أولينا زيلينسكا... السيدة الأولى لأوكرانيا تدعم زوجها بمواجهة الغزو الروسي

02 مارس 2022
السيدة الأولى بأوكرانيا تفضل الابتعاد عن الأضواء (Getty)
+ الخط -

لم يحظَ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وحده فحسب بتقدير دولي منقطع النظير لعزيمته في التصدي للاجتياح الروسي لبلاده، بل شمل ذلك حتى زوجته أولينا زيلينسكا، التي وجدت نفسها كذلك في واجهة الأحداث، ولا سيما بممارسة دورها في دعم أبناء شعبها في التصدي للغزو الروسي.

ورغم تحذيرات أميركية من تعرضه للاغتيال، اختار الرئيس الأوكراني البقاء في العاصمة كييف، وقال في خطاب له مع انتهاء اليوم الأول من الغزو الروسي لأوكرانيا الخميس الماضي: "سأبقى في العاصمة. عائلتي أيضاً في أوكرانيا. وبحسب المعلومات التي بحوزتنا، فقد حددني العدو على أنني الهدف رقم 1. وعائلتي هي الهدف رقم 2". فمن تكون أولينا زيلينسكا، السيدة الأولى لبلاد في حالة حرب؟

تعرفت أولينا إلى زيلينسكي، في الـ17 من عمرها، حين كانت طالبة في كلية الهندسة في مدينة كريفوي روغ الأوكرانية، فيما كان فولوديمير يدرس في تخصص القانون، وتزوجا بعد مرور ثماني سنوات على ارتباطهما، ولهما ابنة، أولكسندرا، وابن كيريل. 

ومنذ أن تعرف إلى أولينا، قطع زيلينسكي طريقاً طويلاً من طالب لا يملك شيئاً إلى أشهر فنان ساخر في أوكرانيا مع فرقته الفنية "كفارتال 95"، ونال أيضاً شهرة كبيرة في روسيا.

إلا أن أداء زيلينسكي دور معلم التاريخ المتواضع، فاسيلي هولوبورودكو، الذي ينتخب رئيساً لأوكرانيا، كتب له القدر أن يغير مصيره هو وعائلته. وبعد علمها أن زوجها يعتزم الترشح للرئاسة، تعترف أولينا بأنها لم تسعد كثيراً بهذا الخبر، إدراكاً منها لما سيترتب عن ذلك من التغييرات والصعوبات التي سيواجهانها في حياتهما. 

ومع ذلك، دعمت أولينا زوجها في قراره، لتتغير حياتهما على نحو كامل بعد تحقق سيناريو المسلسل على أرض الواقع وفوز زيلينسكي بأغلبية 73 بالمائة من أصوات الناخبين بجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة الأوكرانية عام 2019، في سابقة لانتقال فنان من خشبة المسرح إلى كرسي الرئاسة مباشرة.

وتحظى أولينا بشعبية كبيرة في أوكرانيا، وتتحدث اللغة الإنكليزية بطلاقة، وكانت تدرس الهندسة حينما التقت أول مرة زوجها، لكنها فيما بعد غيرت الوجهة وانتقلت إلى الكتابة، وتشتغل حالياً كاتبة سيناريو لشركة الإنتاج الأوكرانية "استوديو كوارتر 95".

وحسب تقرير لصحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية فإنها هي من كتبت السلسلة الكوميدية التي سلطت الأضواء على مواهب زوجها، قبل أن يلعب دوره في السلسلة الكوميدية "خادم الشعب"، التي تقلد بعدها منصب الرئيس الأوكراني.

وسبق أن ظهرت على غلاف مجلة "فوغ" بنسختها الأوكرانية، وأقرت في حديث للمجلة آنذاك، قائلة: "أنا لا أحب أن أكون شخصية عمومية. لكن الوقائع الجديدة (السيدة الأولى بأوكرانيا) تفرض قواعدها الجديدة، وأنا أحاول التأقلم مع ذلك".

وأضافت في التصريح ذاته: "أفضل البقاء في الكواليس. زوجي دائماً في الواجهة، بينما أكون مرتاحة أكثر بالبقاء بعيداً عن الأضواء"، قبل أن تستدرك بالقول: "لكني وجدت أسباباً لنفسي تدفعني إلى الحضور في الواجهة. إحداها الفرصة التي أحظى بها لجلب اهتمام الناس للمواضيع الاجتماعية الأكثر أهمية".

وأصبحت أولينا زيلينسكا السيدة الأولى في أوكرانيا في 20 مايو/ أيار 2019، بعدما تولى زوجها المنصب الرئاسي. وخلال الثلاثة أعوام الماضية سخّرت المنصب في الدفاع عن القضايا المجتمعية والإنسانية، بما في ذلك المساواة بين المرأة والرجل، وتوفير التغذية للأطفال.

وتمكنت من إدراج تشريع يسمح بتحسين المساواة في التغذية وتنويعها بالمدارس الأوكرانية، وأطلقت مبادرة في يونيو/ حزيران 2020 لنشر اللغة الأوكرانية.

ومع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، سخّرت أولينا زيلينسكا حضورها على مواقع التواصل الاجتماعي في حشد الهمم للتصدي للروس.

في 16 فبراير/شباط الماضي، الذي حددته الاستخبارات الغربية موعداً منتظراً لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا، نشر زيلينسكي، وحرمه، أولينا زيلينسكا، البالغان من العمر 44 عاماً، صورة لهما عبر حساباتهما الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، محتفلين بيوم الوحدة، وواضعين علم أوكرانيا بينهما.

ولم تمر أيام حتى تحققت التوقعات بشنّ روسيا حرباً مفتوحة على أوكرانيا، وبقيت أصغر سيدة أولى في تاريخ أوكرانيا بجوار زوجها في هذه الظروف الصعبة، مؤكدة في أول أيام الغزو الروسي يوم الخميس الماضي، بقاءها بجواره ورفضها الاستجابة للذعر والبكاء.

وفي آخر منشور لها أمس الثلاثاء، تقدمت زيلينسكا بالشكر للنساء الأوكرانيات على شجاعتهن، كاتبة: "قبل الحرب... كتبت ذات يوم أن عدد النساء في أوكرانيا أكثر من الرجال بمقدار مليونين. هذه هي الإحصاءات، ولكنها تكتسب معنىً مختلفاً تماماً الآن، إذ يعني ذلك أن مقاومتنا لها وجه نسائي خاص أيضاً".