إجراءات مصرية وتشدد على الحدود مع إسرائيل لتجنب هجمات

23 فبراير 2024
جنود مصريون قرب معبر رفح، أكتوبر الماضي (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

إسرائيل تخشى المجندين المصريين

الجيش المصري ينفذ إجراءات لضبط الحدود

ملف محور فيلادلفيا يشغل أروقة صنع القرار المصري

شهدت المنطقة الحدودية الفاصلة بين مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة إجراءات قام بها الجيش المصري للحيلولة دون وقوع أي هجمات، أو عمليات، على امتداد الحدود مع إسرائيل من منطقة كرم أبو سالم شمالاً وحتى منطقة إيلات جنوباً.

وتفسر مصادر مصرية، هذه الإجراءات بأنها تأتي وفقاً لتفاهمات مستمرة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إذ شملت التركيز على توعية المجندين المصريين، علماً بأن نسبة كبيرة منهم، هي من الوافدين من مناطق الصعيد والمناطق الجنوبية بمصر، وذلك لضمان عدم استخدامهم للسلاح باتجاه قوات جيش الاحتلال على غرار عملية الشهيد محمد صلاح في يونيو/حزيران 2023.

الجيش المصري ينفذ إجراءات لضبط الحدود

وقالت مصادر قبلية في سيناء، لـ"العربي الجديد"، إن الجيش المصري عمل منذ بداية الحرب على غزة، وخصوصاً في الفترة الأخيرة، على تجديد الإجراءات لضبط منطقة الحدود، من خلال إجراءات ميدانية وأخرى إلكترونية.

مصادر قبلية: جهاز المخابرات الحربية يمنع المجندين من استخدام الهواتف الحديثة

وأشارت إلى أنه يتم أيضاً مراقبة المجندين، من خلال جهاز المخابرات الحربية الذي يمنعهم من استخدام الهواتف الحديثة خلال فترة الخدمة على الحدود مع إسرائيل، واستبدالها بأخرى قديمة لا يمكن من خلالها متابعة الأخبار والأحداث وما يجري داخل قطاع غزة، وذلك بهدف عدم تحريض المجندين على تنفيذ عملية كالتي نفذها محمد صلاح.

وقالت مصادر تقطن في منطقة معبر العوجا، لـ"العربي الجديد"، إنه لوحظ خلال الأيام الماضية عدم حمل أفراد الجيش المصري العاملين في نقطة الحراسة الفاصلة ما بين معبر "نتسانا" الإسرائيلي وبوابة العوجا للسلاح.

وأشارت إلى أن هذا الأمر يأتي في ظل تزايد أعداد المستوطنين، الذين يعملون على استفزاز قوات الجيش من خلال الرقص، والاعتداء على السائقين المصريين، وتحطيم الشاحنات التي تحمل المساعدات لقطاع غزة، وكذلك محاولة التهجم على العلم المصري المرفوع على هذه الشاحنات.

وأشارت المصادر إلى أنه لوحظ تواجد مسؤولين مصريين بزي مدني في تلك المنطقة، لمتابعة الأمر على الأرض وضمان عدم وقوع أي مناوشات، أو أي اعتداءات بين الطرفين.

وبحسب المصادر القبلية، التي تعاونت مع الأجهزة العسكرية والأمنية خلال السنوات السابقة، في عمليات محاربة الإرهاب في سيناء، فإن هناك نشاطاً كبيراً لجهاز المخابرات الحربية في مناطق شمال وجنوب سيناء على امتداد الحدود الفاصلة ما بين مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأوضحت أن النشاط يتضمن دوريات على الحدود، وجولات ميدانية لضباط في المخابرات وقيادات في الجيش المصري، وكذلك طلعات جوية، بالتزامن مع تكثيف جيش الاحتلال الاسرائيلي دورياته في الجانب الآخر من الحدود.

كما أن ملف محور فيلادلفيا، وهو الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، يشغل أروقة صنع القرار المصري، وسط مخاوف من السيناريوهات التي يطرحها الاحتلال لهذا المحور، لا سيما في ظل التماس الكبير الذي سيكون بين قوات الجيش المصري وجيش الاحتلال.

ودفع هذا الأمر مصر مراراً للتحذير من اقتحام جيش الاحتلال لمدينة رفح، لعدة أسباب، أهمها وجود مئات آلاف النازحين في المدينة وإمكانية اتجاههم إلى سيناء، وكذلك خطورة احتلال إسرائيل لمحور فيلادلفيا على الأمن المصري.

إسرائيل تخشى المجندين المصريين

وتعليقاً على ذلك قال المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري عبد الله الأشعل، لـ"العربي الجديد"، إن أكثر ما تخشاه إسرائيل هم المجندون، الذين يشكلون ما نسبته 70 في المائة من التعداد الإجمالي للجيش المصري.

باحث بشؤون سيناء: الجيش المصري رفع مستوى التأهب في صفوف قواته على الحدود

وأضاف الأشعل أن الجيش المصري يقوم بهذه الإجراءات ليتفادى وقوع أي هجمات على الحدود، ومن المؤكد أنها تعليمات من إسرائيل كي لا تتكرر حادثة صلاح، من خلال تأثر المجندين بأحداث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتنفيذ هجمات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقال باحث في شؤون سيناء لـ"العربي الجديد"، إن الجيش المصري ومنذ اللحظة الأولى لبدء الحرب الإسرائيلية رفع مستوى التأهب في صفوف قواته على الحدود، سواء مع قطاع غزة أو الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يتواجد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أن حالة التأهب تهدف لمنع وقوع أي سيناريو في المنطقة، بما فيه مناوشات بين العسكريين المصريين وقوات جيش الاحتلال، وهناك تجارب كثيرة لقيام عسكريين مصريين بشن هجمات على الإسرائيليين، رداً على جرائم إسرائيلية بحق الفلسطينيين أو المسجد الأقصى.

وأوضح أنه لا يمكن تجاهل إمكانية وقوع عمليات مسلحة من قبل أفراد بالجيش المصري على الحدود، إما بالمشاركة المباشرة أو عبر مساعدة أشخاص آخرين.

وأكد أن عملية سحب سلاح المجندين المصريين، الذين هم على تماس مباشر مع المستوطنين وأفراد جيش الاحتلال الإسرائيلي على معبري كرم أبو سالم والعوجا، تعتبر أقل الإجراءات الاحترازية التي قد يقوم بها الجيش المصري للحيلولة دون حدوث تطور قد يتمدد على طول الحدود.

المساهمون