أول ظهور للرئيس الجزائري بعد شهرين من وعكته الصحية: عودة قريبة وانتخابات نيابية

13 ديسمبر 2020
ظهر تبون بصحة جيدة لكن آثار تلقيه العلاج كانت بادية على وجهه (العربي الجديد)
+ الخط -

ظهر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للمرة الأولى منذ وعكته الصحية التي ألمت به منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، واستدعت نقله للعلاج في مستشفى في ألمانيا، وأعلن عن عودته القريبة إلى البلاد من رحلته العلاجية، وإجراء انتخابات نيابية قريبا.

وظهر تبون بصحة جيدة لكن آثار تلقيه العلاج كانت بادية على وجهه، وحرص أن يكون ظهوره بمناسبة الذكرى الأولى لانتخابه رئيسا للبلاد في 12 ديسمبر/ كانون الأول سنة 2019، وطمأن الشعب الجزائري بشأن تعافيه بشكل كامل من آثار الوعكة الصحية نتيجة إصابته بفيروس كورونا.

وقال في هذا الصدد: "تعلمون أنه قد تم نقلي على جناح السرعة إلى الخارج للعلاج لما أصابني فيروس كورونا، واليوم الله تعالى وعنايته ولطفه في القضاء والقدر، وبفضل أطبائنا في المستشفى العسكري والأطباء الألمان، بدأت في طريق التعافي، قد يأخذ أسبوعا أو أسبوعين أو ثلاثة أسابيع اخرى، ولكني سأسترجع كل قواي البدنية".

وأشار تبون إلى قرب عودته إلى البلاد دون أن يحدد موعدا لذلك، متابعاً: "أتمنى أن أكون بينكم في أقرب وقت، موعدنا قريب على أرض الوطن، لنواصل بناء الجزائر الجديدة".

وشدد الرئيس الجزائري على أنه يتابع من مشفاه في ألمانيا كل شؤون الدولة وسير المؤسسات وأوضاع البلاد وقال: "بعدي عن الوطن ليس معناه نسيان الوطن، أنا أتابع ساعة بساعة كل ما يجري في الوطن، وعند الضرورة أسدي تعليمات يوميا لمصالح الرئاسة".

ولفت إلى أنه ملتزم بكل تعهداته التي أعلنها في الحملة الانتخابية للرئاسيات الماضية، بما فيها تنظيم انتخابات نيابية مسبقة، موضحا: "بالنسبة للبرنامج الذي سطرناه مع بعض، والانتخابات، فقد طلبت من مصالح الرئاسة أن تنسق مع لجنة صياغة القانون الجديد للانتخابات"، وتعهد بأن يكون هذا الأخير جاهزا في غضون عشرة أو 15 يوما، لننطلق في العملية الانتخابية التي تأتي بعد الدستور".

وكان الرئيس تبون قد تعهد في شهر يونيو/ حزيران الماضي بتنظيم انتخابات نيابية مسبقة لإنشاء برلمان جديد، لكن ظروفه الصحية حالت دون استكمال مسار تنظيمها.

وفي21 سبتمبر/ أيلول الماضي، كلف تبون خبراء في القانون الدستوري، أغلبهم من اللجنة التي تولت صياغة مسودة الدستور، بصياغة مشروع قانون جديد للانتخابات يتضمن وضع مقاييس انتخابية جديدة تخص شروط وضوابط الترشح على ضوء التجارب السابقة، وإنهاء تدخل المال السياسي في الانتخابات ومنع المحاصصة في توزيع المقاعد وشراء الذمم، والفصل بين المال والسياسة، وتشجيع الشباب لا سيما الجامعيين منهم على الترشح وغيرها. ورفع الحظر السياسي عن إسلاميي جبهة الإنقاذ وتمكينهم من استعادة حق الترشح للمجالس النيابية والمحلية.

وعلق الرئيس الجزائري على بعض التطورات الإقليمية في المحيط الجزائري وقال: "الجزائر قوية وأقوى من كل ما يظنه البعض، والجزائر لن تتزعزع، والأوضاع السياسية التي تجري في المنطقة كنا ننتظرها".

وأعلن أنه أسدى توصيات إلى رئيس الحكومة عبد العزيز جراد ووزير الداخلية كمال بلجود وحكام الولايات بالسهر على تطبيق خطة إنعاش مناطق الظل الفقيرة، واستمرار الحياة الاقتصادية وفق الطريق المسطر، وعدم فرض أية ضرائب جديدة على كاهل المواطنين، وأبدى ارتياحه لتراجع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الجزائر.

جاء هذا الظهور الأول للرئيس تبون بعد شهرين من الغياب عن المشهد

 

وجاء هذا الظهور الأول للرئيس تبون بعد شهرين من الغياب عن المشهد، نتيجة الضغوط السياسية والشعبية المطالبة بكشف حقيقة الوضع الصحي للرئيس، وبروز تأويلات وإشاعات متعددة بشأن وضعه الصحي، ومن شأن هذا الظهور أن يضع حدا لذلك ويخلق حالة من الاطمئنان السياسي في البلاد.

ويقضي الرئيس تبون فترة نقاهة في مصحة في ألمانيا، بعد مغادرته في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لمستشفى في كولن الألمانية كان يعالج فيه من مضاعفات نتيجة إصابته بفيروس كورونا، ونقل تبون إلى ألمانيا للعلاج في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى ألمانيا على متن طائرة إسعاف خاصة، بناء على توصية من الطاقم الطبي الذي كان يشرف على علاجه حينها في المستشفى العسكري في العاصمة الجزائرية.

وتسبب فيروس كورونا للرئيس الجزائري بمضاعفات حادة، بحكم عامل السن والتدخين، ويرجح أن كورونا انتقل إليه من أحد أفراد عائلته، إذ أصيب أيضا نجله محمد، كما توفي أربعة من أقاربه نتيجة الفيروس، هم عمته وشقيقته وزوجها وصهره.