اعتبر المعارض المصري المستقيل من رئاسة حزب الكرامة، أحمد الطنطاوي، اليوم الأحد، أن السلطة الحالية "كان أداؤها هو الأسوأ في تاريخ مصر خلال الـ200 عام الأخيرة على الأقل"، مبرراً في الوقت ذاته سفره إلى بيروت بأنه من أجل الدراسة، وإعداد نفسه علمياً وعملياً، و"لفترة مؤقتة يعود بعدها إلى وطنه، الذي لا يستطيع كائناً من كان أن يمنعه من أن يسكن فيه".
وأضاف الطنطاوي، في مقابلة مع قناة "بي بي سي عربي"، أنه "ليس خائفاً أو يقبل بالخضوع للتهديد، أو الإبعاد عن وطنه"، مستطرداً بأنه "مُنع من الكتابة في مصر بطريقة غير مباشرة، من خلال حجب الوسيلة الإعلامية التي قرر أن يكتب بها مقالاً أسبوعياً، في زمن عز فيه تقديم صحافة يستحقها المواطن المصري".
وتابع: "سفري إلى لبنان له دلالات واضحة عند السلطة المصرية، وبعض الوسطاء نقلوا لي رسالة منها مفادها: لن نصنع منك بطلاً. والحقيقة أنني أوذيت بطريقة أشد من المطاردة والحبس، وأكثر إيلاماً"، موضحاً "تعرض أقرب الناس لي، وأحبهم في دائرة علاقاتي الإنسانية، إلى الإيذاء، والحبس لمدة تتراوح ما بين عامين ونصف العام وثلاثة أعوام. وهو أمر مؤلم، ولكنه غير مجد في كسر إرادتي".
وزاد: "الأفضل لهذه السلطة أن ترحل عن حكم مصر، ويا حبذا لو كان ذلك قريباً. ولا يوجد اتفاق غير مُعلن بيني وبينها، لأني حينها سأكون عميلاً لها"، مردفاً "هناك خلافات عميقة في وجهات النظر مع بعض الشركاء من تيار المعارضة، ولعلها واضحة، وكان أمامي أحد اختيارين، الأول أن أتمسك بمبادئي، والثاني أن أغير قناعاتي، وهذا لم أكن مؤهلاً له".
وأردف بقوله: "تركت رئاسة حزب الكرامة طوعاً بشكل أحافظ فيه على قناعاتي، واختلفت مع قيادات في الحزب بشأن جدوى المشاركة في الحوار الوطني. وما أعتقده هو أن السلطة في مصر لا تقبل بحوار حقيقي مع المعارضة، ويجب علينا كتيار معارض أن نبحث عن حلول لوطن مأزوم يعيش لحظة صعبة".
وقال الطنطاوي متحدياً: "أحضروا لنا صندوقاً للانتخاب في ظل قوانين عادلة، وإجراءات سليمة، ونحن نستجلي بشكل واضح إرادة الشعب المصري. ووقتها سيعرف الجميع من يملك الأغلبية في مصر، لأن الثابت في الانتخابات البرلمانية، التي جرت قبل نحو عامين، هو حصولي على الترتيب الأول بين جميع المرشحين، من واقع نتائج الفرز في جميع اللجان الفرعية في دائرتي الانتخابية".
وأضاف: "هذه الانتخابات مثلت لي انتصاراً ضد سلطة، مارست -بكل مكوناتها- أشكال الانتهاكات والتجاوزات كافة ضد مرشحي المعارضة". واستدرك قائلاً: "إلا أنني أعلنت وقتئذ التزامي بأحكام الدستور والقانون، والتي ألزمتني بتقديم الطعون على نتائج الانتخابات خلال مدد زمنية محددة، وهذا ما فعلته، وما زالت أنتظر نتائجه حتى الآن".
وأكمل الطنطاوي في حديثه: "أؤمن بالحوار، ولكن هذا لا يعني قولي إن ما يحدث في مصر خلال الأشهر الماضية يمكن تسميته بالحوار الوطني، ولكنه كرنفال مدعو له مئات الأشخاص، وربما الآلاف. ويوجد فارق بين الحوار المجتمعي الذي يجب أن يظل حالة دائمة طوال الوقت، وما بين حوار تدعو إليه السلطة بمشاركة قوى المعارضة".
وخاطب النظام الحاكم في مصر قائلاً: "أنتم تقدمون أسوأ ما يمكن، ولن أكون شريكاً أو حليفاً أو نصيراً لهذه السلطة، سواء طال أمد بقائها في الحكم أو قصر، لأنها لا تستحق مني ذلك. والسلطة تريد إشراك الجميع في مناورة سياسية تجمّل بها المشهد، وتقنع نفسها والآخرين، لا سيما في الخارج، بأن ما يجري حواراً مع المعارضة على خلاف الواقع".
وختم الطنطاوي: "هذا الشكل من أشكال الحوار مرفوض، وغير مقبول، لأن الحوار الوطني يجب أن يكون بين شركاء متكافئين، وليس بين متبوع وتابعين"، على حد قوله.
وأثار سفر الطنطاوي إلى بيروت بصورة مفاجئة تساؤلات عديدة في الأوساط السياسية حول أسباب ذلك، خصوصاً أنه كان من المفترض مشاركته في المؤتمر العام لحزب الكرامة لاختيار خليفته.
وأعلن الطنطاوي في 17 يوليو/ تموز الماضي استقالته من رئاسة الحزب، الذي يشترك في الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في إبريل/ نيسان الماضي.