أوكرانيا: احتدام المعارك في دونيتسك شرقاً والكرملين يشترط لأجل السلام

13 ديسمبر 2022
أعلنت أوكرانيا أن قواتها صدت الهجمات الروسية في عشر مناطق (Getty)
+ الخط -

قالت روسيا وأوكرانيا، اليوم الثلاثاء، إن الوضع صعب في ساحة المعركة بمنطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، وزعمت كل منهما النجاح في صد هجمات الطرف الآخر.

وما يسمى بجمهورية دونيتسك الشعبية هي واحدة من أربع مناطق في أوكرانيا أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر/أيلول بعد استفتاء في إجراء نددت به أوكرانيا وحلفاؤها، ووصفوه بأنه زائف وقسري.

وقال أكبر مسؤول معين من قبل موسكو في المناطق المحتلة من الإقليم بشرقي أوكرانيا، إن التقدم في بعض المناطق "كان صعباً"، لكنه أضاف أن أكثر من نصف دونيتسك يخضع للسيطرة الروسية.

وقال دينيس بوشلين، المسؤول الروسي عن الجزء الذي تسيطر عليه موسكو، لوكالة الإعلام الروسية (ريا) المملوكة للدولة "جرى تحرير أكثر من 50% من أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية".

وأدى القتال العنيف في المنطقة بالأسابيع الأخيرة إلى عدم وضوح أي أجزاء من دونيتسك تخضع للسيطرة الروسية وأيها يخضع للسيطرة الأوكرانية.

في المقابل، قالت القيادة العسكرية الأوكرانية العليا في تحديثها اليومي حول الأحداث بساحة المعركة، اليوم الثلاثاء، إن قواتها صدت الهجمات الروسية في عشر مناطق.

وزعمت روسيا أن مواقعها تتقدم تدريجياً، وقالت وزارة الدفاع، أمس الاثنين، إن هجومها هناك أسفر عن مقتل 30 من العسكريين الأوكرانيين يوم الأحد.

ومع ذلك، قال بوشلين إن الوضع صعب على طول خط التماس في ليمان بشمال المنطقة. وكانت أوكرانيا قد حررت ليمان بعد ساعات من إعلان بوتين ضم دونيتسك في سبتمبر/أيلول.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بوشلين قوله "الوضع لا يزال صعباً، فالعدو يحاول الهجوم المضاد، لكن وحداتنا تسيطر الآن على جميع المواقع.. ليس من الممكن المضي قدماً على الدوام".

وفي السياق، قالت وكالة "تاس" الروسية المملوكة للدولة، اليوم الثلاثاء، نقلاً عن مسؤول آخر معين من قبل موسكو، إن وحدات روسية حاصرت بلدة مارينكا مع اندلاع قتال عنيف في شوارعها.

على الجانب الآخر، ذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن قواتها صدت هجوماً روسياً على البلدة الواقعة على خط المواجهة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الجمعة، إن القصف الروسي المستمر على خط المواجهة في دونيتسك دمر مدينة باخموت بالكامل، وألحق أضراراً جسيمة بمدينة أفدييفكا، التي تقع في وسط المنطقة.

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أمس الاثنين، إن روسيا تواصل تركيز جهودها للتقدم والاستيلاء على المدينتين.

وأضافت في تحديث مسائي يومي "بالقرب من باخموت، أمطر المحتلون ما يقرب من 20 مستوطنة بقذائف الهاون والمدفعية". وقال الجيش إن تسع مستوطنات تعرضت للقصف قرب أفدييفكا.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنه لا يزال من المرجح أن روسيا تخطط لتقدم أعمق داخل دونيتسك، لكنها شككت في قدرتها على القيام بذلك. وأضافت: "من المستبعد جداً أن يكون الجيش الروسي قادراً حالياً على تشكيل قوة ضاربة فعالة قادرة على استعادة السيطرة على هذه المناطق". وأوضحت: "من غير المرجح أن تحقق القوات البرية الروسية تقدماً مهماً على صعيد العمليات خلال الأشهر المقبلة".

البنتاغون: روسيا تستخدم قذائف قديمة بسبب نقص مخزوناتها من الذخيرة الحديثة

إلى ذلك، أعلن مسؤول عسكري أميركي كبير، الاثنين، أنّ روسيا تضطرّ، على ما يبدو، لاستخدام قذائف مدفعية قديمة، بسبب تناقص حجم مخزوناتها من الذخيرة الحديثة، بعد أكثر من تسعة أشهر من الحرب في أوكرانيا.

وقال المسؤول الكبير في البنتاغون لصحافيين طالباً عدم نشر اسمه، إنّ مخزونات روسيا من الذخيرة الحديثة "تتضاءل بسرعة" وقد لا تكفيها حتّى مطلع العام المقبل إذا ما واصلت قواتها قصف أوكرانيا بالوتيرة الحالية.

وأضاف أن هذا الأمر "هو على الأرجح ما يجبرهم على استخدام قذائف نعتبرها بالية".

وأوضح أنّ هذه الذخيرة البالية "تعني بعبارة أخرى أنّك تلقّم القذيفة في المدفع وتأمل أن تنطلق أو أن تنفجر عند سقوطها".

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد أكّد في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أنّ القوات الروسية تعاني من نقص في مخزوناتها من الذخيرة، معتبراً أنّ السبب في هذا النقص هو مشاكل لوجستية وقصف القوات الأوكرانية مستودعات الذخيرة الروسية.

الكرملين: على أوكرانيا تقبُّل "الحقائق" لكي يكون هناك سلام

على المستوى السياسي، قال الكرملين، اليوم الثلاثاء، إنه ينبغي لأوكرانيا أن تأخذ في الاعتبار "الحقائق" التي طرأت على الصراع الأوكراني حتى يكون هناك سلام بين الجانبين.

ورفض ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، اقتراحاً من ثلاث خطوات قدمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإحلال السلام، مضيفاً أن التقدم غير ممكن "دون أخذ الحقائق في الاعتبار".

الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف (Getty)
الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (Getty)

وزير الدفاع: إيطاليا ستوقف شحنات الأسلحة لأوكرانيا مع بدء محادثات السلام

بدوره، قال وزير الدفاع الإيطالي أمام البرلمان، اليوم الثلاثاء، إن شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا ستتوقف بمجرد بدء محادثات السلام لإنهاء الغزو الروسي.

وأضاف الوزير جويدو كروسيتو، في كلمة ألقاها أمام مجلس الشيوخ: "أدرك أن المساعدات العسكرية يجب أن تتوقف عاجلاً أو آجلاً، وسوف تنتهي عندما نجري محادثات السلام التي نأمل جميعاً فيها".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، اعتمد مجلس الوزراء الإيطالي مرسوماً يسمح بمواصلة إمداد أوكرانيا بالأسلحة طوال العام المقبل دون السعي للحصول على موافقة رسمية من البرلمان لكل شحنة جديدة.

بريطانيا تفرض عقوبات على قادة عسكريين روس

إلى ذلك، أعلنت بريطانيا، اليوم الثلاثاء، أنها فرضت عقوبات على 12 قائداً عسكرياً روسياً متورطين في ضربات صاروخية استهدفت مدناً أوكرانية، وكذلك على رجال أعمال إيرانيين متورطين في إنتاج وتوريد طائرات مسيرة عسكرية استخدمت في الهجمات.

وقالت أوكرانيا، أمس الاثنين، إن الصواريخ والمدفعية والطائرات المسيرة الروسية قصفت أهدافاً في شرق أوكرانيا وجنوبها.

وذكرت بريطانيا أن الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع لعبت دوراً رئيسياً في هجمات على المدنيين، مستشهدة بمعلومات أميركية تظهر أن إيران أصبحت أحد أكبر الداعمين العسكريين لروسيا، وأنها أمدتها بمئات الطائرات المسيرة.

ونفت طهران وموسكو الاتهامات الغربية لروسيا باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع لمهاجمة أهداف في أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي "هجمات القوات الروسية على المدن والمدنيين الأبرياء في أوكرانيا لن تمر دون رد"، بحسب ما أوردته وكالة "رويترز".

وأضاف "عزلة النظام الإيراني تتزايد في مواجهة دعوات التغيير التي تصم الآذان من شعبه، وإبرامه صفقات بغيضة مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في محاولة يائسة من أجل البقاء".

(رويترز، فرانس برس)