إدانات فلسطينية واسعة للاعتداء على الشاعر والأجهزة الأمنية تفتح تحقيقاً

22 يوليو 2022
وصفت إصابة الشاعر بالمتوسطة (فيسبوك)
+ الخط -

أصيب القيادي في "حماس"، ونائب رئيس الوزراء الأسبق، ناصر الدين الشاعر، مساء اليوم الجمعة، بجروح بعد إطلاق مسلحين الرصاص عليه في قرية كفر قليل جنوبي نابلس، شمالي الضفة الغربية، وقوبل ذلك بإدانات واسعة، رسمية وفصائلية وأهلية، وأصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أوامره بالتحقيق الفوري في الحادث للقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة.

وبحسب وكالة الأنباء الرسمية (وفا)، أدان الرئيس عباس الحادث، وشدد على عدم السماح "بمثل هذه الأعمال المرفوضة"، كما هاتف عباس الشاعر متمنياً له الشفاء العاجل.

وفي بيان صحافي، أدان مجلس الوزراء الفلسطيني الاعتداء على الشاعر، مؤكداً أنّ توجيهات صدرت من الرئيس ورئيس الوزراء إلى الأجهزة الأمنية بالتحرك الفوري للبحث والتحري عن الفاعلين، لتقديمهم للعدالة.

وفي تصريحه لـ"وفا"، قال المفوض السياسي العام، المتحدث باسم الأجهزة الأمنية، اللواء طلال دويكات، إنّ "أجهزة الأمن الفلسطينية باشرت بتنفيذ تعليمات الرئيس محمود عباس حول حادثة إطلاق النار على ناصر الدين الشاعر، فأصدر أوامره بإجراء تحقيق فوري ومتابعة حثيثة من أجل الوصول إلى الجناة، وتقديمهم إلى العدالة".

وفي تغريدة له على تويتر، أدان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ بشدة إطلاق النار على الشاعر، معتبراً أن ما جرى "عمل إجرامي، ولا يليق أبداً بأخلاقنا الوطنية، ويجب محاسبة الفاعلين".

أما بيان الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم"،  فطالب الأجهزة الأمنية بالقيام بمسؤولياتها واتخاذ المقتضى القانوني بحق الفاعلين بالسرعة القصوى.

واستنكرت لجنة الحريات المنبثقة عن الفصائل الفلسطينية، في بيان صحافي، الاعتداء على عضو اللجنة ناصر الشاعر، مطالبة باعتقال ومحاسبة كل من شارك في الاعتداء الآثم، فيما حذر رئيس اللجنة مصطفى البرغوثي، من تكرر حالات الفلتان الأمني والاعتداءات على المواطنين، مؤكداً أنّ المستفيد الأول منهما هو الاحتلال، وأعداء الشعب الفلسطيني.

ودعت اللجنة إلى صد ومحاصرة كل مظاهر الفلتان الأمني وما يمثله من مخاطر على النسيج الوطني والسلم الأهلي، والقضية الوطنية الفلسطينية.

مجموعة "محامون من أجل العدالة" الحقوقية قالت، في بيان صحافي، إنّ الحادث "نتيجة متوقعة لغياب العدالة والقانون، وتغول السلطة عليه، وعدم أخذ العدالة مجراها في محاسبة من ارتكب جرائم بحق النشطاء: نزار بنات، وأمير لداوي، وقمع المظاهرات العام الماضي"، محذرة من شيوع مبدأ استخدام السلاح نتيجة لشعور المعتدي بالأمان وبالحماية من جهاتٍ متنفذة، ما يتيح له تجاوز القانون.

من جانبها، دعت حركة "حماس"، في بيان صحافي، إلى التحقيق الفوري لمحاسبة الفاعلين مهما كانت مواقعهم، مؤكدة أنّ "محاولة اغتيال" الشاعر "تدقّ ناقوس الخطر بأنّ هناك مَن يحاول ضرب النسيج المجتمعي الفلسطيني، ويغيّب الأصوات الوطنية الشريفة خدمة للاحتلال، ولأجندات خارجية تتناقض ومبادئ الشعب الفلسطيني المقاوم الحرّ".

وأكدت الحركة أنّ هذه الجريمة التي تأتي بعد أسابيع معدودة من تعرض الشاعر لاعتداء من قبل أمن جامعة النجاح، منتصف يونيو/حزيران الماضي، وأنه يستوجب حمايته وحماية الشخصيات الوطنية كافة، "لا تركهم لقمة سائغة للاحتلال وأعوانه المجرمين".

وعبرت "حماس" عن أسفها للتصريحات غير المسؤولة التي تسهم في التحريض الداخلي و"تحريك نار الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية، الناتجة عنها مثل هذه الجرائم والانتهاكات".

محاولة اغتيال

كما أدانت "فتح" الحادثة، في بيانها، واعتبرتها "خارجة عن عادات وتقاليد وأخلاق الشعب الفلسطيني"، وتمنت الشفاء العاجل للشاعر.

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي، على لسان المتحدث الرسمي باسمها طارق عز الدين، أنّ تعمد تكرار الاعتداءات بالتهديد والاستهداف للقيادات والرموز الوطنية والأكاديمية والنشطاء، "عمل إرهابي، وتجاوز خطير لكل الخطوط الحمراء، وأن السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية تتحمل المسؤولية الكاملة عنها، ويجب عليها أن تكون الحامية لأبناء الشعب الفلسطيني وليس ملاحقته".

وطالبت الحركة، في بيان لها، بحراك سلمي رافض لهذه الظاهرة التي باتت تهدد الأمن والاستقرار في المجتمع الفلسطيني، وأكدت أنّ "معركتنا الأساسية مع الاحتلال وقطعان مستوطنيه الذي يستهدف كل يوم أرضنا ومقدساتنا".

وطالبت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، باعتقال ومحاسبة كل من شارك بالاعتداء على الشاعر، محذرة، في بيان لها، من تكرار حالات الفلتان الأمني والاعتداءات على المواطنين، التي يستفيد منها الاحتلال وأعداء الشعب الفلسطيني.

أصيب الشاعر بست رصاصات في قدمه، أطلقها مسلحون على مركبته، خلال مشاركته بجاهة زفاف في قرية كفر قليل، مساء الجمعة، ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، ووصفت إصابته بالمتوسطة.

وهناك من يرجح أن الحادث جاء على خلفية العنف الذي شهدته جامعة النجاح إثر أزمة طلابية مع أمن الجامعة الشهر الماضي، والاعتداء على الطلبة وعلى الشاعر، الذي تم تكليفه من إدارة الجامعة بمسعى حل الأزمة.

وفي حينه، قرر مجلس أمناء الجامعة إعفاء مدير دائرة أمن الجامعة من منصبه ومنحه إجازة مفتوحة لحين اتخاذ القرار بشأنه من قبل الإدارة، وإنهاء خدمات ستة من موظفي أمن الجامعة ممن ثبت مشاركتهم في اللجوء إلى العنف في مواجهة احتجاجات طلابية وإضراب، وكذلك إحالة 16 موظفاً آخرين ممن شاركوا في الاعتداءات على لجان متخصصة لاتخاذ إجراء تأديبي مناسب بحقهم، والتوجيه بإعادة هيكلة دائرة الأمن.

وشهدت جامعة النجاح التي يدرس فيها 25 ألف طالب وطالبة، إضربًا لمدة بومين، تلبية لدعوة الحراك الطلابي المستقل في الجامعة، للمطالبة بـ"حياة جامعية آمنة"، بعد الأحداث العنيفة، رغم دعوة الطلبة من قبل مجلس اتحاد الطلبة والكتل الطلابية إلى العودة لمتابعة الدوام.

المساهمون