في الوقت الذي أحيا فيه إعلان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينت، مطلع الأسبوع، الجدل في تل أبيب حول مصير مساعد الطيار الإسرائيلي رون أراد، الذي أسقطت طائرته في الأجواء اللبنانية عام 1986، رجّح رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود أولمرت، في حديث اليوم الجمعة مع إذاعة محلية، أن يكون أراد قد قتل على يد العائلة اللبنانية التي عثرت عليه بعد إسقاط طائرته.
وقال بينت، في خطابه أمام الكنيست، إن "الموساد" الإسرائيلي نفذ الشهر الماضي عمليات "معقدة" و"مركبة" للحصول على معلومات جديدة حول مصير أراد.
وجاء إعلان أولمرت الجمعة بعد أن تضاربت التقديرات والمعلومات في إسرائيل عن العمليات التي قام بها "الموساد" أخيرا.
وفيما شدد بينت على أن هذه العمليات، التي شملت أكثر من بلد، حققت الأهداف المرجوة منها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن مصادر أمنية، بينها رئيس الموساد الحالي دافيد برنيع، قولها إن حملة "الموساد" لجلب معلومات جديدة عن مصير أراد باءت بالفشل، ولم تحقق أيا من الأهداف التي حددت لها.
وكانت طائرة أراد قد أُسقطت في أجواء صيدا اللبنانية في 16 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1986. وفيما تمكنت طائرة كوبرا إسرائيلية من استعادة ربان الطائرة، إلا أنها فشلت في تحديد موقع أراد الذي كان مساعداً للطيار.
ووقع أراد في أسر حركة "أمل"، وظلت مهمة إعادته لسنوات طويلة من أكبر أوجه الإخفاق الإسرائيلي، بالرغم من محاولات إسرائيل الحصول على معلومات عنه وعن مصيره.
وعلى مرّ تلك السنوات، لم تترك إسرائيل، بحسب تقرير سابق لـ"يديعوت أحرونوت"، جهة لم تحاول إبرام صفقة معها، مقابل مجرد معلومات عن مصير أراد أو وضعه الصحي، وضمن ذلك أيضاً مفاوضات، عبر وسطاء، مع "حزب الله"، حيث تلقت إسرائيل عام 2000 بندقية أراد الشخصية. وفي عام 2008، حصلت على صورتين لأراد، ودفتر مذكراته في العامين الأولين له في الأسر.
وقبل خمس سنوات، سُمح في إسرائيل بنشر تقارير عن أن أراد قُتل خلال محاولته الهرب من مقر احتجازه في قرية النبي شيت عام 1998، وأن عناصر من "حزب الله" نبشت قبوراً في الموقع، وأرسلت إلى إسرائيل بشكل استثنائي رفات أحد الجثامين التي عثر عليها، إلا أن فحص الـ"دي إن إيه" نفى أن تكون لأراد.