أعنف قصف تركي على مواقع "العمال الكردستاني" شمالي العراق منذ أسابيع

15 يونيو 2023
تركيا تكثف ضرباتها على مواقع "الكردستاتي" شمالي العراق (Getty)
+ الخط -

قال مسؤولون عراقيون أكراد في إقليم كردستان شمالي البلاد، اليوم الخميس، إن الطيران التركي كثّف من هجماته على مواقع مسلحي "حزب العمال الكردستاني" داخل العراق، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما أوقع خسائر وإصابات في صفوف الحزب المصنف على لائحة الإرهاب في تركيا.

وذكر مسؤول في قوات البشمركة، شمالي محافظة دهوك، لـ"العربي الجديد"، أن قصفا تركيا عبر طيران مُسيّر وآخر حربي، شهدته مناطق جبل متين، والعمادية، وسيدكان والزاب، استهدف مقرات تابعة لـ"العمال الكردستاني"، منذ فجر أمس الأربعاء ولغاية صباح اليوم الخميس.

وأضاف المسؤول نفسه، طالباً عدم الكشف عن هويته، أن "انفجارات ثانوية حدثت في بعض المواقع يعتقد أنها ناجمة عن انفجار أكداس عتاد وذخيرة في مواقع حزب العمال التي قصفها الطيران التركي".

فيما ذكر مسؤول أمني آخر بجهاز الأسايش، (الأمن الكردي) في إقليم كردستان، في اتصال عبر الهاتف، أن القصف التركي أوقع قتلى وجرحى، تم نقل قسم منهم إلى مركز صحي في منطقة سوران بعهدة مسلحي الحزب"، وأضاف المصدر ذاته أنه من الصعوبة تحديد حجم الخسائر التي أوقعها القصف "الذي يعتبر الأعنف من نوعه منذ أسابيع".

وفي السياق ذاته، قال الناشط السياسي في محافظة دهوك، حسن عقراوي، لـ"العربي الجديد"، إن القوات التركية "كثفت عملياتها الجوية مقابل تراجع عمليات توغلها البري عبر قوات الكوماندوس الخاصة، وقد يكون ذلك لتقليل الخسائر البشرية المحتملة في صفوفها داخل العراق".

وأفاد عقراوي بأن "الطيران التركي ألحق خسائر بمواقع الحزب في جبل متين ومناطق العمادية وشيلادزي وباطوفا، خلال الأيام الماضية، ومن المرجح استمرار تلك العمليات التي أجبرت مسلحي الحزب على التراجع من المواقع المكشوفة للطيران إلى داخل مناطق أخرى أكثر أمنا لهم"، على حد قوله.

وأمس الأربعاء، أعلنت أنقرة تحييد قيادي بارز في "العمال الكردستاني" خلال عملية استخبارية شمالي العراق. وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة الأناضول التركية، أن "القيادي في الحزب عبد القهار قره ساتش، المتورط في الهجوم على قصر العدل في إزمير عام 2017، تم تحييده، خلال عملية خاصة للاستخبارات التركية شمالي العراق".

وينشط الآلاف من مسلحي "الكردستاني" في مناطق مختلفة من شمالي العراق، تقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا، مستفيدة من المناطق الجبلية الوعرة التي وفرت لها ملاذا مناسبا طيلة السنوات الماضية، أبرزها سلسلة جبال قنديل الواقعة في المثلث العراقي التركي الإيراني، وسوران وسيدكان وزاخو والزاب، حفتانين وبرادوست، وكاني ماسي، شمال أربيل وشرقي دهوك.

وتستهدف العمليات التركية المتواصلة منذ منتصف العام الماضي، مقار وتحركات عناصر "العمال الكردستاني"، شمالي العراق ضمن إقليم كردستان، وسنجار في محافظة نينوى.

وأسفرت تلك العمليات خلال الفترة الماضية عن تحييد المئات من مسلحي "الكردستاني" وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة له، وفقا لبيانات صادرة عن وزارة الدفاع التركية. وفي حين يقول مسؤولون أتراك إن العمليات تنطلق من حقها في الدفاع عن أمنها، تطالب بغداد بمنع تحول الأراضي العراقية إلى مصدر تهديد للجيران.