أمير قطر يزور واشنطن الاثنين القادم للقاء بايدن

25 يناير 2022
من المقرر أن يبحث أمير قطر ملفات عدة مع بايدن (ألكسندر هاسنستاين/Getty)
+ الخط -

يستقبل الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في البيت الأبيض، يوم الاثنين المقبل، لمناقشة مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأفاد الديوان الأميري القطري، في بيان، اليوم الأربعاء، بأنّ مباحثات أمير قطر والرئيس الأميركي، "ستتناول سبل دعم وتعزيز علاقات الشراكة والتعاون الوطيدة بين البلدين بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".

وكان البيت الأبيض، قد أعلن أمس الثلاثاء، أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن، سيلتقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في واشنطن، في 31 يناير/كانون الثاني الحالي.

وجاء في بيان للمتحدثة باسم الرئاسة الأميركية، جين ساكي، أنّ اللقاء سيتطرق إلى "تأمين استقرار الإمدادات العالمية للطاقة"، في توقيت تبحث فيه الولايات المتحدة ودول أوروبية عن بدائل إذا ما انقطعت إمدادات الغاز الروسي في حال مهاجمة موسكو أوكرانيا.

وتأتي زيارة أمير قطر، وهي الأولى له للولايات المتحدة منذ تولى بايدن السلطة قبل عام، في الوقت الذي تبحث فيه واشنطن مع الدول والشركات المنتجة للطاقة تحويلاً محتملاً للإمدادات إلى أوروبا إذا غزت روسيا أوكرانيا.

وتشعر واشنطن بالقلق من احتمال أن يؤدي هجوم عسكري روسي محتمل على أوكرانيا إلى عقوبات أميركية وأوروبية على موسكو، الأمر الذي من شأنه أن يوقف شحن الغاز الروسي إلى أوروبا، وتنفي روسيا أنها تخطط لمهاجمة أوكرانيا.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع أنّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ناقش الأمر مع وزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في اتصال هاتفي، الاثنين. وإمدادات الغاز العالمية شحيحة بالفعل وشحنات (قطر للطاقة) مقيدة بعقود توريد طويلة الأجل، لا يمكن الشركة كسرها بسهولة.

 تعزيز العلاقات 

وتهدف زيارة الشيخ تميم إلى تقوية العلاقات مع واشنطن، التي تعززت منذ أن استضافت الدوحة محادثات أفضت إلى اتفاق 2020 لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، ولعبت دوراً محورياً في جهود الإجلاء في أثناء الانسحاب الأميركي، كذلك أصبحت قطر، أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، الممثل الدبلوماسي للولايات المتحدة في أفغانستان، التي تخضع الآن لحكم حركة طالبان.

وتجري قطر وتركيا مفاوضات مع طالبان لإدارة العمليات في مطار كابول الدولي، الخط الجوي الدولي الرئيسي في الدولة التي لا تطل على بحار.

وقالت المصادر إنّ من المتوقع أن يبحث الشيخ تميم وبايدن جهود القوى العالمية لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران، التي تربطها بالدوحة علاقات، فضلاً عن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن.

صفقة الطائرات بدون طيار

ومن المتوقع أن يبحث أمير قطر خلال زيارته "صفقة الطائرات بدون طيار" التي كانت قطر قد تقدمت بشرائها في وقت سابق، ولم يجر البت في الطلب القطري.

ورجحت صحيفة "وول ستريت جورنال" في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بأن تكون هذه المسألة واحدة من أولويات أجندة أمير قطر خلال زيارته إلى البيت الأبيض.

وقدمت الحكومة القطرية طلباً رسمياً منذ أكثر من عام لشراء أربع طائرات بدون طيار مسلحة من طراز "أم كيو-9 بي"، بحسب "وول ستريت جورنال"، التي أشارت إلى أن "وزارة الخارجية لم تتصرف بعد بشأن الطلب القطري ورفض المسؤولون فيها الإفصاح عن السبب".

ونقلت الصحيفة الأميركية، عن مسؤول قطري لم تكشف هويته القول، إن "الإحباط من وجهة نظرنا هو أنه لا يوجد مؤشر واضح على سبب التأخير في طلبنا"، مضيفاً أنّ "عمليات الإجلاء الأخيرة في أفغانستان تثبت أن قطر على استعداد دائم لدعم حلفائها ولأغراض الأمن والاستقرار".

كما نقلت عن مسؤولين قطريين القول إنهم "سيستخدمون الطائرات بدون طيار في مراقبة لمنشآت الغاز الطبيعي الشاسعة لمنع النشاط الإرهابي وفي مناطق أخرى لمراقبة التهديدات التي يشكلها الإرهابيون في المنطقة".

وتستضيف قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم، العام المقبل، والتي يعتقد المسؤولون القطريون أنها تتطلب مزيداً من اليقظة ضد الأنشطة الإرهابية.

وتستضيف قطر قاعدة أميركية جوية كبيرة، "العُديد"، التي تستخدمها الولايات المتحدة على نطاق واسع لعملياتها في المنطقة، بما في ذلك مركز العمليات الجوية المشترك، لكن لا تستخدمها في عمليات الطائرات بدون طيار، والتي تأتي إلى حد كبير من قاعدة "الظفرة" الجوية في الإمارات العربية المتحدة.

وتعد قطر ثاني أكبر مشتر للمعدات العسكرية الأميركية من خلال برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية لواشنطن، بعد السعودية، وفقاً للخارجية الأميركية، حيث بلغت مشترياتها المقترحة أكثر من 26 مليار دولار.

الحوار الإستراتيجي القطري الأميركي

وعقد في واشنطن في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، الدورة الرابعة من الحوار الإسترايجي القطري -الأميركي، حيث أعادت الولايات المتحدة التأكيد على متانة العلاقة مع دولة قطر من خلال التوقيع على اتفاقيتين جديدتين تقوم الدوحة بموجبهما بدور "القوة الحامية" في أفغانستان وتسهل سفر المواطنين الأفغان من حاملي تأشيرات الهجرة الخاصة الأميركية في إطار شراكة رسمية مع الولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في معرض حديثه عن الاتفاقية الأولى: "ستقوم دولة قطر بإنشاء وحدة تمثل المصالح الأميركية داخل سفارتها في أفغانستان لتقديم عدد من الخدمات القنصلية ومتابعة حالة المنشآت الدبلوماسية الأميركية في أفغانستان وأمنها".

وأضاف: "تضفي الاتفاقية الثانية طابعاً رسمياً على شراكتنا مع دولة قطر لتسهيل سفر الأفغان من حاملي تأشيرات الهجرة الخاصة الأميركية – وهو دور سبق لدولة قطر أن لعبته في أكثر من مناسبة - وتأمين نقطة عبور للأفغان المؤهلين ريثما يستكملون عملية تقديم الطلبات".

وأكد أنّ "العلاقات القطرية ـ الأميركية أقوى من أي وقت مضى"، مضيفاً "نحن على قناعة بأنها ستتعمق وتتشعب بما يخدم مصالح شعبينا والشعوب الأخرى".

كما أعاد بلينكن التأكيد على الدور الإنساني الرائد لدولة قطر في المنطقة.

من جهته، لفت نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى أن دولة قطر والولايات المتحدة تعاونتا بشكل وثيق مع الشركاء الدوليين على مدار الساعة لإجلاء أكثر من 60,000 شخص من أفغانستان بمن فيهم المواطنون الأميركيون والطالبات والموظفون الأفغان وعائلاتهم والصحافيون من جميع أنحاء العالم. 

وخلال الحوار الاستراتيجي، شدد وزير الخارجية القطري على أهمية التعاون التجاري بين الولايات المتحدة ودولة قطر، لافتاً إلى أن دولة قطر استثمرت مئات مليارات الدولارات في الاقتصاد الأميركي، ما أسهم في استحداث عشرات آلاف الوظائف في جميع أنحاء الولايات المتحدة، معربا عن اعتقاده بأن السنة المقبلة ستكون سنة استثنائية، لا سيما وأنها تصادف الذكرى الخمسين للتحالف بين الولايات المتحدة ودولة قطر. 

المساهمون