إدانات عربية لـ"مجزرة التابعين" في غزة: إسرائيل تعرقل المفاوضات

10 اغسطس 2024
ما بقي من مدرسة التابعين في حي الدرج بعد قصفها، 10 أغسطس 2024 (الأناضول)
+ الخط -

الرئاسة الفلسطينية: على واشنطن إجبار الاحتلال على وقف عدوانه

مصر: الاستهداف دليل قاطع على غياب إرادة إسرائيل لوقف الحرب

الأردن: القصف مؤشر على سعي إسرائيل لعرقلة جهود المفاوضات وإفشالها

تتوالى الإدانات العربية للمجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم السبت بحق النازحين الفلسطينيين في مدرسة "التابعين" بحي الدرج وسط مدينة غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وعشرات المصابين، فيما اعترف جيش الاحتلال باستهداف المدرسة، وزعم أن عناصر وقيادات من المقاومة الفلسطينية كانوا فيها.

ورأت العديد من المواقف أن إسرائيل، بارتكايها المجرزة، تثبت أن لا نية لديها لوقف الحرب، وتريد عرقلة المفاوضات وإفشالها، لا سيما أنّ الاستهداف أتى غداة البيان المشترك للوسطاء؛ قطر ومصر والولايات المتحدة، في وقت متأخر الخميس - الجمعة، والذي شدد على ضرورة إبرام اتفاق وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين، ودعوة إسرائيل وحركة حماس، إلى استئناف عاجل للمفاوضات يوم الخميس المقبل.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، اليوم السبت، في بيان، إنّ "هذه الجريمة تأتي استمراراً للمجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة وكذلك في الضفة الغربية، والتي تؤكّد مساعي دولة الاحتلال لإبادة شعبنا عبر سياسة المجازر الجماعيّة وعمليات القتل اليومية، في ظل صمت دولي مريب". وأضاف أنه "في الوقت الذي تعلن فيه الإدارة الأميركية الإفراج عن 3.5 مليارات دولار لصالح إسرائيل، لإنفاقها على أسلحة وعتاد عسكري أميركي، تقوم فوراً بارتكاب جريمة نكراء ومجزرة بحق أهلنا في غزة، النازحين في مدرسة بمدينة غزة". وقال أبو ردينة: "على الإدارة الأميركية إجبار دولة الاحتلال فورا على وقف عدوانها ومجازرها ضد شعبنا الأعزل، واحترام قرارات الشرعية الدولية، ووقف دعمها الأعمى الذي يقتل بسببه الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ العزل".

الأردن: إمعان في الاستهداف الممنهج للمدنيين

من جانبها، دانت وزارة الخارجية الأردنية بأشد العبارات قصف إسرائيل مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج في غزة، معتبرة ذلك خرقاً فاضحاً لقواعد القانون الدولي، وإمعاناً في الاستهداف الممنهج للمدنيين ومراكز إيواء النازحين. وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة في بيان "إدانة المملكة واستنكارها المطلق لاستمرار إسرائيل لما تقوم به من انتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، في ظل غياب موقف دولي حازم يلجم العدوانية الإسرائيلية ويجبرها على احترام القانون الدولي ووقف عدوانها على غزة، وما ينتجه من قتل ودمار وكارثة إنسانية غير مسبوقة".

وقال القضاة إن "هذا الاستهداف الذي يأتي في وقت يسعى فيه الوسطاء إلى استئناف المفاوضات على صفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار مؤشر على سعي الحكومة الإسرائيلية لعرقلة هذه الجهود وإفشالها"، مشدداً على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، وخاصة مجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل فوري، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة والمستمرة للقانون الدولي، ومحاسبة المسؤولين عنها.

مصر: إسرائيل تفتقر للإرادة السياسية لإنهاء الحرب

بدورها اعتبرت مصر، اليوم السبت، أنّ القتل المتعمد للفلسطينيين العزل يظهر افتقار إسرائيل للإرادة السياسية لإنهاء الحرب في غزة. واستنكرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها، "استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في حق المدنيين بقطاع غزة، فى استخفاف غير مسبوق بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، مطالبة بـ"موقف دولي موحد ونافذ يوفر الحماية للشعب الفلسطيني فى قطاع غزة، ويضع حداً لمسلسل استهداف المدنيين العزل".

واعتبرت الخارجية أنّ استمرار ارتكاب تلك الجرائم واسعة النطاق، وتعمد إسقاط تلك الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل، كلما تكثفت جهود الوسطاء لمحاولة التوصل إلى صيغة لوقف لإطلاق النار في القطاع، "هو دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي لإنهاء تلك الحرب، وإمعان في استمرار المعاناة الإنسانية للفلسطينيين". وأكدت أنّ مصر "سوف تستمر في مساعيها وجهودها الدبلوماسية، وفي اتصالاتها المكثفة مع جميع الأطراف المؤثرة دولياً، لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مهما تكبدت من مشاقٍ أو واجهته من معوقات".

وقال متحدث الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل، اليوم السبت، إنّ "الاحتلال الإسرائيلي استهدف 13 مركزاً لإيواء النازحين في أنحاء القطاع منذ بداية أغسطس/ آب الحالي". وأفاد بصل، في مؤتمر صحافي عقده بصل بمدينة غزة، بأنّ "الاحتلال الإسرائيلي استهدف في مدرسة التابعين طابقين الأول كان يؤوي النساء النازحات والأطفال، والأرضي وهو عبارة عن مصلى للنازحين".

وأضاف: "مدرسة التابعين تؤوي أكثر من 6 آلاف نازح ذهبوا إليها بعد تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي منازلهم في أكثر من منطقة بقطاع غزة". ‏وذكر أن "الجميع فُجع بحجم المجزرة الكبيرة والمخيف، بفعل العدد الكبير من الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء، وجزء منهم أشلاء وجزء آخر اشتعلت فيهم النيران في مشهد مخيف لم يراع أدنى الاعتبارات الإنسانية".

واضطر الآلاف من أبناء غزة منذ بداية الحرب إلى النزوح من منازلهم واللجوء إلى المدارس ومحيط المستشفيات مع قصف الطائرات الحربية والمُسيرات الإسرائيلية عشرات آلاف المنازل وتدميرها، واستقبلت المدارس أعداداً كبيرة من النازحين الذين اعتقدوا أنها آمنة، على اعتبار أنها معروفة للإسرائيليين، وأنها تظهر من الجو أبنيةً مدرسيةً مفتوحةً، وهو ما يميزها عن الأبنية والمناطق الأخرى.