أفغانستان: كرزاي يدعم مسودة واشنطن للسلام بين الحكومة و"طالبان"

12 مارس 2021
يعد حامد كرزاي أول سياسي أفغاني يؤيد المسودة الأميركية (هارون صابون/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، أمس الخميس، دعمه للمسودة الأميركية لاتفاق السلام بين حكومة بلاده وحركة "طالبان"، التي طرحها المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام زلماي خليل زاد خلال زيارته الأخيرة إلى كابول.

وقال كرزاي، في تصريح صحافي، إن المسودة الأميركية "فرصة جيدة" لتسريع عملية السلام الأفغانية.

وقدمت واشنطن مسودة مكتوبة للرئيس الأفغاني أشرف غني وقادة "طالبان"، تهدف إلى "تسريع مفاوضات التسوية ووقف إطلاق النار"، وتشمل مقترحاً بتشكيل "حكومة سلام مؤقتة".

وأكد الرئيس الأفغاني السابق أن الأفغان أنفسهم "في عجلة من أمرهم من أجل (تحقيق) السلام"، بعد عقود من الصراع والحرب، واعتبر أن مقترح تشكيل الحكومة المؤقتة "خطوة جيدة".

ويعد حامد كرزاي أول سياسي أفغاني يؤيد المسودة الأميركية للسلام، بينما رفضتها الحكومة الأفغانية.

وفي وقت سابق، وجّه نائب الرئيس الأفغاني، أمر الله صالح، انتقادات لاذعة للمسودة، معرباً عن معارضته الشديدة لما تضمنته حول تشكيل حكومة مؤقتة من أجل الخروج من المأزق، معتبراً أن المسودة "لا تتوافق مع إرادة الشعب وما يبتغيه".

وشدد صالح على أنه "لا يحق لأي جهة أن تسلب إرادة الشعب في تعيين الحكومة وتقرير المصير"، لافتاً إلى أن الحكومة مستعدة للتفاوض بشأن موعد الانتخابات، ولكن ما وصفه بـ"التلاعب بدستور البلاد أمر غير مقبول".

وقال صالح إن "العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وأفغانستان مبنية على أساس المصالح المشتركة، وإذا فهمنا أن الولايات المتحدة تقضي الأمور أحاديا حينها ستحتكم الحكومة إلى الشعب".

كما أبدى المسؤول الأفغاني استعداد الحكومة الأفغانية للتفاوض مع "طالبان"، ولكنه أوضح أن "أي مصالحة تفرض على الشعب الأفغاني من الخارج غير مقبولة".
من جهة ثانية، قال المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية، دواء خان مينه بال، في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، إن الحكومة تدرس المسودة، وستبدي رأيها بشأنها لاحقاً.

موسكو تؤيد
دولياً، أعربت موسكو، اليوم الجمعة، عن تأييدها تشكيل إدارة موقتة تضم حركة "طالبان" لقيادة أفغانستان في وقت تتكثف فيه الجهود للتوصل إلى اتفاق سلام قبل انسحاب محتمل للقوات الأميركية في مايو/أيار المقبل، كما أوردت وكالة "فرانس برس".
وصرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قبل أقل من أسبوع على استضافة موسكو محادثات أفغانية تشارك فيها حركة "طالبان" وسلطات كابول أن "تشكيل إدارة موقتة جامعة سيكون حلاً منطقياً لمشكلة ضم حركة طالبان إلى الحياة السياسية الأفغانية".
ويأتي هذا المؤتمر الذي تشارك فيها أيضاً الصين والولايات المتحدة وباكستان في وقت تحاول فيه واشنطن تنشيط المفاوضات الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للنزاع في أفغانستان.
وفي موازاة الإعلان الروسي، أعلنت تركيا اليوم أنها تعتزم استضافة محادثات سلام أفغانية في اسطنبول في إبريل/نيسان، كما قال وزير خارجيتها مولود جاووش أوغلو.

المساهمون