أوكرانيا: توقيع اتفاق سلام في مينسك بين الحكومة والانفصاليين

05 سبتمبر 2014
يحاصر الجيش الأوكراني دونيتسك منذ أسبوعين(فيليب ديسمازس/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
وقّعت الحكومة الأوكرانية والانفصاليين  اتفاق سلام في مدينة مينسك، اليوم الجمعة، عاصمة روسيا البيضاء. وجاء الاتفاق على وقع تجدد المواجهات بين الطرفين في مدينة ماريوبول، وتهديدات غربية بفرض عقوبات جديدة على روسيا.

ورعت مجموعة الاتصال، التي تدير المحادثات، الاتفاق وضمّت ممثلين عن روسيا وأوكرانيا والانفصاليين ومن منظمة "الأمن والتعاون" في أوروبا.

وقبل بدء محادثات السلام، تجدد القتال في مدينة ماريوبول، وذكرت وكالة "انترفاكس" الروسية، أن "الانفصاليين دخلوا ميناء ماريوبول في جنوب شرق أوكرانيا، اليوم"، لكن متحدثاً عسكرياً في كييف أكد أن "القوات الأوكرانية ما زلت تسيطر على المدينة الساحلية الاستراتيجية".

وتنص خطة وقف إطلاق النار التي عرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد محادثات هاتفية مع نظيره الأوكراني بترو بوروشنكو، على انسحاب القوات الحكومية الأوكرانية من معقلي الانفصاليين في دونيتسك ولوغانسك.

وقال بوروشنكو، أمس الخميس، على هامش قمة "حلف الأطلسي" إنه "متفائل بحذر إزاء هذه الخطة لأن المبادرة جاءت من قادة الانفصاليين". وأضاف أن "المحادثات السياسية ستكون تحدياً كبيراً"، محذراً من أن "استقلال أوكرانيا ووحدة أراضيها ليسا موضع مفاوضات".

وأوضح بوروشنكو أن "ما نحتاج إليه الآن من أجل السلام والاستقرار هما أمران: أولاً أن تسحب روسيا قواتها، وثانياً أن تغلق الحدود، وإذا حصل ذلك أؤكد لكم أن أوكرانيا ستصل إلى حل سلمي في غضون أيام".

وأشار إلى أن "بعض أعضاء الأطلسي سيتعاونون مع أوكرانيا، حول تقديم بعض المعدات العسكرية"، لكنه لم يحدد هذه الدول وما إذا كانت المساعدة ستشمل امدادات أسلحة مباشرة.

وقدم "الأطلسي" دعماً كبيراً لأوكرانيا خلال قمته المنعقدة في ويلز التي ركزت بشكل خاص على "نزعة روسيا التوسعية الجديدة" التي تخشى منها دول الحلف.
وقال مسؤولو الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة انه سيتم الإعلان، اليوم، عن عقوبات ضد روسيا رداً على اتهام الجيش الروسي بـ"التصعيد الكبير" في الأيام الماضية دعماً للانفصاليين، لكنهم أوضحوا أن تطبيق العقوبات قد يؤجل في انتظار نتيجة المحادثات في مينسك.

وأعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، اليوم، خلال القمة أن "العقوبات الاقتصادية الجديدة المزمعة ضد روسيا، يمكن أن ترفع في حال التوصل الى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا".

وقال هاموند لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" "الأمر الأكثر عقلانية هو المضي قدماً في خطتنا لفرض عقوبات جديدة. وإذا تم التوصل بعد ذلك إلى وقف لاطلاق النار وجرى توقيعه ودخل حيز التنفيذ، فيمكننا حينئذ أن ننظر في رفع العقوبات".

من جهته، دعا السناتور الأميركي عن الحزب الجمهوري جون ماكين، أمس الخميس "الدول الغربية إلى تزويد الجيش الأوكراني بالسلاح وإلا فإن أوكرانيا مهددة بان تصبح بلداً محاصراً". وطالب "بفرض عقوبات ساحقة فعلاً على روسيا".

وقال ماكين خلال مؤتمر صحافي في كييف، "الآن إذا لم نكن نحن في الغرب قادرين أن نقول بوضوح أن ما يقوم به بوتين في أوكرانيا هو غزو لدولة ذات سيادة، إذا قمنا بالتعتيم على هذه الحقيقة لأننا نرفض مواجهتها، فإننا نعيش في عالم بوتين".
وأوضح أن "بوتين أمر بنشر أربعة آلاف جندي ودبابات على الحدود لمساعدة الانفصاليين على اقامة رابط بري مع شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو إلى أراضيها".

وفي التطورات الميدانية، أفادت وكالة "انترفاكس" الروسية بأن الانفصاليين دخلوا ميناء ماريوبول في جنوب شرق أوكرانيا، ونقلت الوكالة عن مصدر من الانفصاليين قوله "أولى مجموعاتنا موجودة في ماريوبول بالفعل".
لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا أندري ليسينكو، أكد أن "القوات الأوكرانية ما زلت تسيطر على المدينة الساحلية الاستراتيجية". وأضاف أن "تلك الأنباء ليست صحيحة، بل إننا أعدناهم إلى المواقع التي كانوا يسيطرون عليها".

وسُمعت أصوات اشتباكات من شرق ماريوبول، اليوم، فيما أشارت ميليشيات متطوعين أوكرانيين إلى هجمات شنها انفصاليون على نقاط تفتيش عدة.
وتعتبر ماريوبول آخر مدينة يصل إليها النزاع، حيث يشن الانفصاليون هجوماً مضاداً أدى إلى سيطرتهم على قسم كبير من الأراضي من أيدي القوات الحكومية في خلال أيام.
كما سمع دوي سلسلة انفجارات في دونيتسك، معقل الانفصاليين، ليل الخميس، ومصدرها مطار المدينة.
وتحاصر القوات الحكومية الأوكرانية منذ أسابيع دونيتسك، أكبر مدينة في الشرق الأوكراني في إطار معركتها ضد الانفصاليين.

في غضون ذلك، أكد ليسينكو، نقلاً عن معلومات مخابراتية اليوم الجمعة أن "نحو 2000 جندي روسي قتلوا حتى الآن في الصراع الدائر في شرق أوكرانيا".

وتنفي روسيا ارسال قوات لمساندة الانفصاليين الموالين لها في شرق اوكرانيا الذين يقاتلون قوات حكومة كييف، فيما تقول أوكرانيا والدول الغربية الداعمة لها إن هناك أدلة متنامية على تورط روسيا في الحرب.

المساهمون