حصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر خاصة تؤكد أن اجتماعاً جرى اليوم الاثنين، بين أعضاء من "لجنة المفاوضات" في درعا من جهة، مع وفد روسي يضم الضابط الروسي الملقب "أسد الله" في منزل "أبو شريف المحاميد" أحد أعضاء "اللجنة المركزية" في درعا.
وقال الناشط أبو البراء الحوراني في حديث لـ"العربي الجديد" إن اجتماعاً جرى عند الساعة الخامسة من عصر اليوم الإثنين، في درعا المحطة، بين أعضاء من لجنة التفاوض، ووفد روسي بقيادة الضابط "أسد الله" في منزل "شريف المحاميد" داخل درعا البلد.
وأضاف الحوراني أن الاجتماع استمر ساعة كاملة، طرح خلالها الروس عدة بنود، أولها تسليم بقية السلاح الموجود بحوزة شبان درعا، وتهجير عدة أشخاص إلى الشمال السوري، ونشر عشرة حواجز لقوات "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري داخل درعا البلد، بالإضافة لرفض الروس إنشاء حواجز تتبع لـ"اللواء الثامن" المنضوي ضمن صفوف "الفيلق الخامس" داخل درعا البلد.
وأشار الحوراني إلى أن لجنة المفاوضات رفضت جميع المطالب الروسية، مؤكداً أن الوفد الروسي غادر الاجتماع دون التوصل إلى أي اتفاق بين الطرفين، الأمر الذي يرجح عودة قوات النظام إلى محاولاتها العسكرية لاقتحام درعا البلد.
وحول الأشخاص الذين طالبت روسيا بتهجيرهم إلى الشمال السوري، أكد الحوراني أنه عُرف شخصان منهم وهما: أبو عبد الرحمن المسالمة، الملقب بـ"هفو"، ومؤيد حرفوش، وهما قياديان سابقان في "الجيش السوري الحر"، لافتاً إلى أن النظام يتهم القياديين بالانتماء لتنظيم "داعش" الإرهابي، في حين نفى الحوراني ادعاءات النظام حول التهم الموجهة إلى الشخصين.
وفي السياق ذاته، نوّه الحوراني إلى أن اجتماعاً آخر، عُقد بين الوفد الروسي من جهة بقيادة الضابط "أسد الله" مع العماد علي أيوب وزير الدفاع في جيش النظام، وضباط من اللجنة الأمنية التابعة لقوات النظام السوري في حي المطار داخل درعا المحطة، عقب انتهاء الاجتماع الروسي مع لجنة المفاوضات في درعا البلد.
ولفت الحوراني إلى أن وزير دفاع النظام هدد خلال الاجتماع بحرق درعا البلد، بعد رفض لجنة المفاوضات الطلبات الروسية، قائلاً: "بدي ازرع درعا بطاطا"، مهدداً بقصف جميع الأماكن التي انتفضت بوجه قوات النظام السوري بشتى أنواع الأسلحة، بحسب ما نقل الحوراني لـ"العربي الجديد".
وشدد الحوراني على أن "النظام السوري لم يتوانَ عن تصعيد العمليات العسكرية في محافظة درعا، وخصوصاً أحياء درعا البلد، التي شهدت حصاراً عسكرياً منذ 24 يونيو/حزيران الفائت، وتطور إلى محاولة اقتحام للأحياء في صباح يوم 29 يوليو/تموز الفائت، مستخدماً بذلك ميليشيات إيرانية طائفية، هدد بها اللجان المركزية بدرعا خلال مراحل التفاوض". مؤكداً أن "النظام استقدم خلال الأسابيع التالية عشرات الأرتال العسكرية، التي حملت الميليشيات الطائفية إلى محافظة درعا، بلباس جيش النظام وعتاده، ضمن سلسلة محاولاتهم الساعية للتمدد الإيراني في المحافظة".
وأشار الحوراني إلى أن "بعض الثكنات العسكرية التابعة للفرقة الرابعة غربي المحافظة، تحولت إلى ثكنات تضم ميليشيات إيرانية وعراقية، وخاصة (منطقة الري) التي تعد من أهم المواقع العسكرية هناك".
وأوضح أنه "خلال تصعيد النظام على أحياء درعا البلد في 29 يوليو/تموز الفائت، توالت الفزعات لتهاجم بعض المواقع العسكرية للنظام، الأمر الذي خلّف قتلى وجرحى من النظام، في مواقع عسكرية مختلفة، ليتبيّن من خلال جثثهم أنهم عناصر من الميليشيات، جاءت للتنكيل بأهالي المحافظة، الذين رفضوا المشاركة في مسرحية الانتخابات الرئاسية الأخيرة".