إسلام أباد تطالب الحكومة الأفغانية بخطوات عملية ضد "طالبان باكستان"

11 يوليو 2023
عنصر من الشرطة الباكستانية قرب الحدود مع أفغانستان (فرانس برس/أرشيف)
+ الخط -

جددت باكستان مطالبتها حكومة طالبان في كابول بـ"خطوات عملية" لدرء خطر سلاح حركة طالبان الباكستانية، وأعلنت رفضها النهائي للتفاوض مع الأخيرة، التي "لا خيار أمامها سوى الاستسلام وإلقاء السلاح".

وقال المندوب الباكستاني الخاص لأفغانستان آصف دراني، في تصريح صحافي، إن بلاده تتطلع لأن "تتخذ طالبان أفغانستان خطوات عملية من أجل القضاء على مسلحي طالبان الباكستانية"، مؤكداً أنها ترحب بنقل حكومة طالبان "مسلحي طالبان الباكستانية بعيداً عن الحدود"، في إشارة منه إلى ما أعلنت عنه حكومة طالبان من أنها تعمل على نقل اللاجئين الباكستانيين من سكان مقاطعة وزيرستان الذين جاؤوا إلى الجنوب الأفغاني بعد عملية الجيش الباكستاني ضد المسلحين في عام 2014، مع نفيها وجود مسلحين من طالبان الباكستانية بين أولئك اللاجئين.

وفيما يخص المفاوضات مع طالبان الباكستانية، شدد دراني على أن "زمن الحوار مع طالبان الباكستانية قد ولى، وأنه لا طائل من ورائه"، معتبراً إياه "مضيعة للوقت". كما شدد على أن الخيار الوحيد أمام طالبان الباكستانية، وجميع التنظيمات المسلحة، هو "الاستسلام وإلقاء السلاح، وإلا فإن القوات المسلحة الباكستانية على أتم الاستعداد للتصدي لها والقضاء عليها".

ولاحظ المسؤول الباكستاني "تصعيداً ملحوظاً في أعمال العنف، وهو ما كان متوقعاً، ولكن قوات الجيش وأجهزة أمن الدولة تتصدى لها بكل قوة وحققت إنجازات على هذا الصعيد".

وكان وزير الداخلية الباكستانية رانا ثناء الله قد أكد، في بيان صحافي، في 6 من شهر يوليو/تموز الجاري، أن القوات المسلحة الباكستانية "تتعامل بكل حزم مع من يعبث بأمن واستقرار باكستان، وأنه لا رجوع إلى الوراء"، في إشارة منه إلى المفاوضات مع طالبان الباكستانية.

وسبق للمعهد الباكستاني لدراسة الصراعات والأمن، ومقره في إسلام أباد، أن أكد في تقرير أخير له أنه خلال الأشهر الستة الماضية من هذا العام ارتفعت وتيرة أعمال العنف في باكستان بنسبة 79 في المائة، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وأن "هناك تمدداً كبيراً لطالبان الباكستانية في مناطق لم تكن موجودة فيها سابقاً، خاصة في إقليم بلوشستان، كما أن عدداً من الأحزاب البلوشية قد انضمت إليها، ما يعتبر ناقوس خطر لأمن البلاد".

وأشار المعهد إلى تضاعف عدد الهجمات الانتحارية، موضحاً أنه، منذ مطلع العام الجاري حتى نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي، شهدت الساحة الباكستانية 271 حدثاً عنيفاً، أدت إلى مقتل 389 شخصاً، وإصابة 656 آخرين، ومعنى هذا أن الحصيلة ارتفعت بنسبة 79 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مؤكدا أن عدد الهجمات في النصف الأول من عام 2022 كان 155 هجوماً، وأدت إلى مقتل 293 شخصاً وإصابة 487 آخرين، بينما كان عدد الهجمات في النصف الثاني من العام الماضي 228، أسفرت عن مقتل 246 وجرح 349 آخرين.

المساهمون