إسرائيل تعكف على إعداد صيغ لـ"التنديد بالخطوات الروسية" في أوكرانيا

23 فبراير 2022
وزير الخارجية (وسط الصورة) يعكف على إعداد صيغ "التنديد بالخطوات الروسية" (Getty)
+ الخط -

قال مسؤولون في تل أبيب إن إسرائيل باتت مطالبة بتبني موقف من الأزمة الأوكرانية الروسية، يأتي ذلك فيما توقع "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي أن تفضي عودة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا إلى تداعيات إقليمية تفاقم الأعباء على أمن إسرائيل القومي.

ونقلت إذاعة جيش الاحتلال صباح اليوم الأربعاء، عن المسؤولين قولهم إن وزارة الخارجية الإسرائيلية أجرت أمس، وعلى مدى ساعات، مداولات حول جوهر الموقف الإسرائيلي.

وأوضح المسؤولون، الذين لم تحدد الإذاعة هويتهم، أنه "على الرغم من أن الولايات المتحدة تتفهم تعاطي إسرائيل الحالي مع الأزمة ومخاوفها من أن يسهم إعلانها عن موقف في المس بهامش الحرية الذي تتمتع به في الساحة السورية؛ إلا أن تل أبيب باتت مطالبة بتحديد موقف مما يجري".

وأشارت الإذاعة إلى أن رئيس الوزراء البديل ووزير الخارجية يئير لبيد يعكف وطاقم مساعديه على إعداد صيغ "التنديد بالخطوات الروسية" في أوكرانيا، مشيرة إلى أنه سيتم طرح هذه الصيغ على رئيس الوزراء نفتالي بينت، الذي سيقرر في الموضوع.

تأثير الحرب الباردة على أمن إسرائيل

إلى ذلك، توقع "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي أن تفضي عودة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا إلى تداعيات إقليمية تفاقم الأعباء على أمن إسرائيل القومي.

وفي تقدير موقف صادر عنه، دعا المركز صانع القرار في تل أبيب إلى دعم الولايات المتحدة بشكل علني في حال اندلعت مواجهة بينها وبين المحور العالمي الآخر الذي تقوده روسيا.

وحث التقدير الذي أعده الباحثون إلدار شفيت وأودي ديكل وعنات كورتس، إسرائيل على التخلي عن "الحيادية" في الصراع القائم حتى لو تطلب الأمر تهديد مصالحها لدى روسيا؛ انطلاقا من إدراك طابع العلاقة الخاصة التي تربطها بالولايات المتحدة وعمق التزام الأخيرة بأمنها.

ورأى معدو التقدير أن اندلاع الأزمة العالمية الحالية يفرض على القيادة الإسرائيلية تجنّب مواجهة الولايات المتحدة، في حال أسفرت مفاوضات فيينا عن اتفاق نووي مع إيران، سيما على الصعيد العلني.

وشدد الباحثون على أن إدارة الرئيس جون بايدن لن تقبل المسوغات التي تقدمها إسرائيل للحفاظ على حياديتها حال اندلعت مواجهة عالمية، بحجة الحفاظ على مصالحها لدى روسيا؛ محذرا من أن الولايات المتحدة "ستحاسب" الدول التي "فضلت البقاء على الجدار" بعد انتهاء المواجهة.

ونصح التقرير بتكثيف التواصل و"نقل الرسائل الإيجابية" إلى نظم الحكم العربية التي تقيم علاقات سلام مع إسرائيل، وتلك التي توصلت إلى اتفاقات تطبيع معها في أعقاب الأزمة العالمية، تحسباً لحدوث اضطرابات داخلية في الدول التي تقودها هذه النظم بشكل يمكن أن يفضي إلى التراجع عن مسار التطبيع مع إسرائيل.

نصح التقرير بتكثيف التواصل و"نقل الرسائل الإيجابية" إلى نظم الحكم العربية التي تقيم علاقات سلام مع إسرائيل

واعتبر الباحثون مصر إحدى الدول المرشحة للتأثر بشكل كبير بتداعيات الأزمة الأوكرانية، على اعتبار أنها تعتمد بشكل أساسي على الدقيق والذرة التي تصدرها أوكرانيا؛ مشيرا إلى أن تعطيل الملاحة في البحر الأسود يمكن أن يشوش خطوط التجارة التي تنقل البضائع الأوكرانية، ويضر بالتالي بالواقع الاقتصادي والمعيشي في بلاد النيل.

وحذر المركز من أن الأزمة العالمية يمكن أن تهدد استقرار كل من لبنان، سورية، ليبيا، العراق، الأردن ومصر؛ وهو ما يفاقم التحديات التي يتعرض لها الأمن القومي الإسرائيلي؛ مشيرا إلى أن هذه التطورات ستترافق مع تراجع مستوى التزام الولايات المتحدة بالدفاع عسكرياً عن حلفائها في المنطقة.

في المقابل، لم يستبعد المركز أن تلجأ روسيا إلى تقليص قدرة إسرائيل على العمل في سورية، في إطار سعيها لنقل رسائل إلى الولايات المتحدة مفادها أن بإمكانها إشعال ساحات أخرى في العالم؛ وضمن ذلك إنهاء التنسيق الأمني مع إسرائيل وإفشال الغارات التي ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي عبر استخدام منظومات الدفاع الجوي الروسية المتمركزة هناك.

ووصل المركز إلى حد التحذير من أن تشجع روسيا إيران والقوى التابعة لها على استهداف المصالح الأميركية والإسرائيلية.

وحسب معدي التقدير، فإن الأزمة العالمية الحالية ستزيد من أهمية منطقة الشرق الأوسط لدى الولايات المتحدة، على اعتبار أنه يمكن أن تكون مصدرا بديلا للطاقة التي توفرها روسيا؛ مشيرين إلى أن واشنطن شرعت بالفعل في الاستعدادات لذلك عبر التواصل مع قطر.

وتوقع المركز أن يدفع تطور الأزمة الولايات المتحدة إلى الطلب من إسرائيل ومصر وقبرص أن تمد أوروبا بالغاز من حقولها في حوض المتوسط ليكون بديلا عن الغاز الروسي.

وأشار التقدير إلى أن إسرائيل مطالبة بأن تحاول قدر الإمكان أن تحافظ في هذه الأوقات على قنوات الاتصال مع روسيا للمساعدة على عدم انفجار الأوضاع في الجبهة الشمالية.

وخلص المركز إلى حث إسرائيل على الرد بشكل إيجابي على إعلان تركيا استعدادها لفتح صفحة جديدة في العلاقة معها باعتبار تركيا "عضوا مهما في حلف شمالي الأطلسي، فضلا عن أن تطوير العلاقة معها سيحسن من مكانة إسرائيل الاستراتيجية".

المساهمون