كثفت القوات الأوكرانية من هجومها على مناطق سيطرة القوات الروسية في الشرق والجنوب، بعد البداية البطيئة -بخلاف المتوقع- للهجوم المضاد الذي انطلق في يونيو/ حزيران الماضي.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إنّ الجيش الأوكراني يستدعي الجزء الأكبر من قواته الاحتياطية التي دربها الغرب لفك سيطرة روسيا على الجنوب، وذلك بعد أيام من تقرير كشفت فيه الصحيفة ذاتها نقلاً عن خبراء عسكريين أنّ عامل الوقت يحاصر القوات الأوكرانية قبل دخول شتاء من المتوقع أن يصعب الهجوم ويهدد بفشل العملية برمتها.
ومن ضمن ما أوردته الصحيفة في تقرير سابق، احتمال إدخال القوات الأوكرانية احتياطات كانت مجهزة للمرحلة الثانية من الهجوم المضاد، قبل أوانها.
ويشير التصعيد الأوكراني إلى ما يبدو "مرحلة ثانية من الهجوم المضاد بدأت بالتشكل"، وفق الصحيفة.
ونقلت الصحيفة، الخميس، نقلاً عن اثنين من مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، قولهم إنّ القوات الأوكرانية التي تحاول اختراق الخطوط الروسية تواجه ربما أكبر اختبار لها في الحرب.
وأضاف المسؤولان أنّ أوكرانيا بدأت "تصب الجزء الأكبر من احتياطياتها لفك سيطرة موسكو على الجنوب".
ووصفت الصحيفة المهمة التي تواجه القوات الأوكرانية المتقدمة على خط القتال بـ"الهائلة"، نظراً لوجود شبكة دفاعية كثيفة من حقول الألغام والخنادق والمخابئ وفخاخ الدبابات وغيرها من العوائق التي وضعها الطرف الآخر في القتال.
ونقلت الصحيفة عن إيغور كوناشينكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، قوله إنّ الأوكرانيين شنوا هجوماً "هائلاً" بثلاث كتائب، معززة بالدبابات، جنوب بلدة أوريكيف تباعاً لهجوم آخر على بعد أميال قليلة جنوباً بالقرب من قرية روبوتين. وقالت الوزارة إن كلا الهجومين تم صدهما.
وقال مسؤولون أميركيون آخرون إن الهجوم الأوكراني الأخير قد يكون عملية تمهيدية من أجل هدف العملية المضادة الرئيسية، وهو استعادة الأراضي المحتلة في الشرق والجنوب، أي المرحلة الثانية.
وبحسب الصحيفة، يتمثل أحد الأهداف العسكرية لأوكرانيا، في السيطرة جنوباً عبر بلدة توكماك إلى مدينة ميليتوبول بالقرب من الساحل.
وقالت الصحيفة إن التوغل بهذا العمق من شأنه أن يقسم بشكل فعال الأراضي التي تسيطر عليها روسيا إلى قسمين، مما يجعل إعادة الإمداد والتنسيق أكثر صعوبة بالنسبة لقوات موسكو.
وأفاد مسؤولون عينتهم روسيا في مناطق محتلة، بأنّ معارك شرسة تدور رحاها جنوب أوريكيف، ضمت ألوية من القوات الأجنبية المدربة ومدرعات تبرعت بها الولايات المتحدة وألمانيا.
وفي الوقت نفسه، شنت روسيا وابلًا صاروخيًا، الأربعاء، على أهداف في جميع أنحاء أوكرانيا، بحوالى 36 صاروخ كروز وأربعة صواريخ باليستية تفوق سرعة الصوت، من الطائرات.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي، الأربعاء: "اليوم، حقق رجالنا في المقدمة نتائج جيدة للغاية. مزيد من التفاصيل لاحقًا".
وقال مسؤولون أميركيون، الأربعاء، إن مسؤولين أوكرانيين أبلغوهم بأنهم أرسلوا المزيد من القوات والمعدات في أقصى غرب ثلاث جبهات رئيسية بالقرب من زابوريجيا.
3 أسباب حفزت الهجوم المضاد
هذه النقلة النوعية على جبهة القتال، أرجعها مسؤولون أميركيون تحدثوا للصحيفة شريطة عدم كشف أسمائهم، إلى 3 عوامل صبت في صالح الأوكرانيين.
- التطورات الأخيرة
قالت الصحيفة نقلاً عن المسؤولين إن القوات الأوكرانية قاتلت لأكثر من سبعة أسابيع على طول ثلاث جبهات رئيسية عبر عدة مئات من الأميال في شرق وجنوب شرق البلاد، وضغطت لإيجاد نقطة ضعف في الدفاعات الروسية.
وقال المسؤولون: "لقد كانوا يحرزون تقدمًا ثابتًا، ولكنهم كانوا يقطعون الطريق عبر حقول الألغام الروسية الكثيفة والتحصينات الأخرى".
- الاضطرابات الروسية
تطور آخر وجد فيه المسؤولون عامل دفعٍ للهجوم المضاد، تمثل في فرصة استشعرتها كييف مع إقالة القائد الإقليمي الروسي، الجنرال إيفان بوبوف، لاستغلال الاضطرابات في القيادة الروسية المحلية.
- نقاط الضعف الروسية المحتملة
وذكر المسؤولون أن قذائف المدفعية الأوكرانية تهاجم بثبات المدفعية الروسية ومستودعات الذخيرة ومراكز القيادة في المناطق الواقعة خلف الخطوط الأمامية، مما قد يخلق نقطة ضعف يمكن استغلالها إذا كانت القوات الأوكرانية المتقدمة قادرة على اختراق الدفاعات الروسية وإحداث فوضى في العمق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي، الأربعاء، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله: "الروس مرهقون. لا يزالون يعانون من مشاكل في الخدمات اللوجستية والإمداد والأفراد والأسلحة. إنهم يشعرون بالضغط".