إسماعيل هنية.. الجانب الآخر من حياة رئيس المكتب السياسي لحماس

31 يوليو 2024
هنية يقبل يد طفلة فلسطينية عند معبر رفح، 27 يونيو 2009 (فرانس برس)
+ الخط -

برز اسم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية الذي اغتيل اليوم الأربعاء في إيران، بشكل لافت، حين أصبح رئيس الحكومة العاشرة في تاريخ السلطة الفلسطينية في الفترة ما بين 2006 و2007، وبقي رئيساً للحكومة في غزة حتى عام 2014، حينما قررت حركة حماس حل الحكومة والاندماج في إطار حكومة الوحدة الوطنية التي ترأسها رامي الحمدالله.

وطوال فترة رئاسته للحكومة، ظل إسماعيل هنية محافظاً على هويته لاجئا فلسطينيا لم يغادر مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين ورفض مغادرته عدة مرات، حتى وصفه البعض بـ"ابن المخيم" كناية عن تمسكه بهويته.

كان الناس يعرِفون مناطق كثيرة في مخيم الشاطئ لأنها قريبة من بيته، وهو ما أكسبه شعبية أوسع في الأوساط الفلسطينية لسنوات طويلة، حتى أن إحدى اتفاقيات المصالحة عام 2014 وقعت في بيته بمشاركة شخصيات قيادية من الضفة الغربية وغزة.

قُدم إسماعيل هنية بصفته نائبا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس منذ عام 2012 وجمع بين منصب رئيس الحكومة في غزة وبين منصبه السياسي، إلا أنه بقي في القطاع ولم يغادره إلا بعد سنوات طويلة وتحديداً في أعقاب الدورة الثانية من رئاسته للمكتب السياسي العام. وظل الرجل محافظاً على مكانته وعلى إقامته في مخيم الشاطئ طوال فترة الدورة الأولى من رئاسته للمكتب السياسي لحماس عام 2017، خلفاً لخالد مشعل، الرئيس التاريخي للمكتب السياسي للحركة، قبل أن يستقر به المطاف بعد عام 2019 في العاصمة القطرية الدوحة ويتنقل بينها وبين تركيا.

إسماعيل هنية.. حضور اجتماعي لافت

وقبل خروجه من القطاع، عرف عن هنية حضوره الاجتماعي عبر الزيارات الدائمة لبيوت العزاء والأفراح واللقاءات بالعائلات والعشائر الفلسطينية وزيارته لأهالي الشهداء والجرحى الفلسطينيين في القطاع. ورغم مغادرته القطاع لاحقا، إلا أن هنية أبقى على منزله مفتوحاً لاستضافة لقاءات للفصائل الفلسطينية، والاجتماع بالقيادات الشعبية للمخيمات التي كانت تتم بين الفصائل على مدار سنوات، في ظل حرصه الدائم على الوحدة الوطنية، كما كان يتحدث.

وظل الرجل محافظاً على اتصالاته بالعائلات الفلسطينية وأسر الشهداء على مستوى الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل المحتل في مختلف المناسبات، وهو ما أظهرته العديد من المناسبات والتسجيلات المصورة التي كانت تبثها الحركة له.

وخلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، فقد الرجل الأول في حماس عددا من أقاربه في بداية الحرب من عائلتي هنية وسالم، قبل أن يرتقي ثلاثة من أبنائه وأحفاده شهداء في غارة في عيد الأضحى الماضي في مخيم الشاطئ. وخلال حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، قضي أكثر من 60 فرداً من عائلته من الدرجتين الأولى والثانية.

وكان المشهد الأبرز لهنية حينما كان في جولة على الجرحى الفلسطينيين في قطر قبل أن يتلقى نبأ استشهاد أبنائه، ليصر على مواصلة جولته مكتفياً بالقول: "الله يسهل عليهم"، فيما أظهر تماسكاً منقطع النظير.

وفي أوساط عائلته، كان الرجل يتواصل باستمرار معهم ويطلع على أوضاعهم لا سيما في ظل الحرب المتواصلة على القطاع للشهر العاشر على التوالي، عدا عن التواصل مع النخب الفلسطينية وقيادات الفصائل.

علاوة على ذلك، يتميز هنية بسلسلة من العبارات التي قالها مسبقا وأضحت متداولة على المستوى الشعبي ومسجلة بلسانه مثل "لن نعترف بإسرائيل"، و"لن تسقط القلاع ولن ينتزعوا منا المواقف"، وهي شعارات كان يرددها لسنوات طويلة خلال تدرجه في المناصب القيادية لحركة حماس.

وقبل عملية الاغتيال التي طاولت إسماعيل هنية، كان يستعد لمغادرة منصبه رئيسا لحركة حماس ومكتبها السياسي في الانتخابات الداخلية المقبلة المزمع عقدها في عام 2025، والتي تمنعه من الترشح لها وفقاً للقواعد الداخلية باعتباره أمضى دورتين في منصبه.

المساهمون