إسرائيل تفرض الإقامة الجبرية على إمام المسجد الكبير في مدينة اللد بذريعة التحريض

17 يونيو 2021
يأتي اعتقال الشيخ الباز بعد أقل من 24 ساعة من رسالة بن غفير إلى مسؤول في الشرطة (تويتر)
+ الخط -

أطلقت السلطات الإسرائيلية سراح الشيخ يوسف الباز إمام مسجد اللد الكبير وفرضت عليه الإقامة الجبرية، بعد أن كانت قد اعتقلته صباح اليوم الخميس بزعم التحريض.

وفي حديث مع المحامي خالد الزبارقة من طاقم المدافعين عن الشيخ يوسف الباز قال: "تم اعتقال الشيخ في تمام الساعة الثانية فجراً من بيته، وتوجّه له الشرطة شبهة التحريض نتيجة الأحداث التي شهدتها اللد في الشهر الماضي، وحققت معه الشرطة بسبب نشره مقطع فيديو من فيلم أميركي، تزعم الشرطة أنه يشجع الناس على أن يحرقوا الشرطة. وقرر القاضي الإفراج عنه ولكن النيابة قررت الاستئناف على القرار يوم غد، ولذلك بقي في الاعتقال حتى تقديم الاستئناف".

وفي وقت لاحق من اليوم الخميس أفرجت السلطات الإسرائيلية عن الشيخ الباز مع فرض الإقامة الجبرية عليه.

وجاء في بيان أصدرته اللجنة الشعبية في اللد: إننا في اللجنة الشعبية نؤكد أولاً أن الشيخ يوسف الباز ليس وحيداً، وأن محاولات الشرطة والمخابرات ترهيب المجتمع العربي في اللد وفرض سياسات تكميم الأفواه ستبوء بالفشل، كما فشلت كل السياسات السابقة. ثانياً؛ إن المحرض الرئيسي على العنف والعنصرية والإرهاب هو رئيس البلدية وزمرته العنصرية من النواة التوراتية الذين حاولوا حرق البلد بسبب سياساتهم المتطرفة والعنصرية. ثالثاً؛ لم يجف بعد دم الشهيد موسى حسونه، وما زال القاتل حراً بدون أي قيود.

وقالت لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل في بيان لها، إن اعتقال الشيخ يوسف الباز، إمام المسجد العمري (الكبير) في مدينة اللد، فجر اليوم الخميس، هو اعتقال يندرج ضمن حملة منظمة تطاول شخصيات سياسية وقيادية، إلى جانب اعتقال مع يقارب 1800 ناشط على مدار الأسابيع القليلة الأخيرة، بهدف ترهيب جماهيرنا، وردعها عن كفاحها السياسي والميداني الشرعي والطبيعي. إلا أن اعتقال الشيخ الباز يأتي بأوامر يطلقها تلميذ الإرهابي مئير كهانا، عضو الكنيست المدعو ايتمار بن غفير، الذي يقود حملات التحريض الدموية ضد جماهيرنا وشعبنا، وهذا يدل على مدى تغلغل عقلية حركة "كاخ" في أروقة الحكم الإسرائيلي.

ويأتي اعتقال الشيخ الباز بعد أقل من 24 ساعة من رسالة بن غفير إلى مدير وحدة التحقيقات في المهمات الخاصة في جهاز الشرطة، المدعو شلومي إبراموزون، إذ ادعى الأخير أمام بن غفير، خلال بحث في الكنيست هذا الأسبوع، أنه لم يتلقَ أي شكوى ضد الشيخ الباز، وتلقى إبراموزون رسالة بن غفير أمس الأربعاء، والتي كما يبدو شكلت أساساً لاعتقال الشيخ الباز فجر اليوم الخميس.

وقالت لجنة المتابعة: يقبع في المعتقل منذ نحو شهر، الشيخ كمال خطيب بتهم واهية، في حين جرى هذا الأسبوع اعتقال عضو لجنة المتابعة الرفيق محمد كناعنة، بزعم التحريض لمواجهة عصابات المستوطنين التي اجتاحت أسوار القدس العتيقة، بقيادة بن غفير، استفزازاً لأهلنا في القدس وشعبنا قاطبة، وأطلقت كما في كل عام الهتافات العنصرية، وتلك التي تطاولت بالشتم على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكل هذا تحت حماية جيش الاحتلال، وبمصادقة مباشرة من الحكومة التي منحت ترخيصاً لمسيرة الإرهاب.

وأدان حزب التجمّع الوطنيّ الديمقراطيّ، في بيان له، حملة الاعتقالات الأخيرة التي تقوم بها أجهزة المخابرات والشرطة الإسرائيلية تجاه الشباب والقيادات الوطنية والدينية في الداخل، وعبر الحزب في بيانه عن دعمه وتبنيه لقرارات اللجنة الشعبية في اللد، التي شملت القيام بخطوات نضالية متواصلة للتصدّي للملاحقة السياسية والتضييق المستمر على أهالي اللد من قبل الشرطة والمستوطنين والبلدية.

وحذر التجمّع من أن التصعيد في الاعتقالات والقمع لن يثنينا عن مواصلة الكفاح ضد سياسات حكومة الاحتلال والاضطهاد والعنصرية، التي تتبعها الحكومات الإسرائيلية، السابقة واللاحقة.

ودعا إلى الانتباه إلى أن حملة الملاحقة والاعتقال هي حملة انتقامية على ما كان، ولكنّها أيضاً مؤشّر خطير إلى نوايا عدوانية في القدس وغزّة ومدن الساحل الفلسطيني والنقب، حيث تسعى أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى منع ردّ فعل قوي لشعبنا في الداخل.

وأكّد التجمّع: "هم يحاولون ردعنا عن النضال، ونحن لم ولن نرتدع ما دام هناك احتلال وحصار وتهويد وعنصرية واضطهاد وقمع وملاحقة وعدوان. الاعتقال لم يرهبنا في الماضي ولن يرهبنا الآن".

المساهمون