أغلقت الكويت في تمام الساعة الثامنة، من مساء اليوم الثلاثاء، أبواب مراكز الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس الأمة (البرلمان) لمدة 4 سنوات، تمهيداً لبدء فرز أصوات الناخبين وإعلان النتائج النهائية.
واستمرت عملية الاقتراع اليوم لمدة 12 ساعة متواصلة، بدءاً من الساعة 8 صباحاً وحتى 8 مساء، ويُشرف على الانتخابات 1157 قاضياً ووكيل نيابة، ويبدأ فرز الأصوات من قِبلهم بعد إغلاق الصناديق مباشرةً، وتُعلن نتائج كل دائرة على حدة في اللجنة الرئيسية لها من قِبل القاضي المشرف عليها، وبحضور مندوبين عن المرشحين، ووسائل الإعلام، ومراقبين محليين ودوليين على الانتخابات.
وشهدت الساعات الأولى من الانتخابات إقبالاً كبيراً من الناخبين الكويتيين في مختلف الدوائر الانتخابية الخمس، من الرجال والنساء على السواء، وجاء العديد منهم حتى قبل فتح باب الاقتراع، وكان لافتاً حضور كبار السن، الذين جاء بعض منهم على كراسي متحركة، بالإضافة إلى الحضور الشبابي الواسع، على عكس المخاوف قبل موعد الانتخابات، من عزوف الناخبين عن التصويت، في ظل حالة عامة من الامتعاض، بسبب تكرار مشهد الانتخابات في الكويت، إذ هي الثالثة من نوعها خلال العامين ونصف العام فقط.
وتجاوزت نسبة المشاركة 50 في المائة في بعض الدوائر، بحسب مراقبين للانتخابات، لكن لم يُعلن رسمياً حتى اللحظة عن نسبة المشاركة في الانتخابات، كما أن الانتخابات السابقة، التي جرت في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، تُعتبر الانتخابات الوحيدة في تاريخ الكويت، التي لم يُعلن لليوم عن نسبة المشاركة فيها، ولا حتى عن النتائج التفصيلية للانتخابات، على عكس ما جرت عليه العادة، ولأسباب مجهولة.
وانتخب الكويتيون البالغ عددهم 795 ألفاً و911 ناخباً وناخبة، ممن يحق لهم الانتخاب وفق القانون الكويتي، أعضاء مجلس الأمة الـ50 عبر الاقتراع السري المُباشر، من بين 207 مرشحين، منهم 13 امرأة، وتنقسم الدوائر الانتخابية في الكويت إلى خمس، تنتخب كل دائرة منها عشرة أعضاء، ويحق للناخب الإدلاء بصوت واحد فقط لمرشح واحد.
ويبلغ عدد الناخبين في الدائرة الأولى 100 ألف و158 ناخباً وناخبة، وفي الدائرة الثانية 90 ألفاً و478 ناخباً وناخبة، وفي الدائرة الثالثة 138 ألفاً و364 ناخباً وناخبة، وفي الدائرة الرابعة 108 آلاف و35 ناخباً وناخبة، وفي الدائرة الخامسة 257 ألفاً و913 ناخباً وناخبة.
وتنافس في الدوائر الخمس: 34 مرشحاً، بينهم امرأتان في الدائرة الأولى، و45 مرشحاً بينهم 3 نساء في الدائرة الثانية، و34 مرشحاً بينهم 3 نساء في الدائرة الثالثة، و47 مرشحاً بينهم 4 نساء في الدائرة الرابعة، و47 مرشحاً بينهم امرأة واحدة في الدائرة الخامسة.
وبعد إغلاق مراكز الاقتراع، قال رئيس مجلس الأمة الأسبق، مرزوق الغانم، في حسابه الرسمي على "تويتر"، والذي من المتوقع أن يحصل على مركز متقدم في الانتخابات عن الدائرة الثانية، "أُغلقت صناديق الاقتراع وسيبدأ الفرز بعد قليل، وحتى تتحقق الإرادة الشعبية بشكلها الحقيقي، فإننا نؤكد على حقوقنا الدستورية والقانونية التالية".
وتابع: "يجب أن تكون ورقة الاقتراع على مرأى جميع مناديب (مندوبي) المرشحين لتحقيق الشفافية المطلقة"، و"تسليم جميع كشوف اقتراع من أدلوا بأصواتهم إلى جميع المرشحين بشكل رسمي"، و"لا يجوز إخراج أي مندوب لحملتنا الانتخابية من أي لجنة اقتراع"، وأخيراً "لا بد من توقيع مندوبي المرشحين على جميع المحاضر بعد انتهاء الفرز وفقاً للقانون".
أُغلقت صناديق الاقتراع وسيبدأ الفرز بعد قليل.. وحتى تتحقق #الإرادة_الشعبية بشكلها الحقيقي، فإننا نؤكد على حقوقنا الدستورية والقانونية التالية:
— مرزوق الغانم (@MarzouqAlghanim) June 6, 2023
• يجب أن تكون ورقة الاقتراع على مرأى جميع مناديب المرشحين لتحقيق #الشفافية_المطلقة
• تسليم جميع كشوف اقتراع من أدلوا بأصواتهم إلى… pic.twitter.com/Ua4eZE2EO6
وأشادت عضو جمعية الأداء البرلماني، هدى الكريباني، في حديث مع "العربي الجديد"، في عملية تنظيم وسير العملية الانتخابية، وتلافي السلبيات في عدد من الانتخابات الماضية، مثل تخصيص أماكن لحملات المرشحين الانتخابية بعيدة عن مداخل مراكز الاقتراع.
كما أشادت سماح مجلس الوزراء لأول مرة لمؤسسات المجتمع المدني الكويتية، مثل جمعية الأداء البرلماني، وجمعية الشفافية الكويتية، وغيرها، من متابعة ومراقبة الانتخابات بشكل رسمي، مطالبة بتطوير مشاركة مختلف جمعيات النفع العام، والمزيد من الشفافية في سير العملية الانتخابية والبُعد عن الشبهات، بتوفير كاميرات على الصناديق من فتحها وحتى تشميعها، وتنقل عملية الاقتراع مباشرةً إلى المواطنين والمجتمع الدولي، من الساعات الأولى وحتى إعلان النتائج النهائية الرسمية.
وقالت الكريباني إنها لم ترصد سوى مخالفتين في مركز الاقتراع التي كانت تُراقب عليه، ضمّنتهما في تقريرها إلى جمعية الأداء البرلماني، تتعلق بوجود مواطنتين تبيّن عند القاضي أنهما شاركتا في التصويت ولم يحدث ذلك، بسبب خطأ في تشابه الأسماء، ومع ذلك "لم يسمح لهما القاضي بالتصويت"، وقالت: "هو خطأ وارد وأظنه غير مقصود، لكن سجّلتهما في تقريري إلى الجمعية".
ولفتت الكريباني إلى أن "نسبة الحضور في هذه الانتخابات أقل من 2022 وأقل من 2020 في زمن الكورونا، والتي على الرغم من ظروف الوباء إلا أن أعداد الناخبين كانت كبيرة"، وتابعت: "لكن بالمجمل، الحضور جيد في الساعات الأولى، ثم بدأ بالتراجع في فترة ما بعد الظهر ولم يشاهد إقبالاً مضاعفاً في فترة المساء".
ومن مشاهداتها في الانتخابات، أشارت الكريباني إلى "وجود أعداد كبيرة من الناخبين غير الموجّهين، الذين كانوا يسألون عن الأصلح للتصويت له، على عكس انتخابات 2020 و2022، والتي كان الجزء الأكبر من الناخبين متوجه إلى مرشح محدد قبل الذهاب للتصويت".
وبدأ تلفزيون دولة الكويت الرسمي نقل النتائج الأولية مع بدء الفرز، ويتفاوت موعد إعلان النتائج النهائية بين دائرة وأخرى، بحسب إجمالي أعداد المقترعين، أو في حال إعادة فرز صندوق أو أكثر لاعتراض أحد مندوبي المرشحين، والذي يستمر بالمجمل حتى ساعات متأخرة من الليل، وأحياناً حتى صباح اليوم التالي.
وكان وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عامر الرطام، قال في تصريح صحافي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، مساء أمس الإثنين، إنّ "اللجنة الاستشارية العليا المشرفة على الانتخابات، قامت بالاستعانة بعدد من الخبراء الحسابيين من الإدارة العامة للخبراء، وذلك لمعاونة رؤساء اللجان الرئيسية والأصلية في حصر أعداد الناخبين ومطابقتهم في كشف الناخبين، وهو ما يساعد في سرعة عملية فرز أصوات الناخبين وإعلان نتائج المرشحين".