بينما يكثف الرئيس الأميركي جو بايدن ضغوطه على المضطلعين بملف التفاوض بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي للوصول إلى هدنة في غزة قبل حلول شهر رمضان، كشف موقع "أكسيوس" عن نقاط شائكة تعوق إبرام الاتفاق.
نقطتان شائكتان
تواجه المفاوضات حول الصفقة المنتظرة عدة نقاط تنتظر الحل والتوافق. وفي هذا الإطار، قال موقع "أكسيوس" الأميركي، اليوم الأحد، إن نقطتين شائكتين رئيسيتين تتصدران هذه النقاط، أولهما عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز إسرائيلي يتم إطلاق سراحه، وعدد المدنيين الفلسطينيين الذين سيُسمح لهم بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة.
وقال مسؤول أميركي كبير للموقع نفسه: "قبل الإسرائيليون شروط الاتفاق، وإذا وافقت حماس فيمكن أن يبدأ وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع على الفور"، مضيفاً: "ما زلنا نأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق بحلول شهر رمضان، الكرة في ملعب حماس".
وفي وقت سابق الأحد، أكد قيادي في حركة حماس لـ"العربي الجديد"، أن المقاومة لن تقدّم أي تفاصيل أو معلومات بشأن الأسرى لديها دون "ثمن كبير يجب أن تدفعه على صعيد التخفيف من معاناة أهل غزة ووقف إطلاق النار".
وأوضح أنّ ما يثار بشأن اشتراط تل أبيب الحصول على قائمة بأسماء الأسرى الأحياء من أجل استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار، لا يمكن أن يمثل ضغطاً على المقاومة، قائلاً: "كل شيء في عملية التفاوض يجب أن يكون أمامه ثمن يُدفع، وهناك مطالب واضحة حددتها الحركة على الاحتلال أن ينفذها حتى يحرر أسراه وينقذ من بقي منهم على قيد الحياة".
وشدد المصدر على أن "بداية شهر رمضان (الذي يبدأ في 11 مارس/آذار الحالي) هي السقف الذي توافقت عليه فصائل المقاومة للاستمرار في التفاوض"، وقال: "لن نستمر في مسار يهندسه (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو لتخفيف الضغط عن ائتلافه وبث الروح فيه أطول فترة ممكنة، باستخدام أرواح الفلسطينيين".
ضغوط على بايدن بشأن غزة
وقال موقع "أكسيوس"، الأحد، بايدن يخضع لضغوط كبيرة من قبل التقدميين في حزبه الديمقراطي ما يدفعه للسعي الدؤوب للوصول إلى وقف إطلاق نار مؤقت في غزة، ويعتقد أن التوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين الإسرائيليين في غزة هو السبيل الوحيد للحصول على هدنة مؤقتة تؤمن لبايدن إسكات الأصوات الغاضبة وبنفس الوقت يتابع دعمه الكامل للاحتلال الإسرائيلي.
وفي حين يتكفل بايدن بإقناع حكومة الاحتلال ورئيسها، بنيامين نتنياهو، يطالب قطر ومصر بفعل المثل مع حركة حماس للقبول بالصفقة المقترحة، التي تم التوافق على إطارها العام في محادثات باريس، في 23 فبراير/شباط الماضي، بحسب "أكسيوس".
وينقل "أكسيوس" عن مصدرين مطلعين على مكالمات بايدن مع زعيمي قطر ومصر، أن الرئيس الأميركي تحدث عن الضغوط التي يمارسها على حكومة الاحتلال الإسرائيلي للموافقة على الصفقة، وحثهما على دفع حماس للقيام بالصفقة.
كما نقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي كبير أن رئيس المخابرات الإسرائيلية، ديفيد برنيع، الذي يقود فريق المفاوضات الإسرائيلي، يتحدث كل يوم مع مدير وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، حول المفاوضات، مقدراً (المسؤول) أن فرص التوصل إلى اتفاق هي بنسبة 50-50، وقال المسؤول: "إن مشاركة بايدن الشخصية ومكالماته مع قادة قطر ومصر مهمة للغاية".
أبرز مضامين إطار باريس حول غزة
ويقترح إطار باريس أن يقوم الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق سراح حوالي 400 أسير فلسطيني، بما في ذلك 15 أسيراً مداناً بقتل إسرائيليين، وفي المقابل تطلق حماس سراح نحو 40 محتجزاً إسرائيلياً، من بينهم نساء ومجندات ورجال تزيد أعمارهم عن 50 عاماً ورجال في حالة طبية خطيرة.
كما يشمل الإطار وقفاً للقتال في غزة لمدة ستة أسابيع تقريباً، أي يوم واحد لكل محتجز يتم إطلاق سراحه، بالإضافة إلى الاستعداد لعودة أولية وتدريجية للمواطنين الفلسطينيين إلى الجزء الشمالي من القطاع.
ويُعتقد أن حماس لا تزال تحتفظ بـ134 محتجزاً وتم التأكد من مقتل 32 منهم، ويقول مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن رد حماس على الصفقة المقترحة لم يتضمن قائمة بأسماء المحتجزين الأحياء، أو عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب الحركة بإطلاقهم مقابل كل محتجز.
وبالتوازي مع المحادثات التي تستضيفها القاهرة، تستقبل واشنطن عضو مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، اليوم الأحد، ويضغط غانتس بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق، بحسب أكسيوس، حيث يعتقد أن إطلاق المحتجزين أكثر أهمية وإلحاحاً من تدمير حماس الذي هو هدف نتنياهو.