اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والشبان الفلسطينيين الذين يتصدون لمحاولات المستوطنين اقتحام قرية برقة، شمال مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، وذلك لليوم الثاني على التوالي، بعد مواجهات عنيفة ودامية، يوم أمس الجمعة.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، لـ"العربي الجديد"، إنّ عدداً من المستوطنين كانوا على قمة الجبال المحيطة بالقرية، وحاولوا النزول للهجوم على المنازل الفلسطينية القريبة، لكن عشرات الشبان تصدّوا لهم، وأجبروهم على التراجع والعودة من حيث أتوا.
وأشار دغلس إلى أنّه مع حلول ساعات المساء يكون المستوطنون قد أنهوا "يوم السبت"، حيث لا يتحركون خلال ساعات النهار، ما يعني أنّ عدداً كبيراً من القرى والبلدات الريفية بالضفة الغربية قد تتعرض لاعتداءات من المستوطنين.
ولفت دغلس إلى أنّ جيش الاحتلال، الذي ينسق خطواته مع المستوطنين بهدف توفير الحماية لهم، اقتحم أطراف قرية برقة، وتمركز بين المنازل المأهولة لقمع أي مسيرات أو حشود فلسطينية.
وعبر مكبرات الصوت في مساجد برقة، خرجت دعوات لأهالي القرية بالتوجه إلى أماكن تواجد المستوطنين للتصدي لهم.
وأشاد بيان صادر عن حركة "فتح" في محافظة نابلس بالحشود والتوجه لبرقة لصد اعتداءات المستوطنين ولإفشال مخططاتهم باقتحامها. وجاء فيه "إن كل مواقعنا في كل أرجاء المحافظة مهددة بالاعتداء وخاصة شمال وجنوب نابلس".
ودعا البيان المواطنين الفلسطينيين إلى "أخذ الحيطة والحذر، وأعلى درجات الجهوزية لرد الاعتداء"، وفق البيان.
وشهدت البلدات المحيطة بنابلس، منذ مساء أول أمس الخميس، اعتداءات عنيفة للمستوطنين، بعد تنفيذ مقاومين فلسطينيين عملية إطلاق نار على مدخل مستوطنة حومش المخلاة القريبة من قرية برقة، والتي قتل فيها مستوطن وأصيب آخران.
إلى ذلك، أفاد مدير الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في محافظة نابلس أحمد جبريل، في تصريح صحافي، بأنّ الإصابات التي تم التعامل معها في مواجهات بلدة برقة هي: 8 إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و55 إصابة بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، كما جرى إخلاء ثلاثة منازل نتيجة إلقاء قنابل الغاز تجاهها، كما أصيب الطبيب عماد أبو جيش المتطوع لدى الهلال الأحمر برصاصة مطاطة بالقدم أثناء إسعاف مصابي برقة.
من جانب آخر، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، شارع جنين- نابلس، قرب بلدة سيلة الظهر جنوبي جنين شمالي الضفة الغربية، بالمكعبات الإسمنتية، حيث منعت قوات الاحتلال الفلسطينيين من المرور عبر الشارع واضطروا لسلوك طرق بديلة، وفق ما أكدته مصادر محلية لـ"العربي الجديد".
على صعيد آخر، تصدى أهالي عرب العراعرة في وادي القلط جنوبي أريحا شرقي الضفة الغربية، مساء اليوم السبت، لهجوم شنه مستوطنون، على تلك المنطقة.
كما أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، منطقة باب العامود في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، وأجرت عمليات تفتيش دقيقة هناك، ومنعت الفلسطينيين من التواجد في المكان، ثم أعادت فتحه، بحجة وجود جسم مشبوه.
واقتحمت قوات الاحتلال، مساء اليوم السبت، قرية دير نظام شمالي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، من دون وقوع إصابات أو اعتقالات، بينما تواصل قوات الاحتلال إغلاق مداخل القرية للأسبوع الثاني على التوالي.