أمن السلطة يواصل حملة الاعتقالات في صفوف عناصر "حماس" بنابلس على خلفية جنازة الشهيد خروشة
واصلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية ملاحقة واعتقال كوادر وأنصار حركة "حماس" في محافظة نابلس، على خلفية الأحداث التي رافقت مسيرة تشييع الشهيد القسامي عبد الفتاح خروشة ظهر الأربعاء الماضي، وهو منفذ عملية قتل مستوطنين اثنين في بلدة حوارة جنوب نابلس أواخر فبراير/شباط الماضي.
وأحصت "لجنة أهالي المعتقلين السياسيين" اعتقال تلك الأجهزة، خلال الأيام الثلاثة الماضية، نحو عشرين معتقلا، من بينهم أسرى محررون وطلبة جامعيون.
واعتقلت أجهزة السلطة الأسير المحرر مجد عازم من نابلس، إلى جانب اعتقال الطالب الجامعي يمان دويكات، وسمير حبيشة، وعبد الرحمن سايح، ومصطفى جمال، ومعاذ أبو عيشة. وطاولت الاعتقالات السياسية الواسعة في نابلس براء دويكات، والقيادي أحمد عواد، والأسير المحرر مصطفى السخل، وصايل عصفور، وخالد دروزة، وعطا عنبتاوي، وصلاح الدين البشتاوي، وعبد الرحمن صباح، ونور حلاوة، وجميل بدوي دويكات، وعميد عليوي.
وقال القيادي في حركة "حماس" بالضفة الغربية حسين أبو كويك، لـ"العربي الجديد": "إن الاعتقالات لم تتوقف حتى يوم الجمعة، كما أن الفيديوهات المتداولة لعمليات المداهمة والاعتقال أظهرت اشتراك جهازي الشرطة والأمن الوطني في حملة الاعتقالات، إضافة لجهازي الأمن الوقائي والمخابرات العامة".
وتابع أبو كويك: "كافة المعتقلين حسب المعلومات المتوفرة لدينا شاركوا في تشييع الشهيد خروشة، وهذا يؤكد أن الحملة مرتبطة تماما بمحاولة السلطة إيجاد مخرج لها مما جرى، خاصة أنه لاقى عمليات استنكار واسعة من كافة الفصائل تقريبا والمؤسسات الحقوقية، وإلصاق تهم للمعتقلين وتحميلهم مسؤولية ما جرى".
وقال أبو كويك: "هذا عمل غير وطني وسياسة ترهيب مرفوضة، وخروج عن الأخلاق والأعراف الوطنية، وسلوك لا يخدم سوى الاحتلال وسياسته لخنق شعبنا والقضاء على مقاومته الباسلة".
وأكد أبو كويك أن هذا السلوك الأمني المرفوض يعد من الأسباب الرئيسية وراء مقاطعة "حماس" مؤتمر "وثيقة جنين"، الذي يعقد اليوم في مخيم جنين.
وأضاف أبو كويك: "كيف سنتحدث عن الوحدة الوطنية، ونحن نرى مخرجات مؤتمر العقبة الأمني حاضرة أمام سمعنا وبصرنا، وكيف سنقنع أبناء (حماس) بموقفنا في الوقت الذي تقتحم عناصر الأمن التابعة للسلطة منازل أبناء الحركة في الليل والنهار وتجرهم إلى السجون؟".
وعبر أبو كويك عن أسفه "لموقف حركة (فتح) التي انقلبت على كل الاتفاقيات، وكان آخرها لقاء الجزائر ومخرجاته".
وشدد أبو كويك بالقول: "ان موقف (حماس) معروف للقاصي والداني وللداخل والخارج بأننا حريصون على كل ما يوحدنا، وقدمنا من أجل ذلك الكثير. لكن للأسف، الطرف المقابل لا يتلقى هذه المبادرات إلا بالمزيد من الإجراءات التي تعزز الانقسام، وما يجري في نابلس خير دليل".
وفي بيان لمجموعة "محامون من أجل العدالة"، وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة عنه، اليوم السبت، فقد نفذت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات سياسية لاحقة لجنازة الشهيد خروشة؛ "لتُبرر من خلالها لنفسها ملاحقة الشبان وقمع الجنازة والاعتداء على المشاركين فيها"، وفق البيان.
وتابعت المجموعة: "الأجهزة الأمنية خرجت بتصريحاتٍ على لسان المتحدثين باسمها، وصفت المشاركين في جنازة الشهيد بأنهم (أصحاب فتن)، ولتثبيت ادّعاءاتها، تقوم باعتقال عددٍ منهم الآن، ورغم هذا، فهناك عدد من الشبّان المستهدفين خلال عملية الاعتقالات من المقربين لحركة (فتح)".
يذكر أن لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة وثقت 247 انتهاكًا سياسيًا، تنوعت بين اعتقال واستدعاء ومداهمة وقمع واعتداء على الحقوق والحريات، في شهر فبراير/ شباط المنصرم.