إجماع في جيش الاحتلال على أن صفقة تبادل هي السبيل لاستعادة المحتجزين

10 يونيو 2024
جندي إسرائيلي في غزة، 8 فبراير 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الإجماع داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على أن صفقة تبادل أسرى مع حماس هي الطريقة الوحيدة لاستعادة المحتجزين الإسرائيليين، رغم استعادة أربعة أسرى في عملية خاصة.
- تقديرات بأن حماس تحتفظ بمعظم الأسرى في أنفاق تحت الأرض، مما يجعل العمليات العسكرية لاستعادتهم محفوفة بالمخاطر وغير مضمونة النتائج.
- تراجع فرص التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بسبب التغيرات السياسية داخل إسرائيل وانسحاب حزب "معسكر الدولة"، مع تعقيدات بسبب تباين الآراء داخل الحكومة والتحديات الأمنية.

"هآرتس": قيادة الجيش والأجهزة الاستخبارية تحث على إنجاز صفقة

توقعات إسرائيلية بأن حركة حماس تستخلص العبر من عملية النصيرات

"معاريف": في أوج الفرح لاستعادة محتجزين تتأجج كراهية نتنياهو

يسود إجماع داخل المؤسسة العسكرية في دولة الاحتلال الإسرائيلي على أن صفقة تبادل هي الضمانة الوحيدة لاستعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس في قطاع غزة، على الرغم من استعادة أربعة منهم في عملية خاصة داخل مخيم النصيرات (وسط)، أول من أمس السبت.

وذكر عاموس هارئيل، المعلّق العسكري لصحيفة هآرتس الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم الاثنين، أنه بخلاف المستويات السياسية وبعض الوزراء في حكومة بنيامين نتنياهو الذين سارعوا لاعتبار عملية استعادة الأسرى الأربعة دليلاً على نجاح خيار الضغط العسكري، فإنّ المستويات العسكرية والاستخبارية التي أشرفت على هذه العملية تعتقد العكس تماماً.

وبحسب هارئيل، فإن قيادات الاحتلال العسكرية والأمنية أوضحت، أمس الأحد وأول من أمس السبت، أنه لا يمكن استعادة جميع الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس بواسطة عمليات عسكرية على غرار التي نفذت في النصيرات.

وأبرز المحلل الإسرائيلي أنّ كلاً من قيادة الجيش والأجهزة الاستخبارية في تل أبيب تحث المستوى السياسي على المضي قدماً في الجهود الهادفة إلى التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، حتى لو دفعت إسرائيل ثمناً كبيراً يجعل حماس تقدم الصفقة أمام الجمهور الفلسطيني والعربي إنجازاً لها.

ولفت إلى أنه على الرغم من إمكانية اقتناص فرص أخرى مستقبلاً لاستعادة المزيد من الأسرى بواسطة عمل عسكري، فإنّ مثل هذا العمل سيكون مقترناً بالكثير من المخاطر، فضلاً عن أنه لا تمكن استعادة كل الأسرى بعمليات عسكرية.

وأضاف أنّ هذه القيادات تقدّر أنّ حركة حماس تحتفظ بمعظم الأسرى الباقين في أنفاق تحت أرضية وليس في شقق سكنية، كما كان عليه الأمر بالنسبة للأسرى الذين كانوا يحتجزون في النصيرات. وتوقع هارئيل أن يستخلص الجهاز العسكري لحركة حماس العبر من العملية الأخيرة ويشدد إجراءات الحراسة والتأمين على الأسرى لديه.

تراجع فرص التوصل إلى صفقة تبادل

ويرى المعلّق الإسرائيلي أنّ فرص التوصل إلى صفقة تبادل أسرى تراجعت بعد انسحاب حزب "معسكر الدولة" بقيادة بني غانتس من حكومة بنيامين نتنياهو، مشيراً إلى أنّ تكثيف الإدارة الأميركية الضغوط على الأطراف ذات العلاقة فقط يمكن أن يسهم في دفع الأمور نحو التوصل إلى صفقة.

وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قد كتب على حسابه على منصة إكس، بعيد الإعلان عن استعادة الأسرى الأربعة: "فقط بواسطة ضغط عسكري كبير ومتواصل يمكننا إعادة بقية المختطفين إلى بيوتهم".

وعلى الرغم من أنّ "الوحدة الخاصة لمكافحة الإرهاب" في شرطة الاحتلال المعروفة بـ"يمام"، والتي نفذت عملية النصيرات، تتبع وزارة الأمن القومي، إلا أن "هآرتس" استبعدت أن يكون نتنياهو قد أطلع بن غفير على مخطط العملية قبل تنفيذها.

من ناحيته، جزم المعلق العسكري لإذاعة جيش الاحتلال أمير بن شلوم بأن نجاح عملية استعادة الأسرى الأربعة "لن يغير واقع الحرب، ولن يمثل نقطة تحول" في كل ما يتعلق باستعادة الأسرى لدى حركة حماس.

وفي تحليل نشره موقع "زمان إسرائيل"، حذر شلوم من "التبجح" الذي ساد إسرائيل بعد الإعلان عن نجاح العملية، مشيراً إلى أنّ "هيجان الفرح" سيتراجع لصالح واقع الحرب المثير للقلق وتراجع فرص التوصل إلى صفقة تبادل.

في السياق، أثار سلوك نتنياهو، الذي سارع لاستقبال الأسرى الذين أطلق سراحهم في العملية العسكرية والتقاط صور معهم، حفيظة الكثير من المعلقين في تل أبيب. وكتب يوسي فيرتر، المعلق السياسي لـ"هآرتس"، أنّ نتنياهو الذي سارع لالتقاط الصور هو نفسه الذي تجاهل الأسرى الذين أطلق سراحهم في صفقة تبادل سابقة مع حركة حماس، فضلاً عن تجاهله عائلات الجنود والمستوطنين الذين قتلوا في الحرب وفي السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

وفي مقال نشره موقع معاريف العبري اليوم الاثنين، أوضح الكاتب مئير عوزئيل أنه في أوج الشعور بالفرح لاستعادة الأسرى الأربعة، "فإن كراهية نتنياهو تتأجج في كل مكان".

المساهمون