أفغانستان: سكان مدينة جلال أباد قلقون بشأن الوضع الأمني ووجود "داعش"

26 سبتمبر 2021
لا تمتلك طالبان استخبارات تمكنها من محاربة تنظيم "داعش" بشكل فاعل (فرانس برس)
+ الخط -

تعيش جميع المدن الأفغانية بعد سيطرة حركة طالبان حالة آمنة نسبياً، باستثناء مدينة جلال أباد عاصمة ولاية ننجرهار، وهي من بين المدن الخمس الكبرى على مستوى البلاد، وتعد مدينة مهمة من الناحية التجارية والاقتصادية، كونها تقع على الحدود مع باكستان، وفيها منفذ "طورخم" الحدودي بين أفغانستان وباكستان.
وتشهد المدينة أحداث عنف وعمليات تفجيرية بشكل مستمر ويومي ومعظمها يتبناها تنظيم "داعش"، كان آخر تلك التفجيرات أمس السبت، حيث انفجر لغم استهدف سيارة عسكرية لطالبان على الشارع الرئيسي قرب حديقة تاريخية في البلاد تسمى حديقة "أمير شهيد"، وأدى الانفجار إلى مقتل أحد عناصر طالبان وإصابة سبعة آخرين بجراح.
كما عثر، أمس، على جثتين مجهولتين تم إعدامهما شنقا بيد مجهولين، في منطقة فارم التي شهدت معظم أعمال العنف والتفجيرات خلال الأيام الأخيرة، وهي المنطقة التي تحوي أحياء سكنية تابعة للحكومة، ويعيش فيها مسؤولون وموظفون.

ولجأ مسلحو طالبان بعد انفجار أمس إلى إغلاق الطريق الرئيسي بشكل كامل لمدة ساعة أو  أكثر (كذا الحال بعد كل انفجار)، الأمر الذي صعّب على المواطنين وأصحاب السيارات التنقل، علاوة على القلق الذي يعيشه سكان المدينة بشكل عام.
وقال  محمد إلياس خان، أحد سكان منطقة فاميلي بمدينة جلال أباد، "لقد أتيت من العاصمة كابول وكنت أدخل إلى مدينة جلال أباد حيث وقع الانفجار، بالتالي قامت طالبان بإغلاق الطريق الرئيسي، وكنت أتجول لأكثر من ساعة كي أصل إلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى منزلي"، موضحا أن المشكلة الأساسية أن حركة طالبان غير مؤهلة للوضع الحالي، إذ إن "عناصر الحركة ترعرعوا في الحرب ولكنهم لا يعرفون كيف يتم التعامل مع الوضع بعد حدوث انفجار في المدينة (...) هم يظنون أن إغلاق الطرق لفترة أطول هو الحل، والأمر ليس كذلك".
ويضيف إلياس، في حديث مع "العربي الجديد"، أن المشكلة الحقيقية التي تواجهها طالبان هي الحرب الاستخباراتية ضدها، مشيراً إلى أن تنظيم "داعش" ينشط في مدينة جلال أباد وفي ولاية ننجرهار عموماً، مؤكداً أن الحركة تستطيع بقدرتها القضاء عليه في حال خرج للعلن وقاتل معها في الجبهة. ويؤكد صعوبة تصدي الحركة لتنظيم "داعش" الذي يعتمد على سياسة استهداف الأمن من خلال عمليات تفجيرية واغتيالات، ويفسر ذلك بعدم وجود جهاز استخبارات قوي للحركة.

المدينة تشهد أحداث عنف وعمليات تفجيرية بشكل مستمر ويومي ومعظمها يتبناها تنظيم "داعش"

 

وأوضح أن وجود "داعش" في مدينة جلال أباد محط قلق لسكان هذه المدينة وسكان المناطق الشرقية عموما، لأن الوضع الأمني في مدينة جلال أباد يؤثر لا محالة على الوضع العام في شرق أفغانستان.
وقال مير آغا، الأستاذ الجامعي وأحد سكان منطقة فارم، لـ"العربي الجديد"، إن ما يحدث في مدينة جلال أباد مؤسف جداً، وإن مواصلة أعمال العنف تشير إلى أن طالبان عاجزة من التصدي لها، رغم انتشارها الواسع وفرضها إجراءات أمنية صارمة، لأنه من المعروف أن تنظيم "داعش" يمتلك نفوذاً كبيراً داخل مدينة جلال أباد.
وأكد أن الإعدامات الأخيرة والتصفية الميدانية أو من خلال المداهمات في صفوف التيار السلفي ستكون له تأثيرات سلبية، مشدداً على ضرورة تعامل حركة طالبان مع الملف بحكمة لتجنب حرب جديدة ضدها في ننجرهار.
وتسعى حركة طالبان إلى التصدي لأعمال العنف تشهدها المدينة، وذلك من خلال شن عمليات ليلية ونصب حواجز أمنية كثيرة مع التشديد في التدقيق والفحص.
وقال قاري خان محمد، مسؤول حاجز أمني في منطقة أنكور باغ، لـ"العربي الجديد"، إن حركة طالبان لديها خطط كافية ولكن تطبيقها يحتاج إلى الوقت، مشيراً إلى صعوبة التدقيق والفحص الأمني بسبب الكثافة السكانية في المدينة، بعدما جاء إليها سكان العديد من الولايات من أجل الأعمال التجارية.
وأكد أن حركة طالبان ستقوم في الأيام القادمة باستئصال جذور تنظيم داعش من ولاية ننجرهار.
وكان الناطق باسم حركة طالبان وهو وكيل وزارة الثقافة والإعلام قد أكد في مؤتمر صحافي، الأسبوع الماضي، أن ما يقوم به تنظيم "داعش" في ننجرهار سيكون آخر أنشطته، وأن الحركة تقوم بقمع التنظيم.