اعترف وزير الخارجية الأفغاني، أمير خان متقي، المعين من قبل حركة "طالبان"، يوم الأربعاء، بأن حكومة المتمردين السابقين في أفغانستان ما تزال معزولة. لكنه ادعى أنها قادرة على ممارسة الأعمال والتجارة على الصعيد الدولي وكأنها معترف بها رسمياً على المسرح العالمي.
وكان المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، قد قال الخميس في تصريح له إن الولايات المتحدة تمارس الضغوط على المجتمع الدولي لعرقلة الاعتراف بها رسمياً، مضيفاً أن "بعض الدول القوية في آليات اتخاذ القرار على الصعيد الدولي، تمتلك تأثيراً قوياً على باقي البلدان."
وأوضح أن عدم نيل حكومة "طالبان" المؤقتة اعترافاً رسمياً حتى الآن، يعود إلى "عدم سماح بعض الدول القوية في العالم بذلك".
يُذكر أن حركة "طالبان" شكلت حكومة مؤقتة في أفغانستان عقب سيطرتها على مقاليد الأمور في البلاد، منذ منتصف أغسطس/آب 2021.
وباءت جميع الجهود الدبلوماسية للحركة بتأمين اعتراف دولي بها، بالفشل، حيث تشترط جميع حكومات دول العالم وخاصة الغربية منها، من أجل الاعتراف الرسمي، تشكيل حكومة تضم كافة أطياف المجتمع الأفغاني، واحترام حقوق الإنسان.
وسيطرت "طالبان" في 15 أغسطس/آب 2021 على العاصمة كابول، من دون أن تواجه أي مقاومة، إثر هجوم خاطف على القوات الحكومية في جميع أنحاء البلاد، في ظل الانسحاب المتسرع للجيش الأميركي وقوات حلف شمال الأطلسي بعد عشرين عاماً من الوجود العسكري في أفغانستان.
جاء الانسحاب، الذي اكتمل قبل دقيقة واحدة من منتصف الليل بالتوقيت المحلي في 30 أغسطس/آب 2021، بالوقت الذي سقطت فيه الدولة التي مزقتها الحرب في قبضة حركة "طالبان".
وقبل ذلك، شنت "طالبان" تمرداً لمدة 20 عاماً على القوات التي تقودها الولايات المتحدة، والتي غزت أفغانستان في أكتوبر/تشرين الأول 2001 في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول. وشهدت أفغانستان، مع وصول "طالبان" إلى كابول، انهياراً كاملاً لبعض مؤسسات الدولة، وجزئياً لبعضها الآخر، ما أدى إلى فقدان قطاعات واسعة لعملها، وانتشار البطالة في البلاد على نطاق واسع.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)