أرمينيا تتهم أذربيجان بالتطهير العرقي و"جمهورية كاراباخ" الانفصالية تحلّ مؤسساتها

28 سبتمبر 2023
دعا المرسوم السكان إلى التعرف إلى شروط الاندماج واتخاذ قرار بالبقاء أو المغادرة (رويترز)
+ الخط -

اتّهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الخميس، أذربيجان بتنفيذ حملة "تطهير عرقي" في ناغورنو كاراباخ، فيما وقّع رئيس الجمهورية المعلنة من جانب واحد في كاراباخ مرسوماً بحل جميع مؤسسات الدولة اعتباراً من الأول من يناير/كانون الثاني 2024.

وقال باشينيان لأعضاء حكومته إن "تهجير الأرمن من كاراباخ متواصل. يظهر تحليلنا أنه لن يبقى هناك أرمن في الإقليم. يشكّل ذلك تطهيراً عرقياً حذّرنا المجتمع الدولي منه منذ مدة طويلة".

يأتي ذلك في وقت قالت السلطات الأرمينية بمنطقة ناغورنو كاراباخ، اليوم الخميس، إن رئيس الجمهورية المعلنة من جانب واحد سامفيل شهرامانيان وقّع مرسوماً بحلّ جميع مؤسسات الدولة.

ووفقاً للمرسوم، فإن الجمهورية المعلنة من جانب واحد لن يكون لها وجود اعتباراً من ذلك اليوم.

سيُسدَل بذلك الستار على ثلاثة عقود من الحكم الذاتي المدعوم من أرمينيا لكاراباخ، وهي جيب ذو غالبية أرمنية يقع ضمن حدود أذربيجان المعترف بها دولياً.

وجاء في المرسوم أن على السكان أن "يتعرفوا إلى شروط إعادة الاندماج" التي طرحتها أذربيجان واتّخاذ "قرار فردي ومستقل" بشأن إن كانوا سيبقون.

ولفت شهرامانيان إلى أن اتفاقاً جرى التوصل إليه مع أذربيجان سيضمن "مروراً حراً وطوعياً ومن دون عراقيل" لجميع الراغبين في المغادرة.

وغادر أكثر من نصف الأرمن الإقليم، وقالت يريفان بحلول صباح اليوم الخميس إن 65036 من أرمن كاراباخ وصلوا إلى أرمينيا أغلبهم قادوا سياراتهم لمدة 24 ساعة حاملين أمتعتهم عبر ممر جبلي ضيق ومكتظ.

من جانبها، قالت موسكو الخميس إنها لا ترى سبباً يدعو الأرمن إلى الفرار من كاراباخ، نافية فعلياً الاتهامات بالتطهير العرقي التي وجهتها يريفان لباكو.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "لا يمكننا أن نقول من هو المذنب (بالنزوح الجماعي)، لأنه لا توجد أسباب مباشرة لمثل هذه الأعمال. ومع ذلك، يعبّر السكان عن رغبتهم في مغادرة أراضي كاراباخ".

أذربيجان تحض أرمن كاراباخ على عدم المغادرة

بدورها، حضت أذربيجان، الخميس، أرمن ناغورنو كاراباخ على البقاء في الإقليم.

وقالت الوزارة إن رئيس الوزراء الأرميني "نيكول باشينيان يدرك تماماً أن السكان الأرمن يتركون ناغورنو كاراباخ بمحض إرادتهم"، وأضافت: "إنه قرارهم الشخصي، والذي لا علاقة له بالهجرة القسرية. إذا كان بعض السكان الأرمن لا يريدون العيش في ظل القوانين الأذربيجانية، لا يمكننا إجبارهم على القيام بذلك".

وتابعت الوزارة "على العكس، ندعو السكان الأرمن إلى عدم مغادرة منازلهم وإلى أن يصبحوا جزءاً من مجتمع أذربيجان متعدد الإتنيات".

وبالنسبة للأشخاص الذين قرروا البقاء في المنطقة، تعهّد الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، أنّ حقوق الأرمن في الجيب "ستكون مضمونة".

أذربيجان تضع زعيماً انفصالياً سابقاً في كاراباخ قيد الحبس الاحتياطي

إلى ذلك، أمرت محكمة أذربيجانية الخميس بوضع الزعيم الانفصالي السابق روبن فاردانيان قيد الحبس الاحتياطي، عقب اتهامه بتمويل الإرهاب وارتكاب جرائم أخرى.

وقضت محكمة في باكو باعتقال فاردانيان، رجل الأعمال الذي قاد الحكومة الانفصالية في الإقليم من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 لغاية شباط/فبراير هذا العام، ووضعه في الحبس الاحتياطي لأربعة أشهر، حسبما ذكر جهاز أمن الدولة في أذربيجان.

وكانت خدمة حرس الحدود الأذربيجانية، قد أعلنت الأربعاء، أنها اعتقلت روبن فاردانيان في أثناء محاولته العبور إلى أرمينيا.

وفي 19 سبتمبر/أيلول الجاري، أعلنت أذربيجان إطلاق عملية عسكرية "بهدف إرساء النظام الدستوري في كاراباخ" انتهت بعد يوم واحد باتفاق لوقف العملية، وتخلي المجموعات المسلحة غير القانونية والقوات المسلحة الأرمينية الموجودة في كاراباخ عن سلاحها، وإخلاء مواقعها العسكرية.

وأعلنت أذربيجان مقتل 192 من جنودها ومدني واحد في هجومها، وإصابة نحو 500 آخرين، فيما تحدث الانفصاليون الأرمن عن 213 قتيلاً في صفوفهم.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون