثلاث ساعات، بعد وصوله للمشاركة في مؤتمر لدعم القضية الفلسطينيّة تحت عنوان "مؤتمر فلسطين. سنحاكمكم"، الذي نظّمته مجموعة من الناشطين والحركات السياسية في ألمانيا، من ضمنهم ألمان وفلسطينيون ويهود معادون للصهيونية. والسبت، الرابع من مايو/ أيار الجاري، أوقفت السلطات الفرنسية في مطار شارل ديغول غسّان أبو ستة ومنعته من دخول أراضيها بموجب الحظر الألماني الذي اتضح له حينها أنه يسري على باقي الأراضي الأوروبية التي تعتمد تأشيرة شنغن.

كما منعت السلطات الهولندية، الخميس الماضي، غسان أبو ستة من دخول أراضيها لإلقاء كلمة في جامعة أمستردام والمشاركة في فعاليات تنظمها السفارة الفلسطينية ومؤسّسة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية في الأمم المتحدة، إلى جانب لقاءات أخرى.

غير أنّ أبو ستة استطاع الانتصار على قرار حظر دخوله إلى الدول الأوروبية التي تعتمد تأشيرة شنغن الذي فرضته عليه ألمانيا ما حال دون مشاركته في فعاليات للإدلاء بشهادته بخصوص الحرب الإسرائيلية على غزّة في كل من ألمانيا وفرنسا وهولندا. وذكر المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين، في بيان، أول أمس الثلاثاء، أن غسّان أبو ستة "حقق انتصاراً كبيراً على السلطات الألمانية بعد طعنه أمام القضاء الألماني بشكل ناجح في قرار منعه من السفر لمنطقة شنغن".