أوباما وهاريس يدعمان بايدن "رغم أدائه السيئ" في المناظرة

29 يونيو 2024
بايدن وترامب خلال المناظرة الانتخابية، 27 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

على الرغم من سوء أداء الرئيس الأميركي جو بايدن خلال المناظرة مع خصمه دونالد ترامب، الخميس، حتى باعتراف مناصريه أنفسهم، إلا أن التصريحات المؤيدة له خلال السباق الانتخابي تتواصل. ففي حين قال الرئيس السابق باراك أوباما أن "الأداء السيئ في المناظرات وارد"، معرباً عن استمرار دعمه بايدن، أصرت نائبته كامالا هاريس على أن بايدن أنهى المناظرة "بطريقة قوية". 

هاريس: بايدن أنهى المناظرة بطريقة قوية

واعترفت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بأن بداية الرئيس الأميركي كانت بطيئة في مناظرته ضد دونالد ترامب، لكنها أصرت على أنه أنهى المناظرة "بطريقة قوية". وصرحت هاريس، في مقابلة على شبكة "سي أن أن" بعد المناظرة، أن "البداية كانت بطيئة. وهذا واضح للجميع. لن أناقش هذه النقطة. أنا أتحدث عن الاختيار في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني. أنا أتحدث عن واحدة من أهم الانتخابات في حياتنا".

وأجرت هاريس مقابلتين مع قناتي "سي أن أن" و"إم إس إن بي سي"، وسط ذعر متزايد بين الديمقراطيين بشأن أداء بايدن، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان ينبغي للرئيس البالغ من العمر 81 عاماً التنحي. ومع اعترافها بأداء بايدن غير المتكافئ، شدّدت هاريس على جوهر تصريحات ترامب خلال المناظرة التي استمرت 90 دقيقة، بما في ذلك رفضه إدانة مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في 6 يناير/ كانون الثاني عام 2021، فضلاً عن عدم رغبته في الالتزام بشكل قاطع بقبول نتائج الانتخابات التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وقالت هاريس أيضاً إن التناقض بين بايدن وترامب يجب أن يكون في نهاية المطاف بشأن أداء بايدن في منصبه، وليس بشأن مناظرة واحدة. وصرحت في حوار متوتر مع مذيع شبكة "سي أن أن" أندرسون كوبر قائلة: "أفهم أنك تجري مناظرة لمدة ساعة ونصف ساعة الليلة. أنا أتحدث عن الأداء في العمل لمدة ثلاث سنوات ونصف، والذي كان تاريخياً". وتابعت هاريس أنّ "جو بايدن الذي أعمل معه كل يوم هو شخص، كما قلت، كان يؤدي بطريقة تهدف إلى جلب الناس، جمهوريين وديمقراطيين، إلى المكتب البيضاوي للتوصل إلى حل وسط بطريقة غير عادية هذه الأيام".

أوباما يدعم بايدن رغم "الأداء السيئ"

أقر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، اليوم الجمعة، بأن أداء الرئيس الديمقراطي جو بايدن كان "سيئاً" في مناظرة أمام منافسه الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب أمس الخميس، إلا أنه أكد أنه مستمر في دعم بايدن. وقال أوباما على منصة إكس إنّ "الأداء السيئ في المناظرات وارد. ثقوا بي، فأنا أعرف". وكتب أوباما: "لكن هذه الانتخابات لا تزال اختياراً بين شخص قاتل من أجل عامة الشعب طيلة حياته وبين آخر لا يبالي إلا بنفسه"، مضيفاً: "الليلة الماضية لم تغيّر ذلك".

مخاوف لم تُبدّد

وكان أنصار الرئيس الأميركي يأملون أن تؤدي المناظرة إلى تبديد المخاوف من أن عمر الرجل البالغ 81 عاماً لا يسمح له بشغل المنصب لولاية أخرى، لكن صوته الأجش وأداءه المتردد في بعض الأحيان ضد منافسه الجمهوري دونالد ترامب قادا إلى العكس.

وبصوت أجش بسبب إصابته بنزلة برد، بدا بايدن سريعاً في حديثه عن بعض النقاط خلال المناظرة وتعثر في بعض الإجابات، فيما بدا أقل ثقة في البعض الآخر. ووصف خبير استراتيجي ديمقراطي عمل في حملة بايدن عام 2020 المناظرة بأنها "كارثة".

وأطلق ترامب العنان لوابل من الانتقادات، بما في ذلك تكرار معلومات مغلوطة على غرار أن المهاجرين يشنون موجة جرائم، وأن الديمقراطيين يدعمون قتل الأطفال. وفي وقت مبكر من المناظرة، توقف بايدن بينما كان يوضح نقطة ما حول الرعاية الطبية والإصلاح الضريبي وبدا أن تسلسل أفكاره قد انقطع.

وهاجم ترامب الرئيس الأميركي بسبب حديثه غير المترابط، وقال في مرحلة ما: "أنا حقاً لا أعرف ما الذي قاله في نهاية تلك الجملة. ولا أعتقد أنه يعرف ما الذي قاله". وقبل المناظرة، كرس بايدن كل وقته لما يقرب من أسبوع في "معسكر للمناظرة" مع كبار المستشارين في منتجع كامب ديفيد الرئاسي، في مؤشر على مدى الأهمية التي توليها حملته للمناظرة. إلا أن النقاد رأوا أن ذلك لم ينعكس على الأداء.

بايدن يستأنف حملته

ويستأنف الرئيس الأميركي حملته الانتخابية رغم ظهور تساؤلات، حتى في صفوف مؤيديه، بشأن صوابية الإبقاء عليه مرشحاً لولاية ثانية. ولتبيان مدى سوء الوضع، تكفي المقالة اللاذعة لتوماس فريدمان، الذي يطرح نفسه "صديقاً" للرئيس الأميركي، الصادرة الجمعة في صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد كتب فريدمان أن بايدن "رجل طيب، رئيس جيد، لكنه ليس في وضع يسمح له بالترشح لولاية ثانية"، كاشفاً عن أنه "بكى" لدى رؤيته الرئيس الديمقراطي، الذي بدا منهكاً في بعض الأحيان ومتلعثما خلال مناظرة استمرت 90 دقيقة أمام كاميرات شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية.

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون