أوباما يعود لإنقاذ الديمقراطيين في الكونغرس

31 أكتوبر 2022
أوباما في ويسكونسن الجمعة (سكوت أولسون/ Getty)
+ الخط -

انطلق الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، منذ يوم الجمعة الماضي، في جولة تشمل 5 ولايات أميركية، لدعم الرئيس جو بايدن والحزب الديمقراطي، على مقربة من موعد انتخابات الكونغرس النصفية، المقررة في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، والتي يواجه فيها الحزب الأزرق خطر الهزيمة أمام الجمهوريين في الشيوخ ومجلس النواب.

جولات انتخابية لباراك أوباما

ويجول أوباما في جورجيا ثم ويسكونسن وميشيغن، ثم نيفادا وبنسلفانيا، وجميعها ولايات مصيرية، شكّلت بيضة القبان في فوز بايدن بانتخابات الرئاسة بوجه الرئيس السابق دونالد ترامب، في خريف 2020.

يواجه الديمقراطيون خطر فقدان ولايتي جورجيا وبنسلفانيا

ولا يزال أوباما في صدارة الرؤساء الأميركيين الأكثر شعبية، في استطلاعات الرأي، ويستفيد من موهبة "خطابية" لافتة، وهو أيضاً يتذكر جيداً "الصفعة"، أو ما يسميها بالضربة المؤلمة، حين مُني الديمقراطيون بهزيمتين في انتخابات الكونغرس النصفية، خلال ولايتيه، بين 2008 و2016.

ويتذكر أوباما خصوصاً هزيمة حزبه في الانتخابات النصفية عام 2010، في منتصف ولايته الأولى. حينها، فشل الجمهوريون في السيطرة على مجلس الشيوخ، لكنهم حقّقوا فوزاً كاسحاً في انتخابات مجلس النواب، بحصولهم على تقدم بـ63 مقعداً عن الديمقراطيين (مجلس النواب يضمّ 435 مقعداً)، وهو كان أعلى تقدم للجمهوريين في مجلس النواب الأميركي منذ عام 1948. وسميّت حينها انتخابات 2010 بـ"الموجة الجمهورية".

ويحاول أوباما عدم تكرار صفعة 2010، علماً أن نتائج استطلاعات الرأي تشير إلى أن الجمهوريين سينتزعون السيطرة على مجلس النواب، بعد الانتخابات النصفية في 8 نوفمبر، من يد الحزب المنافس، والذي يواجه أيضاً خطر فقدانه السيطرة الضئيلة (بفارق صوت واحد) على مجلس الشيوخ (100 مقعد).

ويأتي ذلك، فيما فقد بايدن، الذي شغل منصب نائب أوباما خلال ولايتي الأخير، الكثير من شعبيته منذ انتخابه في نوفمبر 2020، لا سيما مع ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة، وأسعار المحروقات، على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا.

كما أن الخطر يتمثل أيضاً بارتفاع حدّة الاستقطاب السياسي في البلاد، منذ وصول ترامب إلى السلطة، وتباعد برنامجي الحزبين، بشكل جوهري، لا سيما في ما يتعلق بالمسائل الداخلية التي تهم المواطن الأميركي، كما ارتفاع التحذيرات الجمهورية من "اليسار" الديمقراطي، أو موجهة الهجرة التي يتهم المحافظون الحزب الأزرق بتسهيلها.

ويأتي ذلك على خلفية العنصرية التي غذّاها ترامب، من دون إغفال نظرياته الأخرى، التي تصنّف في إطار نظريات المؤامرة، أو كذباته التي زرعها في أذهاب مناصريه، والكثير منهم من اليمين المتطرف، لا سيما ما يتعلق بـ"سرقة الانتخابات" منه قبل عامين.

هذه الأخطار، دفعت أوباما لكي "يُشمّر عن ساعديه"، وينزل إلى الشارع، لدعم بايدن والحزب الديمقراطي، محذّراً من أن نتائج الانتخابات المنتظرة ستكون مصيرية بالنسبة للديمقراطية الأميركية. وهذا التحذير يبقى الورقة الأكثر ضماناً بالنسبة للحزب الأزرق، لكي يلعبها الحزب، في وجه الحملات الانتخابية الشرسة التي يشنّها في وجههم الجمهوريون، ومنها تعبئة القاعدة المحافظة ضد الإجهاض والهجرة وغلاء المعيشة.

حقّق الجمهوريون فوزاً كاسحاً في انتخابات مجلس النواب في 2010، بحصولهم على تقدم بـ63 مقعداً عن الديمقراطيين

ولا يزال الجمهوريون يستغلون إغلاق كورونا، الذي شدّدته الولايات الديمقراطية مع انتشار الوباء في بداية 2020، ويعتبرون أنه أحد الأسباب المباشرة التي تقف وراء الركود الاقتصادي وارتفاع تكلفة المعيشة، من دون أن يزيد انخفاض معدل البطالة في عهد بايدن من شعبية الأخير.

أوباما يحذّر: اتركوا تيك توك وانتخبوا

وفيما كان بايدن يلقي كلمة في بنسلفانيا يوم الجمعة الماضي، لدعم المرشحين الديمقراطيين في انتخابات الكونغرس النصفية (تشمل الانتخابات أيضاً اختيار حكّام 36 ولاية من أصل 50)، كان أوباما يسرق منه الأضواء في جورجيا، محذّراً من أنه "إذا فاز الجمهوريون بالكونغرس، فلا أحد يعلم ماذا سيحصل حينها". وأضاف الرئيس الأسبق الذي يرفع شعار "انتخبوا"، متوجهاً إلى القاعدة الديمقراطية: "أنزلوا هواتفكم الخليوية من أيديكم، امنحوا تيك توك استراحة، صوّتوا".

ويواجه الديمقراطيون خطر فقدان جورجيا وبنسلفانيا بعد الانتخابات. وحذّر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، السيناتور تشاك شومر، الخميس الماضي، من أن الحزب في طريقه إلى خسارة جورجيا، داعياً إلى تكثيف التصويت في الانتخابات المبكرة. وتعد الولايتان حاسمتين لحفاظ الديمقراطيين على التقدم في "الشيوخ" (50 – 50، الصوت الفاصل حالياً هو لنائبة الرئيس كامالا هاريس).

وفي جورجيا، هاجم أوباما الجمعة المرشح الجمهوري للشيوخ هيرشيل والكر، والذي اتهمه بإطلاق الأكاذيب، وبأنه سيسير وفق هوى ترامب إذا ما فاز بعضوية مجلس الشيوخ، ما يعني أنه "لن يكثرث لهموم الأميركيين". ووالكر (60 عاماً) نجم كرة قدم "أيقوني"، ويواجه السيناتور الديمقراطي رافائيل فارنوك. وانتقد أوباما سعي والكر وراء الشهرة في عالم السياسة أيضاً بعد الرياضة.

وفي بنسلفانيا، يواجه المرشح الديمقراطي للشيوخ، حاكم الولاية الحالي جون فيترمان، الطبيب الجمهوري المدعوم من ترامب محمد أوز. وفي نيفادا، تعدّ السيناتورة كاثرين كورتيز ماستو الأضعف من بين "الشيوخ" الديمقراطيين في الكونغرس.

يُذكر أن معركة أخرى تدور في جورجيا، وهي ذات رمزية عالية، إذ يواجه الحاكم الجمهوري بريان كامب، الذي حاول ترامب الضغط عليه لتغيير نتيجة انتخابات الرئاسة في الولاية في 2020، الناشطة الديمقراطية من أصول أفريقية ستايسي أبرامز. ويتقدم كامب على أبرامز (51 مقابل 44 في المائة) وفق آخر استطلاع لموقع "بروجيكت. 538".

(العربي الجديد، فرانس برس)

المساهمون