إسرائيل تبيد الخيام جنوبي لبنان.. اشتباكات ونسف منازل وقصف جوي ومدفعي وفسفوري

23 نوفمبر 2024
الخيام.. صمود في وجه محاولة المحتل الإسرائيلي السيطرة على جنوب لبنان
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الوضع الحالي في بلدة الخيام: تتعرض بلدة الخيام لهجمات إسرائيلية مكثفة تشمل تفخيخ المنازل وغارات جوية وقصف مدفعي باستخدام قذائف الفسفور، نظراً لموقعها الاستراتيجي قرب الخط الأزرق.

- مقاومة حزب الله: يواصل حزب الله التصدي للقوات الإسرائيلية في الخيام، مستهدفاً تجمعاتهم بصواريخ ومدفعية، معلناً تدمير دبابتين ميركافا واستعداده لمواجهة طويلة.

- الأهمية الاستراتيجية: تركز إسرائيل على الخيام، بنت جبيل، وشمع للسيطرة على الجنوب اللبناني، حيث تمثل الخيام نقطة تحكم في القطاع الشرقي وقطع طريق البقاع.

ساعات عصيبة تمر على بلدة الخيام الاستراتيجية جنوبي لبنان، حيث تواجه إبادة إسرائيلية واسعة. فالبلدة، التي تحمل تاريخاً حافلاً في الصمود بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان بين عامي 1982-2000 وفي حرب يوليو/ تموز 2006، تتعرض منازلها ومبانيها حالياً لعمليات تفخيخ وتفجير واسعة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. وبالتزامن مع ذلك، تتواصل الغارات الإسرائيلية العنيفة عليها من الجو، التي تترافق مع قصف مدفعي وبقذائف الفسفور الحارقة المحرَّمة دولياً.

وتبعد البلدة، التي تتبع قضاء مرجعيون في محافظة النبطية، نحو 5 كيلومترات عن الخط الأزرق الفاصل بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة، وتُعَدّ إحدى 3 بلدات يسعى جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 10 أيام للسيطرة عليها لأهميتها الاستراتيجية. وحسب ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، الجمعة، "ينفذ جيش الاحتلال عمليات تفجير عنيفة جداً في الخيام". وأضافت الوكالة أن هذه التفجيرات "ناجمة عن عمليات تفخيخ وتفجير للمنازل والمباني في البلدة".

ولفتت الوكالة إلى أن دويّ اثنين من هذه التفجيرات سُمع ووصل عصفها إلى البلدات المجاورة. وتأتي عمليات التفجير الممنهجة للمنازل والمباني في الخيام بالتزامن مع شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفاً جوياً ومدفعياً عنيفاً وبقذائف الفسفور على البلدة، حسب المصدر ذاته.

وفي وقت سابق الجمعة، نشر جيش الاحتلال عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد وصوراً لجنوده، قال إنها في جنوب لبنان، من دون تحديد المنطقة، فيما قالت قناة "الجديد" اللبنانية الخاصة إن "المعطيات والمشاهد (التي نشرها الجيش الإسرائيلي) تظهر أن هذه المنطقة هي مدينة الخيام".

حزب الله يواصل التصدي في الخيام

في المقابل، يواصل حزب الله التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في جنوب لبنان، وخصوصاً في بلدة الخيام. إذ قال الحزب إنه "استهدف بصليات صاروخية وقذائف مدفعية ومسيّرات انقضاضية 16 تجمعاً لقوات إسرائيلية في جنوب لبنان"، حتى الساعة 20:30 بتوقيت غرينتش. ومن بين الاستهدافات 8 تجمّعات لجنود عند الأطراف الشرقية والجنوبية لبلدة الخيام، و3 تجمّعات في منطقة تل نحاس عند أطراف بلدة كفركلا، وتجمّعان في بلدة شمع ومنطقة تلة أرميس غربها، وتجمّع في بلدة يارين، وتجمّعان عند منطقة مثلث دير ميماس (تقاطع طرق يربط بين بلدات دير ميماس والقليعة وكفركلا).

وضمن تصديه للقوات الإسرائيلية الغازية للبلدة، قال حزب الله إنه "استهدف بصاروخين موجهين دبابتين للجيش الإسرائيلي من نوع ميركافا جنوب منطقة معتقل الخيام في بلدة الخيام، ومحيط قلعة شمع". ولفت إلى أن "الاستهدافين أدّيا إلى تدمير الدبابتين، وسقوط أفراد طاقميهما بين قتيل وجريح".

ومعتقل الخيام كان مركز احتجاز تستخدمه قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة احتلالها لجنوب لبنان بين عامي 1982 و2000 لاعتقال العديد من اللبنانيين وتعذيبهم. وأصبح هذا المعتقل رمزاً للمعاناة والصمود، حيث تعرّض المعتقلون فيه لأبشع أنواع التعذيب. وعام 2000، ومع انسحاب القوات الإسرائيلية، تحرّر المعتقل وأصبح شاهداً على جرائم الاحتلال.

ويأتي تصاعد استهداف حزب الله لتجمعات جنود الاحتلال الغازية لجنوب لبنان، بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بدء المرحلة الثانية من عملياته البرية التي تتضمن محاولة غزو بلدات أعمق في الجنوب اللبناني، بدلاً من البلدات الحدودية التي كان يحاول غزوها. ورداً على ذلك، توعّد حزب الله في اليوم ذاته جيش الاحتلال بـ"مزيد من الخسائر والإخفاقات"، مشدداً على أنه مستعد لـ"معركة طويلة".

3 محاور للغزو

ووفق مصادر ميدانية لبنانية تحدثت لوكالة الأناضول في وقت سابق، فإن جيش الاحتلال منذ إعلانه بدء المرحلة الثانية من عملياته البرية في جنوب لبنان، يركز على 3 محاور رئيسية للغزو، هي محاور بلدات الخيام (جنوب شرق)، وبنت جبيل (وسط جنوب)، وشمع (جنوب غرب). وتعني السيطرة على الخيام، التي ترتفع نحو 950 متراً عن سطح البحر، السيطرة على القطاع الشرقي للجنوب اللبناني وصولاً إلى سهل بلدة حولا، وإمكانية قطع طريق البقاع الذي تعتبره إسرائيل محور إمداد مهم لحزب الله، وفق مراقبين.

ويضيف هؤلاء المراقبون أن السيطرة على بلدة شمع تعني عزل القطاع الغربي للجنوب اللبناني من بلدة الناقورة وحتى قضاء صور، بينما تمثل السيطرة على بلدة بنت جبيل "نصراً معنوياً" لإسرائيل، نظراً لكونها معقلاً لحزب الله، وتُعتبر رمزاً للمقاومة اللبنانية تاريخياً.

وإضافة إلى الدلائل على الوجود العسكري الإسرائيلي في بلدة الخيام، تشير بيانات حزب الله منذ أيام إلى مهاجمة تجمعات لجنود وآليات عسكرية لهم عند أطراف بلدة شمع وداخلها. لكن لم يتضح بعد شكل الوجود الإسرائيلي في البلدتين، إذ اعتادت القوات الإسرائيلية منذ بدء التوغل في الجنوب اللبناني مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الدخول والخروج من البلدات التي تتوغل فيها، حيث تُنفذ عمليات تدمير ممنهجة للمنازل والمباني، دون الاستقرار فيها، حتى لا تتعرض لهجمات من حزب الله.

(الأناضول، العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة

سياسة

بالتحاقهم بالمسار، يصبح الطلبة "ظلالا" مُكنّاة بـ"أحرف"، بدل أسمائهم التي حملوها منذ ولدوا، ليبدأوا بتعلّم ما يؤهلهم لكي يصبحوا مقاتلين في الأجهزة الأمنية.
الصورة
الطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية في محيط مستشفى كمال عدوان - شمال قطاع غزة - 27 ديسمبر 2024 (إكس)

مجتمع

وسط المجازر الإسرائيلية المتواصلة في شمال قطاع غزة، عُدّ الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان رمزاً للصمود في مواجهة الإبادة الجماعية.
الصورة
الجوع في غزة | مساعدات في دير البلح 10/112024 (رمضان عابد/رويترز)

سياسة

سحبت منظمة رائدة في مراقبة أزمات الغذاء عالمياً تقريراً جديداً هذا الأسبوع يحذر من مجاعة وشيكة في شمال قطاع غزة نتيجة "الحصار الإسرائيلي شبه الكامل".
الصورة
مستشفى كمال عدوان - شمال قطاع غزة - 6 ديسمبر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في إطار العملية العسكرية الأخيرة التي تنفّذها إسرائيل على شمالي قطاع غزة، منذ نحو ثلاثة أشهر، يبدو مستشفى كمال عدوان "هدفاً عسكرياً" للاحتلال.
المساهمون