استمع إلى الملخص
- الأمم المتحدة والولايات المتحدة تحذران من أزمة إنسانية قد تكون الأكبر عالمياً في السودان، مع توقعات بوفاة أكثر من 2.5 مليون شخص في مناطق مثل دارفور وكردفان، والنداء الإنساني للأمم المتحدة يجمع 16% فقط من هدفه.
- الصراع المسلح الذي اندلع في أبريل 2023 يعرقل إيصال المساعدات، مع تقارير عن نهب المستودعات وتدمير مرافق تخزين الغذاء، ومنظمات إنسانية تحذر من مجاعة وشيكة وتدعو لحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات.
أعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، مساعدات طارئة بقيمة 315 مليون دولار للسودانيين، محذّرة من احتمال حدوث مجاعة في السودان يكون لها أبعاد تاريخية، وحملت طرفي النزاع مسؤولية الكارثة الإنسانية.
وتشمل المساعدة الغذاء ومياه الشرب بالإضافة إلى فحوص لحالات سوء التغذية وعلاج الأطفال في حالات الطوارئ. ويأتي ذلك في حين تشير التقديرات إلى أن خمسة ملايين شخص داخل السودان يعانون الجوع الشديد، مع نقص الغذاء أيضاً في دول الجوار التي لجأ إليها مليونا سوداني.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للصحافيين "نريد أن يستيقظ العالم على الكارثة التي تحدث أمام أعيننا". وأضافت: "لقد رأينا توقعات للوفيات تقدر أن ما يزيد على 2,5 مليون شخص - حوالي 15% من السكان - في دارفور وكردفان، المناطق الأكثر تضرراً، يمكن أن يموتوا بحلول نهاية أيلول/سبتمبر". وشددت المسؤولة الأميركية على أن هذه "أكبر أزمة إنسانية على وجه الكوكب، ومع ذلك فهي قابلة بطريقة ما للتفاقم مع اقتراب موسم الأمطار".
ولم يجمع النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة من أجل السودان سوى 16% من هدفه، مع تركّز الكثير من الاهتمام العالمي على غزة، حيث تحذر منظمات الإغاثة أيضاً من مخاطر مجاعة في السودان إثر الحرب. وقالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، سامانثا باور، إن السودان قد يكون في وضع أسوأ من الصومال في عام 2011 عندما توفي حوالي 250 ألف شخص بعد ثلاثة مواسم متتالية بدون هطل أمطار كافية في بلد على شفا الفوضى. وأضافت باور أن "السيناريو الأكثر إثارة للقلق هو أن السودان سوف يعيش المجاعة الأكثر فتكا منذ إثيوبيا في أوائل الثمانينيات"، عندما مات ما يصل إلى 1,2 مليون شخص.
وانزلق السودان إلى الحرب في إبريل/نيسان 2023 عندما بدأت المواجهة المسلحة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق في رئاسة مجلس السيادة محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي". ومع توسع النزاع على السلطة في أنحاء البلاد، قالت باور إن إيصال المساعدات عبر خطوط سيطرة الجانبين "يكاد يكون معدوماً".
وانتقدت المسؤولة بشدة كلا الطرفين. وقالت إن قوات الدعم السريع "تنهب نهباً منهجياً المستودعاتِ الإنسانيةَ، وتسرق المواد الغذائية والماشية، وتدمر مرافق تخزين الحبوب والآبار في المجتمعات السودانية الأكثر ضعفاً". والجيش كذلك "يناقض تماماً التزاماته ومسؤوليته" تجاه الشعب السوداني من خلال منع المساعدات من عبور الحدود مع تشاد إلى دارفور. وأضافت سامانثا باور: "الرسالة الواضحة حقا هناً هي أن العرقلة، وليس عدم كفاية مخزونات الغذاء، هي الدافع وراء مستويات المجاعة التاريخية والفتاكة في السودان".
وفي 31 مايو/أيار الفائت، حذّرت 19 منظمة من مجاعة في السودان ستكون وشيكة مع استمرار طرفَي النزاع في منع الجهات الإنسانية من تقديم المساعدة الإغاثية إلى من يحتاج إليها، في حين أن الحرب ما زالت مشتعلة. وقد جاء ذلك في بيان وقّع عليه رؤساء 19 منظمة إنسانية عالمية، من بينها 12 وكالة تابعة للأمم المتحدة.
وحذّرت المنظمات في البيان الذي نقله موقع أخبار الأمم المتحدة، من أنّ "زيادة العقبات أمام تقديم المساعدات بصورة سريعة وواسعة النطاق تعني أن مزيداً من الناس سيموتون". ودعت المنظمات الإنسانية الجيش السوداني كما قوات الدعم السريع إلى "حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية واعتماد وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد".
(فرانس برس، العربي الجديد)