إثيوبيا تطالب مصر والسودان بـ"تغيير خطابيهما" بشأن سد النهضة

20 يناير 2022
يؤكد خبراء مصريون أن الملء الثاني لم يكتمل (إدواردو سوتيراس/فرانس برس)
+ الخط -

طالب رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد كلّاً من مصر والسودان بـ"تغيير خطابيهما" بشأن سدّ النهضة، الذي تشرع بلاده في بنائه، "من أجل تحقيق التنمية، بالشكل الذي يعلي خطاب بناء السلام"، على حدّ وصفه.

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي إن بلاده "تهدف من بناء سدّ النهضة إلى تنظيم كميات المياه المتوفرة لديها، بحيث يكون توليد الكهرباء من البنية التحتية موحداً على مدار العام"، مشيراً إلى أن "هذا لا يحمل سوى معنى واحد، وهو أن السدّ لا يستهلك الماء باعتباره سدّاً للطاقة الكهرومائية؛ بدلاً من ذلك، يستمرّ الماء في التدفق في اتجاه مجرى النهر دون انقطاع".

وأضاف أبي أحمد: "غالباً ما تكون الفوائد التي تعود على بلدان المصبّ غير ملموسة بدرجة كبيرة"، متابعاً: "في السودان، على سبيل المثال، يوفر سدّ النهضة حماية كافية ضد الفيضانات المدمّرة، وآثار نقص المياه أثناء فترات الجفاف، كما أنه سيساعد البنية التحتية للمياه السودانية على التشغيل على النحو الأمثل، حيث تتلقى تدفقاً منظماً".

وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي أن مصر "يمكنها أيضاً أن تستفيد من الحفاظ على المياه عند سدّ النهضة، بدلاً من إهدار مليارات الأمتار المكعبة من المياه للتبخر وفي سهول الفيضانات، كما أنه سيساعد على حماية السدّ العالي في أسوان".

وأوضح أن "نحو 85 بالمائة من المياه التي تجري في مجرى نهر النيل تأتي من مرتفعات إثيوبيا، وتُعدّ تلك بمثابة مورد عابر للحدود، حيث تمرّ هذه المياه عبر إثيوبيا والسودان ومصر"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن "مساهمة الجانب الإثيوبي في مياه نهر النيل تأتي من روافد أنهار أباي وبارو وتيكيزي، بينما تأتي 15 بالمائة من مياه نهر النيل من دول أخرى على منابعه".

وأردف أن "جميع الروافد تنضم لتلتقي في المجرى الرئيسي لنهر النيل في الموقع الذي يتم فيه بناء السدّ هناك قرب الحدود مع السودان، وهذا يجعل الموقع مثالياً لتحقيق أقصى قدر من توليد الكهرباء".

واستطرد أبي أحمد قائلاً: "هذا يعني أنه يمكن توليد المزيد من الكهرباء من البنية التحتية الحالية، ويمكن أن تتدفق المياه الكافية والمنتظمة في مجرى النهر على مدار العام لتمكين إمدادات المياه الموثوقة للناس والزراعة والبيئة. كما يجلب سدّ النهضة المزيد من الطاقة للأنظمة المترابطة بالفعل في السودان وإثيوبيا، بالإضافة إلى الآخرين".

وأوضح أن "إثيوبيا لديها طموح لبناء اقتصاد حديث قائم على الزراعة والصناعة، في ظل التزام الحكومة بتطوير البنية التحتية الاجتماعية، مع جودة التعليم والأنظمة الصحية وتوفير المياه النظيفة لشعبها".

لمتابعة آخر التطورات الخبرية على الشاشة، شاهد "العربي أخبار"..

وأشار إلى أن الكهرباء هي بنية تحتية أساسية تفتقر إليها إثيوبيا وأكثر من 53 بالمائة من مواطني بلاده، بنحو يُقدّر بـ60 مليون شخص لا يستطيعون الوصول إليها، مشدداً على أنه "لا توجد دولة تمكنت من هزيمة الفقر وتحقيق تنمية مستدامة دون الكهرباء".

وأوضح أنه "لهذا السبب، تعتقد إثيوبيا أن مياه النيل يمكن توظيفها بشكل عادل ومنصف لصالح جميع شعوب الدول المشاطئة، من دون التسبب في ضرر كبير"، لافتاً إلى أن "السدّ يحمل فوائد متعددة لدولتي المصب، السودان ومصر، وأيضاً لمنطقة شرق أفريقيا بشكل عام".

وأعلنت السلطات الإثيوبية، الخميس الماضي، عن عزمها على إزالة 17 ألف هكتار (40 ألف فدان) من الغابات بمحيط سد النهضة في فبراير/شباط المقبل، تمهيداً لملء جديد لبحيرة السدّ الواقع على نهر النيل، في حين أن خبراء مصريين لا يزالون يؤكدون أن الملء الثاني لم يكتمل.

وزير الري المصري: المماطلة ليست في صالح أديس أبابا

في غضون ذلك، قال وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبد العاطي إن "المماطلة بملف سدّ النهضة ليست في صالح أحد، وتحديداً إثيوبيا"، لافتاً إلى أن "التواصل والتفاوض بحسن نية للوصول إلى حلول تكون في صالح الجميع، أقصر طريق لحلّ المشكلات".

وأضاف عبد العاطي، في تصريحات إعلامية صباح اليوم الخميس، أن مصر "قدّمت حلولاً إلى إثيوبيا تضمن لها توليد الكهرباء بنسبة 85 بالمائة تحت أحلك الظروف التي تشمل الجفاف"، قائلاً إن مصر "ناقشت التفاوض لحلّ مشكلة الفيضان التي يعاني منها السودان".

وتابع عبد العاطي أن "مصر لديها حساسية كبيرة في موضوع الجفاف، لأننا نعتمد في 97 بالمائة من الموارد المائية على نهر النيل. مصر صحراء وأكبر البلاد الجافة في العالم، مش هاقدر أعرّض حياة أكثر من 100 مليون مصري لمشكلات جفاف"، بحسب تعبيره.

وأوضح وزير الري المصري أن "الانكماش والمشكلات التي شهدتها بحيرة تشاد تولد عنها إرهاب"، مشيراً إلى ظهور جماعة "بوكو حرام" الإرهابية نتيجة انخفاض مستوى المياه في بحيرة تشاد.

وذكر أن مصر "تنادي بالتعاون والتكامل بين الدول، والتعامل بحسن نية لضمان استقرار المنطقة"، متابعاً "قبل بناء السدّ العالي، ساهمنا في بناء سدّ أوين في أوغندا قبلها بـ10 سنوات، بنينا سدّ جبل أولياء، ولم نعترض على بناء أي سدود في حوض النيل، حتى السدّ الإثيوبي لم نعترض عليه".

المساهمون