إسماعيل قاآني... بعضٌ من سيرة قائد فيلق القدس وأقرب أصدقاء سليماني

07 أكتوبر 2024
إسماعيل قاآني خلال مشاركته بإحدى الفعاليات في طهران، 20 ديسمبر 2022 (Getty)
+ الخط -

نائب إىراني ينفي اغتيال قاآني ببيروت: في تمام صحته

وُلد قائد فيلق القدس في مشهد وانضم للحرس الثوري عام 1980

معروف بمواقفه المتشددة تجاه الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل

لم يحسم الحرس الثوري الإيراني بعد في الأنباء المتضاربة منذ يومين حول مصير قائد "فيلق القدس" فيه إسماعيل قاآني، بين تقارير إعلامية عن فقدان الاتصال به، وتعرضه للاغتيال برفقة رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين، في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الأسبوع الماضي، وبين نفي إيراني عبر وسائل إعلام ومسؤولين لصحة تلك التقارير. وزاد صمت الحرس الثوري تجاه تلك الأنباء من التساؤلات والشكوك حول مصير قاآني، علماً أن شائعات مماثلة طُرحت سابقاً حول اغتياله مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، من دون تعليق من الحرس الثوري، غير أن إسماعيل قاآني شارك لاحقاً في مراسم عزاء في مكتب حزب الله بطهران لينفي بذلك صحة الشائعات الأولى التي جرى تداولها بشأن مصيره أواخر الشهر الماضي.

ونقلت وكالة "رويترز"، أمس الأحد، عن مسؤولَين أمنيين إيرانيين كبيرين، قولهما إن إيران فقدت الاتصال بقائد "فليق القدس" إسماعيل قاآني الذي توجه إلى لبنان بعد اغتيال أمين عام حزب الله. وأفاد أحد المسؤولين بأن قاآني كان في الضاحية الجنوبية لبيروت عندما نفذ الاحتلال الإسرائيلي ضربات جوية يوم الخميس، وتردد أنها استهدفت خليفة نصر الله المحتمل هاشم صفي الدين، لكن المسؤول أوضح أن قاآني لم يلتق بصفي الدين.

تعليقاً على ذلك، نفى عضو لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني عباس غلرو، الأحد، لوكالة "ملت" للأنباء التابعة للبرلمان، صحة تلك التقارير، قائلاً إن إسماعيل قاآني "في تمام صحته"، وواصفاً الأنباء عن اغتياله في بيروت برفقة صفي الدين بأنها "شائعات". وأضاف غلرو: "هذه الأيام، هناك شائعات كثيرة، وهي إحدى استراتيجيات العدو لبث الإحباط في جبهة المقاومة والرأي العام الداعم لها"، معرباً عن أمله أن يصدر الحرس الثوري الإيراني بياناً حول ذلك لـ"إنهاء القلق" حول مصيره.

من هو إسماعيل قاآني

عيّن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، إسماعيل قاآني قائداً جديداً لـ"فيلق القدس" خلفاً لقاسم سليماني، بعدما اغتاله سلاح الجو الأميركي، في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020، بعد خروجه من مطار بغداد الدولي قادماً من دمشق. وقاآني، البالغ من العمر 67 عاماً، وُلد في مدينة مشهد، شرقي إيران، انضم للحرس الثوري عام 1980، أي بعد عام من قيام الثورة الإسلامية في إيران، وكان حينها في العشرينيات من عمره. تدرّج في المناصب القيادية في المؤسسة وتولّى إبان الحرب الإيرانية العراقية قيادة فرقة "النصر" الخامسة، وفرقة "الإمام الرضا" الـ21.

ويحمل إسماعيل قاآني اليوم رتبة عميد، وكان نائباً لسليماني في "فيلق القدس" منذ عام 2007. كما أنه يُعتبر من أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني، ومن أقرب أصدقاء سليماني. كان يركز قاآني خلال عمله في "فيلق القدس" على الملف الأفغاني ولم يسجل له حضور في ساحات الوجود الإيراني في الشرق الأوسط قبل تعيينه في هذا المنصب. وقاآني معروف بمواقفه المتشددة تجاه الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، إذ تعهد بعد تعيينه في المنصب بطرد القوات الأميركية من الشرق الأوسط ثأراً لمقتل سليماني. وحينها أكد أنه سيواصل طريق سليماني "بنفس القوة"، قائلاً إن "الشيء الوحيد الذي يعوض لنا (اغتيال سليماني) هو طرد أميركا من المنطقة".

أدرجته وزارة الخزانة الأميركية في 27 مارس/آذار 2012 على قائمة العقوبات الأميركية، لدوره بحسب بيان الوزارة، في توزيع الموازنات على حلفاء إيران في المنطقة. ثم بعد إدراج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الحرس الثوري، على قائمة المنظمات الإرهابية، بدأت دول غربية بفرض عقوبات على قاآني مع قياديين آخرين في الحرس، حيث ضمته كندا إلى القائمة خلال أكتوبر/تشرين الأول 2022، ثم بريطانيا في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه بتهمة التعاون مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ولاحقاً قامت أستراليا بالخطوة نفسها خلال إبريل/نيسان 2024.

يُشار إلى أن "فيلق القدس" تأسس أثناء الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي، ويُعدّ الذراع الخارجي للحرس الثوري الإيراني، ويتولّى العلاقات الخارجية وسط اتهامات له من أطراف إقليمية ودولية بالقيام بعمليات خارج الحدود الإيرانية، منها تفجيرات بيروت عام 1983، التي استهدفت مبنيين للقوات الأميركية والفرنسية، وقتلت 299 جندياً أميركياً وفرنسياً. وللفيلق تشكيلاته العسكرية الخاصة به، وعلى الرغم من أنه يعتبر جزءاً من الحرس الثوري الإيراني، لكنّ قائده يأتمر مباشرة بأوامر المرشد الإيراني الأعلى، وله ميزانيته الخاصة به، بحسب تقارير إعلامية إيرانية.