"أسوشييتد برس": الهجوم على أصفهان الإيرانية أصاب منظومة دفاع جوي روسية الصنع

23 ابريل 2024
صورة أرشيفية من الأقمار الصناعية لمنشأة نووية في أصفهان (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- صور الأقمار الصناعية كشفت عن ضربة إسرائيلية لنظام رادار أس-300 روسي الصنع في أصفهان، إيران، متناقضة مع نفي إيران لأي أضرار، ما يبرز قدرة إسرائيل على اختراق الدفاعات الإيرانية.
- إيران وقادتها، بما في ذلك المرشد الأعلى، تجنبوا مناقشة تفاصيل الضربة، مع تصريحات تشير إلى استعداد إيران للرد بقوة على أي "مغامرة جديدة" من إسرائيل.
- التوترات بين إيران وإسرائيل مستمرة ضمن حرب ظل، مع تبادل الاتهامات والهجمات، وتظهر الردود الإيرانية مزيجاً من التهديد والحذر تجاه التطورات المستقبلية.

تشير صور التُقطت بالأقمار الصناعية، اليوم الاثنين، إلى أن الضربة التي شنتها إسرائيل التي استهدفت مدينة أصفهان بوسط إيران، أصابت نظام رادار لمنظومة دفاع جوي روسية الصنع، وهو ما يتناقض مع نفي المسؤولين في طهران المتكرر لأي أضرار ناجمة عن الهجوم، بحسب "أسوشييتد برس"، التي قالت إن الضربة التي استهدفت رادار أس-300، ستمثل ضرراً أكبر بكثير من هجوم إيران ضد إسرائيل في 13 إبريل/ نيسان الذي استخدمت فيه طائرات مسيرة وصواريخ.

ورجحت الوكالة نفسها أن يكون هذا السبب الذي دفع إيران ومسؤولون، بمن فيهم المرشد الإيراني علي خامنئي، لرفض مناقشة ما فعله الهجوم على الأراضي الإيرانية. ويعتقد محللون، تحدثوا لوكالة أسوشييتد برس، أن كلاً من إيران وإسرائيل، الخصمين الإقليميين اللدودين المنخرطين في حرب ظل لسنوات، يحاولان الآن تخفيف التوترات، في أعقاب سلسلة من الهجمات التصعيدية بينهما، في الوقت الذي لا تزال فيه الحرب الإسرائلية المدمرة على قطاع غزة تلقي بظلالها على المنطقة الأوسع. لكن الخبراء قالوا إن توجيه ضربة إلى نظام الدفاع الجوي الأكثر تقدماً الذي تمتلكه إيران وتستخدمه لحماية مواقعها النووية يبعث برسالة.

وفي هذا الإطار، قالت نيكول غرايفسكي، زميلة برنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيغي والتي كتبت كتاباً سيصدر قريباً عن روسيا وإيران: "تظهر هذه الضربة امتلاك إسرائيل القدرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية. كانت الدقة ملحوظة للغاية". وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة بلانت لابز، صباح الاثنين، بالقرب من مطار أصفهان والقاعدة الجوية ذات الاستخدام المزدوج، الواقعة على بعد حوالي 320 كيلومتراً جنوب طهران، منطقة قريبة كانت بمثابة نقطة نشر لنظام الدفاع الجوي. وتظهر بوضوح علامات الحريق حول ما حدده المحللون، بما في ذلك كريس بيغرز، وهو محلل سابق للصور الحكومية، والذي سبق أن حدده على أنه نظام رادار "غطاء قلاب" يستخدم في نظام أس-300.

 

وأظهرت صور الأقمار الصناعية الأقل تفصيلاً التي التقطت بعد يوم الجمعة علامات حروق مماثلة في جميع أنحاء المنطقة، على الرغم من أنه لم يتضح ما كان في الموقع. وقال بيغرز إنه يبدو أن المكونات الأخرى للنظام الصاروخي قد أزيلت من الموقع قبل الهجوم، على الرغم من أنها توفر غطاء دفاعياً لمنشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في إيران. وكتب بيغرز: "هذا بيان قوي، بالنظر إلى النظام والموقع وكيفية استخدامه".

وفتحت الدفاعات الجوية النار يوم الجمعة، وأوقفت إيران الرحلات الجوية التجارية في معظم أنحاء البلاد. وسعى المسؤولون في أعقاب ذلك إلى التقليل من أهمية الهجوم، محاولين وصفه بأنه مجرد سلسلة من الطائرات المسيرة الصغيرة تحلق في السماء. وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في مقابلة مع شبكة أن بي سي نيوز، الجمعة، إن المسيرات التي استخدمت في هجوم الجمعة على مدينة أصفهان الإيرانية تشبه "ألعاب الأطفال".

وأشار إلى أن إيران لن ترد إلا إذا بدأت إسرائيل في مغامرة جديدة، مردفاً: "ليس لدى إيران خطة للرد ما لم تشن إسرائيل هجوماً كبيراً عليها". وشدد عبد اللهيان على أنه إذا هاجمت إسرائيل إيران فسوف تتلقى رداً أشد بكثير. وأوضح: "إذا شنت إسرائيل هجوماً خطيراً وثبت لنا ذلك، فإن ردنا سيكون سريعاً وعلى مستوى عال، سوف يندمون عليه، يمكننا ضرب حيفا وتل أبيب، كما يمكننا أيضاً استهداف جميع الموانئ الاقتصادية لإسرائيل".

وقالت وسائل إعلام أميركية، بينها "سي أن أن"، فجر الجمعة، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، إن تل أبيب وجهت ضربة لإيران، رداً على هجومها قبل أيام. وبينما أكد إعلام إيراني، منه التلفزيون الرسمي، تعرض البلاد لهجمات بطائرات مسيرة جرى إسقاطها في سماء أصفهان وسط البلاد، قالت صحيفة "جروزاليم بوست" العبرية إن إسرائيل هاجمت بصواريخ أطلقت من طائرة، "أصولاً" للقوات الجوية الإيرانية في المدينة.

وفي 13 إبريل/ نيسان الجاري، أطلقت إيران نحو 350 صاروخاً وطائرة مسيرة، في أول هجوم تشنه مباشرة من أراضيها على إسرائيل، رداً على هجوم صاروخي استهدف القسم القنصلي بسفارة طهران لدى دمشق مطلع الشهر نفسه. وتتهم طهران تل أبيب بشن الهجوم الصاروخي ما أسفر عن مقتل 7 من عناصر الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال محمد رضا زاهدي. ولم تعترف تل أبيب أو تنف رسمياً مسؤوليتها عن هجوم دمشق، وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، وبينهما عقود من العداء واتهامات بشن هجمات متبادلة.

(أسوشييتد برس، الأناضول)