قال رئيس وفد التفاوض الأوكراني ديفيد أراخاميا، إنّ بلاده ملتزمة بتفاهمات إسطنبول ولم تغير موقفها، مشيراً إلى أنّ المفاوضات مع الجانب الروسي مستمرة عبر الوسط الافتراضي.
وأفاد أراخاميا الذي يتزعم أيضاً حزب "خادم الشعب الأوكراني"، في تصريحات عبر حسابه على "تيليغرام": "خلافاً لتصريحات وزير الخارجية الروسي، فإنّ الجانب الأوكراني ملتزم بتفاهمات إسطنبول ولم يغير موقفه، والفرق الوحيد هو أنّ الجانب الأوكراني لم يكترث لكافة القضايا الإضافية التي لا تنص عليها تفاهمات إسطنبول، وربما أدى ذلك إلى سوء تفسير الوضع الحالي لعملية التفاوض".
وصرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، بأنّ الجانب الأوكراني رفض التفاهمات التي تمخضت عنها المفاوضات مع الجانب الروسي في إسطنبول، وأنّ المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود.
وقال بوتين، في مؤتمر صحافي داخل حظيرة طائرات في قاعدة فضائية في أقصى شرق روسيا، تبعد ست مناطق زمنية عن موسكو، إنّ موسكو "لم يكن لديها خيار" سوى التدخل لحماية الانفصاليين وهزيمة النازيين الجدد و"مساعدة الناس".
وردًا على سؤال من عاملين في القاعدة الفضائية عما إذا كانت "العملية العسكرية" في أوكرانيا ستحقق أهدافها، قال إنّ العملية ستحقق بلا شك ما وصفه بأهدافها "النبيلة".
فيما زعم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ الجانب الأوكراني بدأ القيام باستفزازت والتراجع عن مقترحاته خلال المفاوضات.
وشهدت إسطنبول، نهاية مارس/آذار الفائت، مباحثات بين الوفدين الروسي والأوكراني، إثر جهود دبلوماسية تركية ترمي لإنهاء الحرب وإحلال السلام بين طرفي الأزمة.
زيلينسكي يستقبل تصريح بوتين عن سير الحرب بوصلة من السخرية
من جهته، سخر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، من تأكيد موسكو أنّ الحرب ضد بلاده تمضي على ما يرام، متسائلاً كيف يمكن للرئيس فلاديمير بوتين أن يكون قد أقرّ خطة تنطوي على عدد كبير من الوفيات من الروس.
وقال زيلينسكي، في كلمة مصورة "قيل في روسيا مرة أخرى إنّ ما تسمى (عمليتهم الخاصة) يبدو أنها تسير وفقاً للخطة. لكن لأكون صريحاً لا أحد في العالم يستوعب كيف يمكن لمثل هذه الخطة أن توضع من الأساس".
وأضاف "كيف يمكن أن توضع خطة تنطوي على مقتل عشرات الآلاف من جنودهم في ما يزيد قليلاً عن شهر من الحرب؟ من عساه أن يوافق على مثل هذه الخطة؟".
وسأل زيلينسكي كم عدد القتلى من الجنود الروس سيكون مقبولاً لدى بوتين، وأعطى نطاقاً يتراوح بين عشرات الآلاف ومئات الآلاف.
وقال إنّ موسكو فقدت في 48 يوماً منذ بدء الحرب عدداً من الرجال يفوق ما فقدته على مدى عشر سنوات من الحرب في أفغانستان بين 1979 و1989. وأضاف، في الوقت الذي يسخر فيه البعض من الروس وإخفاقاتهم الميدانية وتقنيتهم المتواضعة، فإنهم ليسوا متعثرين على طول الخط.
وتابع "يجب أن نفهم أنه ليست كل الدبابات الروسية عالقة في الساحات.. وليس كل جنود العدو يفرون ببساطة من ساحة المعركة.. وليسوا جميعهم من المجندين الذين لا يعرفون كيف يمسكون بالأسلحة بشكل صحيح (...) هذا لا يعني أنّ علينا الخوف منهم. إنه يعني أنه يجب ألا نقلل من شأن إنجازات مقاتلينا وجيشنا".
(الأناضول، رويترز)