سلّمت السلطات الإسبانية، ليلة أمس الخميس، إلى الجزائر الضابط العسكري المنشق محمد بن حليمة، الذي كان قد فرّ إلى الخارج عام 2019 وصدر بحقه أمر توقيف دولي، على ذمة قضايا تخص إفشاء أسرار عسكرية والانتماء إلى تنظيم مصنف إرهابياً.
ووصل بن حليمة إلى الجزائر في رحلة للخطوط الإسبانية، بعد رفض السلطات في مدريد منحه حق اللجوء السياسي الذي كان قد تقدّم به قبل فترة.
وأوقفت الشرطة الإسبانية بن حليمة نُقل إلى مركز ترحيل قبل أسبوع، قبل أن ينقل الليلة الماضية مباشرة إلى الجزائر، حيث تسلمته السلطات الجزائرية في مطار الجزائر الدولي.
وأظهر شريط فيديو لحظة إنزال بن حليمة من الطائرة وهو مقيد اليدين، على الرغم من محاولات جمعيات ومنظمات حقوقية بينها منظمة العفو الدولية ثني السلطات الإسبانية عن تسليمه.
وكان بن حليمة قد فر عام 2019 الى إسبانيا بطريقة غير شرعية، حيث كان يقيم بشكل غير قانوني، قبل أن تطالب السلطات القضائية الجزائرية بتسليمه، إذ صدرت في حق المعني أمر بالقبض الدولي.
وتتهمه السلطات الجزائرية بالانتماء إلى تنظيم مصنف بالإرهابي (حركة رشاد)، وإفشاء معلومات عسكرية، إذ كان ينشط على مواقع التواصل الاجتماعي، وينشر معلومات حول الجيش والأجهزة الأمنية وكبار المسؤولين في المؤسسة العسكرية، حصل عليها خلال فترة خدمته في الجيش، وهو ما أقلق السلطات الجزائرية.
وفي السابع من فبراير/ شباط الماضي كان وزير العدل الجزائري عبد الرشيد طبي قد زار مدريد، وبحث هناك قضية تسليم مطلوبين جزائريين موجودين في إسبانيا.
ويعدّ الضابط بن حليمة ثاني عسكري فار تنجح السلطات الجزائرية في تسلمه من إسبانيا، التي سبق أن سلمت في أغسطس/ آب الماضي الرقيب الأول السابق في الدرك الوطني محمد عبد الله بناء على طلب جزائري بعدما فر إلى إسبانيا قبل سنوات لطلب اللجوء السياسي، ونشط أيضاً كمعارض على مواقع التواصل الاجتماعي.
كذلك استعادت الجزائر من تركيا الرقيب قرميط بونويرة، مدير مكتب قائد أركان الجيش الراحل أحمد قايد صالح، فيما تسعى السلطات الجزائرية لتسلم عدد آخر من الناشطين والعسكريين الفارين إلى الخارج أبرزهم القائد السابق لجهاز الدرك غالي بلقصير، والضابط السابق في المخابرات هشام عبود، والدبلوماسي السابق محمد العربي زيتوط، والناشط أمير بوخرص.
وإضافة إلى بن حليمة، تسلّمت الجزائر الثلاثاء الماضي من السلطات اللبنانية الناشط الحبيب لعلالي، تنفيذاً للأمر بالقبض الدولي الصادر ضده، وبعد رفض الطعن المقدم للقضاء اللبناني في قرار تسليمه، بعد أكثر من شهرين من توقيفه لدى وصوله إلى مطار بيروت قادماً من دمشق، حيث كان يقيم.
وما زالت الجزائر تطالب لبنان بتسليمها وزير الصناعة السابق عبد السلام بوشوارب المقيم هناك، وقد كان وزير العدل رشيد طيب قد زار بيروت قبل أسبوعين ووقع على اتفاقية للتعاون القضائي.