أرمينيا تطالب الاتحاد الأوروبي بالضغط على أذربيجان في ملف كاراباخ

11 ابريل 2023
جنود أذربيجانيون في نقطة تفتيش عند ممر لاتشين (توفيك باباييف/ فرانس برس)
+ الخط -

دعت السفيرة الأرمينية في فرنسا، هسميك تولماجيان، اليوم الثلاثاء، الاتحاد الأوروبي إلى "الضغط" أكثر على أذربيجان التي تضيّق الخناق على الأرمن في إقليم ناغورنو كاراباخ، متهمة باكو بالتحضير لـ"تطهير عرقي"، بحسب فرانس برس.

وقالت تولماجيان للصحافيين من جمعية الصحافة الفرنسية الدبلوماسية إنّ "هدف أذربيجان واضح للجميع وهو تطهير عرقي وإبادة جماعية يتم التحضير لها"، وأضافت أنّ "أذربيجان تجوّع شعباً بأكمله لإرغامه على مغادرة أراضيه" في ناغورنو كاراباخ.

وتتّهم يريفان ناشطين أذربيجانيين بقطع طريق حيوي منذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر وهو ممر لاتشين، الذي يربط أرمينيا بالأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الأرمن في ناغورنو كاراباخ. وتحذّر أرمينيا منذ أسابيع من "أزمة إنسانية" بسبب هذا الحصار الذي أدى إلى نقص في الأدوية والغذاء وانقطاع التيار الكهربائي. لكنّ باكو نفت هذه الاتهامات.

وأشارت السفيرة إلى أن الأسرة الدولية دانت حصار لاتشين، لكنّ ذلك غير كاف، وأكدت أن "الاتحاد الأوروبي لديه ما يكفي من الأدوات في ترسانته الدبلوماسية للضغط على أذربيجان"، مشيرة إلى إمكانية فرض "عقوبات محددة" نظراً إلى أنّ أذربيجان تمد الاتحاد الأوروبي بالغاز.

وتابعت أن "أذربيجان ليست روسيا ولا تركيا ولا الصين"، مضيفة أنه "إذا تم استخدام هذه الأدوات فستكون فعّالة"، كما اتهمت السفيرة أذربيجان بأنها ترغب في "قضم" الأراضي الأرمينية، مؤكّدة أنّ أرمينيا لا تزال "متمسكة بالحل السياسي السلمي"، وقالت "لكن لا يمكننا فرض السلام"، مشيرة إلى أن بلادها تشعر بالعزلة.

وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا قد أعلنت الشهر الماضي أنها تعتزم "خلال شهر أبريل/ نيسان" زيارة باكو ويريفان للتشديد "على ضرورة إيجاد حل سياسي" للأزمة.

ممر لاتشين    

وكانت أرمينيا وأذربيجان قد تبادلتا الاتهامات، في وقت سابق اليوم الثلاثاء، ببدء إطلاق النار حول منطقة ناغورنو كاراباخ، في اشتباك أسفر عن سقوط قتلى من الجانبين. وأصدرت وزارتا الدفاع في الدولتين بيانات، عصر الثلاثاء، ذكرتا فيها أن عدداً غير معروف بعد من جنودهما لاقوا حتفهم في اشتباكات بالقرب من ممر لاتشين محل النزاع، بحسب رويترز.

وقالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان إن قوات أذربيجان بدأت إطلاق النار على قوات أرمينيا، التي كانت تمارس عملاً هندسياً بالقرب من قرية تيج في مقاطعة سيونيك بجنوب أرمينيا، وأضافت أن قواتها اتخذت "إجراءات مضادة"، دون توضيح. ولا تقع قرية تيج في المنطقة محل النزاع، بل هي القرية الأخيرة في أرض أرمينيا على طريق رئيسي يربط أرمينيا بمنطقة ناغورنو كاراباخ.

بينما أفادت وزارة الدفاع في أذربيجان أن قواتها تعرضت "لإطلاق نار عنيف" من القوات الأرمينية المتمركزة في مقاطعة سيونيك.

وخاضت الدولتان اللتان تناصبان بعضهما العداء في جنوب القوقاز، وكانتا ضمن الاتحاد السوفييتي السابق، حروباً على مدار 35 عاماً من أجل السيطرة على إقليم ناغورنو كاراباخ، الذي يُعترف به دولياً على أنه جزء من أذربيجان ولكن يقطنه سكان معظمهم من الأرمن.

أدى هذا النزاع إلى هزيمة عسكرية أرمينية واتفاق لوقف إطلاق النار برعاية روسيا، التي نشرت قوات حفظ السلام. لكن اشتباكات لا تزال تسجل وتهدد بانهيار الهدنة الهشة. وناغورنو كاراباخ منطقة جبلية يسكنها الأرمن بشكل رئيسي، وانفصلت عن أذربيجان بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، مما أدى إلى تسمّم العلاقات بين يريفان وباكو.

المساهمون