إسرائيل تبقي على حالة التأهب إلى ما بعد الانتخابات: 3 آلاف عنصر في القدس المحتلة

16 أكتوبر 2022
رفض قادة أمنيون إسرائيليون مطالبات بتشديد القيود على إطلاق النار (محمود عليان/أسوشييتدبرس)
+ الخط -

أفاد تقرير نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، صباح اليوم الأحد، بأنّ دولة الاحتلال قررت بعد مشاورات أمنية في نهاية الأسبوع أجراها رئيس الحكومة يئير لبيد، الإبقاء على حالة التأهب والاستعداد الأمني إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية العامة المقررة مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

يأتي ذلك بعد أن كانت المصادر الإسرائيلية تتحدث عن إبقاء حالة التأهب والاستنفار الأمني إلى ما بعد فترة الأعياد اليهودية، التي تنتهي بعد غد الثلاثاء.

ونشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، أكثر من ثلاثة آلاف عنصر من حرس الحدود والشرطة في القدس المحتلة ومحيطها، مع استعداد مئات المستوطنين لاقتحامات المسجد الأقصى صباحاً بحجة عيد العرش اليهودي، بحسب ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية.

وكشف قائد في شرطة الاحتلال، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، صباح اليوم الأحد، أنّ قوات الاحتلال اعتقلت في القدس المحتلة، خلال اليومين الماضيين، 45 فلسطينياً بحجة القيام بأعمال شغب، متوعّداً بأنّ الشرطة تعتزم مواصلة حملة الاعتقالات في المدينة.

وفي غضون ذلك، تفرض قوات الاحتلال، اليوم الأحد، إغلاقاً كاملاً على الضفة الغربية المحتلة ومعابر قطاع غزة، من الرابعة بعد الظهر إلى منتصف ليلة غد الاثنين.

إلى ذلك، أورد تحليل للمحلل العسكري لصحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الأحد، أنه على الرغم من التراجع في عمليات المقاومة، إلا أنّ الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة لا تزال قابلة للاشتعال، وأنه يمكن أي عملية تقع في الأيام المقبلة أن تشعل الأوضاع كلياً. 

وعلى الرغم من أنّ دولة الاحتلال جعلت من جنين ومخيمها المحور الأساسي للعدوان، الذي أطلقته في الضفة الغربية تحت عنوان "كاسر الأمواج" بهدف ضبط تحركات المقاومة، وتثبيت حكم السلطة الفلسطينية، إلا أنّ التقديرات الأمنية تبدي قلقاً أساسياً مما يحدث في مدينة نابلس، ولا سيما في ظل تنامي نشاط مجموعة "عرين الأسود"، وذلك بفعل الموقع الجغرافي لمدينة نابلس التي تستقر المجموعة فيها شمالي الضفة، وتنفيذها لعمليات عسكرية على محاور الطرق الرئيسية وسط الضفة، مهددةً بذلك عدداً كبيراً من المستوطنات الإسرائيلية، خلافاً لمحافظة جنين. 

إغلاق حساب "تيك توك" الخاص بـ"عرين الأسود"

إلى ذلك، قال تقرير "يسرائيل هيوم"، إنّ إسرائيل تمكّنت، في اليومين الماضيين، بعد ضغوط كبيرة، من إغلاق حساب "تيك توك" الخاص بمجموعة "عرين الأسود" في نابلس، حيث يعتقد الاحتلال أنّ نشاط المجموعة على التطبيق، كان ولا يزال له أثر كبير في انتشار عمليات أفرادها من جهة، ومنحها شعبية واسعة في الضفة الغربية، ولفت الأنظار إليها كمثال وقدوة لعشرات الشبان الفلسطينيين، من الفئة العمرية بين 18و25 عاماً.

ضغوط على السلطة الفلسطينية لتشديد قبضتها في نابلس

واعتبر التقرير، أنّ الحصار الذي فرضته إسرائيل على نابلس، الأسبوع الماضي، وفرض قيود شديدة على حركة الدخول إلى المدينة والخروج منها؛ ساهم في خفض حدة التوتر وتراجع العمليات، مشيراً إلى أنّ الضغوط الكثيفة التي مارستها دولة الاحتلال أيضاً على السلطة الفلسطينية، ساهمت في تخفيف حدة نشاط مجموعة "عرين الأسود".

وذكر أنّ عشرة من أعضاء المجموعة سلّموا أسلحتهم للسلطة الفلسطينية، بعد وعود لهم بتجنيدهم في صفوفها، إلا أنّ دولة الاحتلال أوضحت للسلطة الفلسطينية أنها لن تمنح أي حصانة لأي من عناصر أمن السلطة إن اتضح ضلوع هؤلاء في عمليات ضدها، حتى لو كانت امتنعت حتى الآن عن اتخاذ خطوات ضدهم، بحسب ادعاء الصحيفة.

وكشف التقرير أنّ جُلّ الجهد الاستخباراتي يتمحور الآن حول الوصول إلى نحو 25 إلى 30 عنصراً، تدعي إسرئيل أنهم ينتمون إلى مجموعة "عرين الأسود"، إذ أوضحت دولة الاحتلال للسلطة الفلسطينية أنّها تعتزم اعتقالهم. 

رفض تشديد قيود إطلاق النار 

وأشار التقرير أيضاً إلى رفض قادة الأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيلي لبعض الدعوات التي تطالب بتشديد قيود فتح إطلاق النار، أو تغيير الأوامر التي تجيز ذلك، بادعاء أنّ هذا مطلب شعبوي.

وبحسب التقرير، فقد انضم وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس إلى رافضي هذا الأمر، مكرراً ادعاءه أنّ من يقرر أوامر فتح إطلاق النار هو رئيس أركان الجيش، وهو الموقف نفسه الذي سبق أن أعلنه غانتس، في سبتمبر/ أيلول الماضي، رداً على توجهات أميركية بعد قتل الصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة برصاص الجيش الإسرائيلي في جنين، في مايو/ أيار الماضي. 

المساهمون