قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، اليوم الأربعاء، إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إعلان التعبئة واستدعاء آلاف الجنود للحرب في أوكرانيا، يمثل تصعيداً للصراع المشتعل، وإن تهديداته باللجوء للأسلحة النووية هي تصريحات "خطيرة وغير محسوبة العواقب".
وأضاف ستولتنبرغ لـ"رويترز"، أن أول تعبئة في الجيش تقوم بها روسيا منذ الحرب العالمية الثانية ليست مفاجئة، لكن من شأنها أن تؤجج الصراع الذي بدأ بغزو موسكو لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط.
وقال ستولتنبرغ إن خطوات بوتين تكشف أن "الحرب لا تسير وفقاً لخططه"، وإن القوات الروسية لم تكن على درجة جيدة من التجهيز والإعداد وتنقصها القدرة على القيادة والسيطرة، مضيفاً أن من الواضح أن الرئيس الروسي ارتكب "خطأ كبيراً في الحسابات".
واستدعى بوتين 300 ألف جندي من قوات الاحتياط للقتال في أوكرانيا وأعلن دعمه لخطة لضم أجزاء منها، ملمحاً للغرب بأنه على استعداد لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا.
وقال ستولتنبرغ، في إشارة إلى أي خطوة من جانب روسيا لاستخدام السلاح النووي: "سوف نتأكد من عدم وجود أي لبس في موسكو فيما يتعلق بطريقتنا في رد الفعل. يعتمد الأمر بالطبع على طبيعة الموقف أو أي نوع من الأسلحة قد يستخدمونه. أهم شيء هو منع حدوث ذلك، ولهذا كنا واضحين للغاية خلال اتصالاتنا مع روسيا بشأن عواقب لم يسبق لها مثيل".
وصرح ستولتنبرغ بأن حلف الأطلسي "لن يدخل في هذا النوع من الخطاب النووي المتهور والخطير مثل الرئيس بوتين"، لأن الحلف الدفاعي المؤلف من 30 دولة لا يسعى إلى مواجهة مع روسيا، ويحاول ببساطة حماية أوكرانيا ومنع تصعيد الصراع.
وأضاف، تعقيباً على تصريحات بوتين: "الخطاب تصعيدي لكنه ليس مفاجئاً. لذلك، كنا مستعدين. سنتحلى بالهدوء وسنواصل تقديم الدعم لأوكرانيا. يوضح خطاب الرئيس بوتين أن الحرب لا تسير وفقاً لخططه. لقد أخطأ في تقدير حساباته بشكل كبير".
وقال ستولتنبرغ: "من الصعب رؤية حل على المدى القصير، طالما أن روسيا لا تقبل أن أوكرانيا دولة مستقلة وذات سيادة. الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الحرب هي إثبات أن الرئيس بوتين لن ينتصر في ساحة المعركة. وعندما يدرك ذلك، عليه أن يجلس ويتفاوض بشأن اتفاق مناسب مع أوكرانيا".
وأشار ستولتنبرغ إلى أن أعضاء الحلف قدموا دعماً غير مسبوق لأوكرانيا، وأنهم بحاجة الآن لإعادة بناء مخزونها من الأسلحة والذخيرة.
وقال ستولتنبرغ، في سياق آخر، إن الصين من بين التحديات الأمنية التي يتعين على الحلف مواجهتها، لكنه لا يضعها في مرتبة الدولة العدو.
من جانبه، حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، المجموعة الدولية، على "ممارسة أقصى الضغوط" على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أبدى استعداده لاستخدام "كل إمكانات ترسانته" ضد الغرب.
وقال ماكرون، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن قرارات بوتين الذي أعلن أيضاً عن تعبئة الاحتياطي، "تؤدي إلى عزلة روسيا بشكل إضافي"، مشيداً بالتصريحات الأخيرة من الصين والهند اللتين دعتا إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.
(رويترز، فرانس برس)