استمع إلى الملخص
- شهدت العلاقات المغربية الفرنسية تحسنًا بعد أزمة دبلوماسية، حيث اعترفت فرنسا بمغربية الصحراء ووقعت شراكة استثنائية مع المغرب.
- تدهورت العلاقات بين فرنسا وبوركينا فاسو بعد انقلاب عسكري، مما أدى إلى انسحاب القوات الفرنسية وتصاعد التوترات، بينما تسعى بوركينا فاسو لبناء قوات محلية لمواجهة التهديدات المتطرفة.
أعلن المغرب، اليوم الخميس، نجاح وساطة قام بها الملك المغربي محمد السادس في إطلاق سراح أربعة فرنسيين كانوا محتجزين في بوركينا فاسو، وقالت وزارة الخارجية المغربية إنه "على أثر وساطة جلالة الملك، نصره الله، استجاب فخامة السيد إبراهيم تراوري، رئيس جمهورية بوركينا فاسو لطلب جلالته بإطلاق سراح أربعة مواطنين فرنسيين كانوا محتجزين في واغادوغو منذ ديسمبر/ كانون الأول 2023"، وأضافت في بيان أن "هذه المبادرة الإنسانية تمت بفضل العلاقات المتميزة التي تربط جلالة الملك، نصره الله، بالرئيس تراوري، والعلاقات العريقة التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية بوركينا فاسو".
من جهته، قال قصر الإليزيه إن "الرئيس إيمانويل ماكرون تحدث أمس الأربعاء هاتفياً مع جلالة الملك محمد السادس، ليشكره على نجاح الوساطة التي مكنت من إطلاق سراح مواطنينا الأربعة المحتجزين منذ عام في بوركينا فاسو". ودخلت العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا منعطفاً جديداً بعد طي صفحة أزمة عميقة شهدتها العلاقات بين البلدين منذ عام 2021، كان من نتائجه الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء وتوقيع "شراكة استثنائية وطيدة" خلال الزيارة الأخيرة لماكرون إلى المملكة في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكانت العلاقات بين فرنسا وبوركينا فاسو قد شهدت تدهوراً في أعقاب نجاح انقلاب عسكري في بوركينا فاسو، في 30 سبتمبر/أيلول 2022، حيث طلبت السلطات الجديدة، في يناير/كانون الثاني 2023، من القوات الفرنسية مغادرة البلاد، وأعلنت في مارس/آذار من نفس العام وقف العمل بـ"اتفاق المساعدة العسكرية" الموقع مع باريس عام 1961. وكانت فرنسا تنشر قرابة 400 جندي في بوركينا فاسو منذ عام 2009 في إطار مهمة "سابر" المستقلة عن قوات "برخان" الفرنسية في مالي، التي أعلنت فرنسا انتهاءها، مع تصاعد وتيرة العدائية بينها وبين السلطات الانتقالية في مالي. والمعلومات المتوفرة عن "سابر" تشير إلى أنها مؤلفة من عناصر عسكريين فائقي التدريب، ومهمتها استخبارية، ولا تشارك في تدريب القوات المحلية. وتسعى السلطات الانتقالية في بوركينا فاسو إلى بناء قوات محلية من أبناء المدن والقرى، للعمل قوات مساندة للجيش لدحر المتطرفين، وتحاول السلطات إبعاد أي إشارات قد تؤدي لاحقاً إلى حرب أهلية بين المكونات الدينية والقبلية في البلاد.
وتسارعت التحولات خلال العامين الماضيين في الساحل الأفريقي الذي يئن تحت وطأة التمدد "الجهادي" لغير صالح الدول الغربية، لا سيما فرنسا التي ترى مستعمرات سابقة طالبتها بالرحيل، في تتويج لمسار سياسي وعسكري فرنسي خاطئ في هذه الدول، أضيف إليه طرح روسيا نفسها بديلاً مقبولاً لمحاربة الإرهاب، وهو ما يتلقفه قادة دول أفريقية لتثبيت شعبيتهم بشدّ العصب "السيادي".