أرمينيا تتّهم أذربيجان بخرق "الهدنة الإنسانية" في ناغورنو كاراباخ

17 أكتوبر 2020
الهدنة الإنسانية بدءاً من منتصف الليل (Getty)
+ الخط -

اتهمت أرمينيا، اليوم الأحد، أذربيجان بخرق "الهدنة الإنسانية" في إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه، عبر إطلاق قذائف مدفعية وصواريخ.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، شوشان ستيبانيان، على "تويتر"، إن "العدو أطلق قذائف مدفعية في الاتجاه الشمالي من الساعة 00,04 إلى 02,45 (20,04 إلى 22,45 بتوقيت غرينتش) وأطلق صواريخ في الاتجاه الجنوبي من الساعة 02,20 إلى 02,45". ولم يصدر رد فعل فوري عن أذربيجان.

وبدأ سريان وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا في كاراباخ، اعتباراً من الساعة 12:00 ليلاً بالتوقيت المحلي للبلدين.

وفي وقت سابق السبت، توصلت أذربيجان وأرمينيا إلى وقف إطلاق نار "مؤقت" لأغراض إنسانية في كاراباخ، اعتباراً من منتصف ليل السبت ـ الأحد.

وقالت وزارة الخارجية الأذربيجانية، في بيان، إنّ "قرار وقف إطلاق النار المؤقت تم اعتماده على أساس بيان رؤساء دول مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في 1 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وبيانات الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك في 5 أكتوبر/تشرين الأول ووفقا لإعلان موسكو في 10 أكتوبر/تشرين الأول".

وبدورها، قالت وزارة خارجية أرمينيا، في بيان، "تم اتخاذ هذا القرار بعد بيان رؤساء الجمهورية الفرنسية والاتحاد الروسي والولايات المتحدة الأميركية، الذين يمثلون الدول المشاركة في رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في أول أكتوبر/تشرين الأول 2020، والبيان الصادر عن رؤساء مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول، وتمشياً مع بيان موسكو الصادر في 10 أكتوبر/ تشرين الأول".

وبحث وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف وأذربيجان جيهون بيرموف، في اتصال هاتفي، الوضع في كاراباخ.

وبحسب بيان للخارجية الأذربيجانية، حمّل بيرموف في حديثه مع لافروف، يريفان، كامل المسؤولية عن مقتل المدنيين الأذربيجانيين، معتبراً إياها بمثابة "جريمة حرب". وأكد بيرموف أنّ "أرمينيا شنت هجومين صاروخيين على مواقع مدنية بعد إعلان وقف إطلاق النار السابق".

وفي المقابل، أكد لافروف "رفضه بأي شكل من الأشكال أي قتلى في صفوف المدنيين". وشدّد لافروف على "ضرورة البدء بمحادثات واسعة النطاق بين أذربيجان وأرمينيا برعاية من الرؤساء المشاركين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".

ورحب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، باتفاق أرمينيا وأذربيجان على وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وشدد على ضرورة احترام الطرفين له.

وقال مكتب الرئيس، في بيان، "يجب أن يكون وقف إطلاق النار هذا غير مشروط، وأن يلتزم به الطرفان بصرامة، ستكون فرنسا منتبهة جداً لذلك، وستظل ملتزمة حتى تتوقف الأعمال العدائية بشكل دائم، ويمكن أن تبدأ مناقشات لها مصداقية سريعاً".

ويعد الاتفاق  على وقف إطلاق النار ثاني محاولة للتهدئة بين الطرفين، عقب اتفاقهما على هدنة إنسانية في إقليم كاراباخ، برعاية روسية، في العاشر من أكتوبر  الماضي، إلا أنها انهارت سريعا وتبادل الطرفان الاتهامات بخرق الهدنة، وسط عجز موسكو عن الضغط على أي من طرفي الأزمة، نظراً للمصالح الكبرى التي تربطها مع كل منهما، وكذلك مع تركيا التي تعد الداعم الرئيسي لأذربيجان.

الاتحاد الأوروبي يأسف

وفي وقت سابق من أمس السبت، أعرب الاتحاد الأوروبي، عن أسفه لهجوم أرمينيا الصاروخي على مدينة كنجة الأذربيجانية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين.

ودعا المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، في بيان، إلى ضرورة وقف استهداف المدنيين والمنشآت المدنية من قبل كافة الأطراف، والالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار.

والجمعة، تعرضت مدينة كنجة لقصف بصواريخ باليستية من نوع سكود "إلبروس"، أودى بحياة 13 مدنياً وجرح أكثر من 45 آخرين، وتسبب في هدم أكثر من 20 منزلاً.

وأعلنت النيابة العامة الأذربيجانية، ارتفاع حصيلة القصف الأرميني على المناطق السكنية منذ 27 سبتمبر/أيلول إلى 60 قتيلاً و270 مصاباً.

وفي السياق، بحث وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، خلال اتصال هاتفي، مع نظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف، الهجوم على المدنيين في مدينة كنجة.

وقالت مصادر، لـ"الأناضول"، إنّ بيراموف أبلغ جاووش أوغلو مسبقًا بأنه سيتم تطبيق هدنة إنسانية في المنطقة (بين أذربيجان وأرمينيا) بناء على تعليمات من الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.

(رويترز, فرانس برس, الأناضول)