رشّح حزب "الخضر" الألماني، الاثنين، لأول مرة في تاريخه، الزعيمة المشاركة للحزب أنالينا باربوك (40 عاماً)، إحدى أهم الشخصيات الحزبية الصاعدة، لمنصب المستشار، وذلك بعد أن تحسنت أرقامه في استطلاعات الرأي منذ عام 2018، حيث بات يُعَدّ ثاني أقوى قوة سياسية بعد حزب "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" حزب المستشارة أنجيلا ميركل، وصار محصّناً بأكثر من 20% من الأصوات قبل أقل من 6 أشهر عن موعد الانتخابات البرلمانية العامة المقررة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
وشقّت المرشحة باربوك طريقها إلى قمة الحزب البيئي خلال فترة قصيرة، إذ انتُخِبَت عام 2018 زعيماً مشاركاً للخضر مع زميلها روبرت هابيك، وتمكنا منذ توليهما قيادة الحزب من تحقيق قفزة نوعية.
واحتفل الحزب العام الماضي بمرور 40 عاماً على تأسيسه، في ظل التطور في الأداء والحضور القوي لباربوك وهابيك، حتى إنها، بعد عام من توليها الزعامة المشتركة، أعيد انتخابها بنسبة 97% من الأصوات، وهي أفضل نتيجة لمرشح حزبي للمنصب حتى الآن.
وقال السياسي المخضرم في "الخضر" وزير الخارجية الأسبق يوشكا فيشر، عن باربوك: "بالنسبة إليّ، تأتي أنالينا من العدم".
وولدت أنالينا شارلوت ألما باربوك، في ديسمبر/ كانون الأول 1980، في مدينة هانوفر شمالي ألمانيا، حيث عاشت مع شقيقتيها ووالديها في قرية بالقرب من هانوفر، وقضت طفولتها في جو عائلي يدافع عن البيئة وحماية المناخ، وشاركت مع والديها في الاحتجاجات ضد الطاقة النووية، فضلاً عن اهتمامها وممارستها لهواياتها الرياضية كلعب كرة القدم في فريق للفتيات، ومنافستها في رياضة الترامبولين، قبل أن تقرر دراسة العلوم السياسية في جامعة هامبورغ بين أعوام 2000 و2004، ومن ثم لمدة عام في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.
عملت في ستراسبورغ وبروكسل، حيث تمرست وتدربت في مجلس أوروبا في ستراسبورغ والبرلمان الأوروبي، ما جعلها في احتكاك مباشر بالأحداث السياسية في القارة الأوروبية، وكمراسلة حرة في عدد من المؤسسات الإعلامية والصحافية، بينها "هانوفريشه ألغماينه تسايتونغ"، وهيئة الإذاعة الألمانية شماليّ البلاد، ووكالة الأنباء الألمانية.
عادت باربوك، صاحبة الاختصاص في القانون الدولي والعام، إلى ولاية براندنبورغ، حيث تعيش مع زوجها وابنتيها.
وبدأت في عام 2004 من هناك حياتها السياسية عضواً في حزب "الخضر"، وتبوأت من 2009 إلى 2013 منصب رئاسة الحزب في الولاية المذكورة، قبل أن تصبح باربوك، الخبيرة أيضاً في المناخ، عضواً في البوندستاغ (البرلمان)، مكرّسة نضالها من أجل الأفكار الخضراء على مدى 8 سنوات.
وبحسب شبكة "أن دي آر" الإعلامية، فإنّ مرشحة "الخضر" تريد خوض حملة من أجل التخلص التدريجي من الفحم، وتحديد السرعة على الطرق السريعة في ألمانيا، والتشجيع على اقتناء السيارات الكهربائية للحفاظ على البيئة، وقد قامت من أجل ذلك بحملة لدعم موردي هذه السيارات خلال أزمة كورونا، فضلاً عن اهتمامها بتعزيز التوافق بين الأسرة والوظيفة والقضايا الاجتماعية ذات الصلة، والرقمنة وغيرها.
وبعد اختيارها لمنصب مستشار ألمانيا، برزت تعليقات تفيد بأنه نادراً ما يصل سياسي إلى القمة بهذه السرعة، وبفضلها يتصرف "الخضر" بانسجام كبير، رغم أنها تفتقر في بعض الأحيان إلى المرونة، ولا يمكن نكران أنها سياسية ديناميكية وواثقة من نفسها، ضليعة في العديد من الموضوعات، تعمل بكل جهد وتركيز، حتى إنها مهووسة بالتفاصيل، إلا أنها تفتقر إلى الخبرة الحكومية.