"وول ستريت": إسرائيل قد توافق على تخصيب السعودية لليورانيوم بإشراف أميركي بإطار اتفاق التطبيع
بعد ساعات قليلة من إعلان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في حديث مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، عن قرب توصل السعودية وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تقريراً اليوم الخميس، تحدث عن احتمال موافقة إسرائيل على تخصيب السعودية لليورانيوم، في إطار صفقة التطبيع المحتملة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وجه كبار المتخصصين الإسرائيليين في المجالين النووي والأمني بالتعاون مع المفاوضين الأميركيين، في محاولتهم للتوصل إلى تسوية قد تتيح للسعودية أن تصبح ثاني دولة في المنطقة، بعد إيران، تقوم بتخصيب اليورانيوم علناً.
وأشاروا إلى أن مسؤولين إسرائيليين يعملون بهدوء مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإنشاء عملية تخصيب لليورانيوم في السعودية، بإدارة الولايات المتحدة، كجزء من صفقة ثلاثية معقدة لإقامة علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل.
وتتفاوض الولايات المتحدة والسعودية على إطار صفقة تعترف السعودية بموجبها بإسرائيل، مقابل مساعدة المملكة على تطوير برنامج نووي مدني، مع تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية، من ضمن تنازلات أخرى يُتوقع أن تشمل الفلسطينيين وتقديم ضمانات أمنية أميركية.
ومن شأن السماح للسعودية بتخصيب اليورانيوم على أراضيها أن يمثل تحوّلاً في عقود من السياسة في كلّ من الولايات المتحدة وإسرائيل، لليورانيوم حيث عمل القادة من مختلف الأطياف السياسية على منع دول المنطقة من تطوير قدراتها على تخصيب اليورانيوم.
ويقول الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ومقرها واشنطن، مارك دوبويتز، إن الدعم الإسرائيلي للتخصيب السعودي سيمثل تحولاً جذرياً في السياسة بالنسبة لدولة عارضت الانتشار النووي في الشرق الأوسط منذ بداياتها، وبالنسبة لرئيس وزراء كرّس حياته المهنية لمعارضة التخصيب الإيراني لليورانيوم.
ويشدد على أنه على الولايات المتحدة أن تفكر في احتمال أن تخضع السعودية يوماً ما لحكم قادة معادين، يمكنهم السيطرة على منشآت تخصيب اليورانيوم التي تديرها الولايات المتحدة في المملكة، والتي يمكن استخدامها لصنع سلاح نووي. ويضيف: "نحن على بعد رصاصة واحدة من وقوع كارثة في السعودية"، متسائلاً: "ماذا سيحدث إذا سيطر، لا سمح الله، زعيم إسلامي متطرف؟".
في المقابل، يرى نائب رئيس قسم السياسات في معهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن، بريان كاتوليس، أن فكرة السماح للسعودية بتخصيب اليورانيوم تستحق البحث، مشيراً إلى أن خطر حصول بعض القادة المعادين على مثل هذه القدرات هو أمر رأيناه وقمنا بإدارته في عدد من الأماكن حول العالم، بما في ذلك باكستان، مؤكداً أنه يمكن إدارة المخاطر.
ويقرّ كاتوليس بأن المخاوف من حدوث سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط خطيرة للغاية وحقيقية، معتبراً في المقابل أن "السؤال هو ما إذا كان جلوس الولايات المتحدة على الهامش، وعقد ذراعيها وتوبيخ دول المنطقة بسبب سعيها للحصول على الطاقة النووية السلمية، هو استراتيجية أكثر فعالية من بدء مناقشة تهدف إلى بناء الثقة بين الجهات الفاعلة الرئيسية في المنطقة مثل إسرائيل والسعودية".
وبينما تقوم إدارة بايدن بصياغة خطط لإنشاء نظام لتخصيب اليورانيوم، تديره الولايات المتحدة في السعودية، كخيار لمعالجة سعي المملكة لإنشاء برنامج نووي خاص بها، تحدث المسؤولون الأميركيون عن أنهم يفكرون في بدائل أخرى. ولم يوافق بايدن بعد على فكرة السماح بتخصيب اليورانيوم في السعودية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
ويؤكد مسؤول إسرائيلي كبير أن تل أبيب وواشنطن اتفقتا منذ البداية بشكل كامل على كلّ ما يتعلّق بالقضية النووية، و"على ما لا يمكننا فعله، وما قد نكون قادرين على القيام به"، مشدداً على أنهم سيضعون "الكثير" من الضمانات على أي برنامج سعودي لتخصيب اليورانيوم.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير في إدارة بايدن قوله بعد لقاء بايدن ونتنياهو في نيويورك أمس الأربعاء، أن أي دعم لطموحات السعودية النووية سيتطابق مع المعايير الأميركية الصارمة لمنع الانتشار النووي.