استمع إلى الملخص
- التصعيد الإقليمي وردود الفعل الإيرانية: أشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن إسرائيل تجبر إيران على رد الفعل بعد اغتيال قادة حماس، مؤكداً أن الهجوم الإيراني جاء رداً على الجرائم الإسرائيلية في غزة ولبنان.
- زيارة بزشكيان إلى قطر: وصل بزشكيان إلى الدوحة في زيارة رسمية لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، والمشاركة في اجتماع منتدى حوار التعاون الآسيوي وتوقيع وثائق التعاون المشترك.
أمير قطر: نؤكد مساعينا لوقف الحرب في غزة رغم التعقيدات
بزشكيان: لا نتطلع للحرب لكن إسرائيل تجبرنا على رد الفعل
وصل بزشكيان للدوحة في زيارة رسمية هي الأولى له منذ رئاسته
قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الأربعاء، إن الدوحة ستواصل جهود الوساطة لإنهاء الحرب في غزة وسط تصاعد التوتر الإقليمي. وأضاف أمير قطر في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إنّ الدوحة حذرت من التصعيد في لبنان منذ بدء الحرب في قطاع غزة.
وأضاف آل ثاني أن "الوساطة هي خيار استراتيجي لدولة قطر ولذلك نؤكد مساعينا لوقف الحرب في غزة رغم التعقيدات بسبب التصعيد الإسرائيلي في لبنان"، مجدداً تأكيد أنّ "حل الدولتين هو مفتاح السلام في المنطقة وأي التفاف على ذلك مصيره الفشل".
من جهته، قال بزشكيان: "نحن لا نتطلع للحرب بل للسلام والهدوء لكن إسرائيل تجبرنا على رد الفعل بعد اغتيال ضيفنا في طهران يوم أدائي القسم" في إشارة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي في 31 يوليو/ تموز الفائت. وأضاف بزشكيان أن إسرائيل ترتكب الجرائم في غزة ولبنان وتحاول زعزعة أمن المنطقة، مشيرا إلى أنه طُلب منهم "التريث في الرد على اغتيال الشهيد هنية في طهران لإعطاء فرصة للمفاوضات".
ووصل بزشكيان إلى الدوحة اليوم في زيارة رسمية هي الأولى له منذ توليه منصبه في 28 يوليو/ تموز الماضي. وجاءت تصريحاته بعد يوم من هجوم شنته بلاده بعشرات الصواريخ على إسرائيل (180 بتقدير تل أبيب)؛ ما تسبب في إصابات بشرية وأضرار مادية وإغلاق المجال الجوي، فيما هرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، وجاء الهجوم الإيراني "رداً على اغتيال إسرائيل إسماعيل هنية وحسن نصر الله ومجازرها بغزة ولبنان"، بحسب بيان للحرس الثوري الإيراني.
ولدى وصوله إلى مطار حمد الدولي، كان في استقبال بزشكيان والوفد المرافق، وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان المريخي. وأفاد الديوان الأميري، أمس الثلاثاء، في بيان، بأنّ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، سيستقبل الأربعاء في قصر لوسيل الرئيس بزشكيان. ومن المقرر أن يبحث الجانبان "العلاقات الثنائية بين البلدين، وآفاق تعزيزها وتنميتها، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك"، وفق البيان. ومن المتوقع أن يدلي بزشكيان ببيان صحافي في ختام المباحثات.
في سياق متصل، أفادت "الأناضول" نقلا عن وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، بأن زيارة بزشكيان تستغرق يومين، تلبية لدعوة رسمية من أمير قطر. وأوضحت "إرنا" أنه "من المقرر أن يشارك بزشكيان في اجتماع منتدى حوار التعاون الآسيوي (ACD). كما سيشارك في اجتماع وفدي البلدين رفيعي المستوى، كما تقام مراسم توقيع وثائق التعاون المشترك بين البلدين. ويتخلل برنامجه إلى قطر إلقاؤه كلمة في اليوم الثاني من الزيارة بالاجتماع الـ19 لمنتدى حوار التعاون الآسيوي، وفق المصدر ذاته.
وقال بزشكيان، في تصريحات من مطار مهرأباد في طهران قبيل التوجه إلى الدوحة، إنّ "الكيان الصهيوني إذا لم ينهِ جرائمه، فردنا سيكون أقوى"، مضيفاً أن زيارته تهدف إلى تحقيق هدفين؛ الأول إجراء مباحثات مع قادة قطر، وتعزيز العلاقات معها، وإبرام اتفاقيات، ثم بحث التعاون والحوار في منتدى الحوار الآسيوي، مشيراً إلى أنه سيجرى مباحثات مع قادة دول آسيوية بشأن أزمة المنطقة، وجرائم الاحتلال الإسرائيلي، وعدم التزامه بالقوانين الدولية، واستهداف المدنيين الأبرياء. وأعلن أنه سيسعى خلال مباحثاته في قطر، إلى الوصول مع قادة آسيويين إلى لغة مشتركة في مواجهة التحديات والتهديدات. وأضاف أنّ "القوات المسلحة الإيرانية أثبتت أن القبة الحديدية أهون من الزجاج".
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التقى بزشكيان في أغسطس/ آب الماضي خلال زيارة إلى طهران، حيث أكد الرئيس الإيراني أن بلاده تقدّر جهود دولة قطر الرامية إلى وقف الحرب والجرائم الإسرائيلية في غزة، داعياً الدول الإسلامية و"الدول الملتزمة بالقوانين الدولية" إلى "الوقوف والعمل معاً لاتخاذ إجراءات مشتركة لكبح الكيان الصهيوني ووقف جرائمه وحرب الإبادة التي يشنها في غزة"، وتؤدي قطر دوراً مهماً في جهود الوساطة بالمفاوضات التي تسعى للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، ما أسفر حتى صباح الأربعاء عن ما لا يقل عن 1073 شهيداً، بينهم أطفال ونساء، و2955 جريحاً وأكثر من مليون نازح، وفق رصد "الأناضول" لبيانات السلطات اللبنانية.