ويروي أبو الهيجا، لـ"العربي الجديد"، والذي اعتقل مدّة يومين، بعدما شاهد منزله ركاماً أمام عينيه لحظة اعتقاله، تفاصيل العملية العسكرية لقوات الاحتلال على منزله، ويقول "بينما كنت أجلس مع عائلتي وأقاربي، مساء يوم الإثنين، فوجئنا بقوات الاحتلال الخاصة وتعزيزات عسكرية أخرى وطائرات استطلاعية وجرافات تطوق المنزل، ولم أكن أعلم حينها أنني المستهدف من تلك الحملة".
خلال دقائق عدة، بدأ الجيش بالنداء عبر مكبرات الصوت "مجدي أبو الهيجا أخرج لنا"، فيما يوضح أبو الهيجا، أنه حينما خرج مع عائلته وأطفاله جميعاً، وكانوا 11 شخصاً، كانت خشيته أن يقوم جيش الاحتلال بتصفيته لما حشدوه من أعداد وعتاد، فكان في المقدمة وهو يحمل طفلته، لكنهم ضربوه بعنف واحتجزوا الجميع في منزل لأحد الجيران، وقطعوا التيار الكهربائي.
يتابع مجدي، الذي لا يزال مندهشاً مما حدث، "سألني الضابط عن وجود أشخاص غير العائلة في المنزل، فأجبته لا نحن جميعاً هنا، فقال لي: هل أنت متأكد؟ فقلت له نعم، وحينها أطلق الجيش قذيفة باتجاه المنزل وسمع دوي انفجار ضخم".
خمس قذائف دكت منزل أبو الهيجا، أعقبها عملية هدم من قبل الجرافات العسكرية لكل المنزل، إلى أن حان وقت الساعة السادسة والنصف من صباح اليوم التالي، فطلب الضابط من مجدي الخروج من شرفة منزل الجيران وإلقاء نظرة على منزله، وقال له: هل تريد إخراج أغراضك من المنزل! ووصف أبو الهيجا ذلك بالقول "يريد الاحتلال قهري وإذاقتي الحسرة على المنزل الذي بنيته بعد عناء منذ ثمانية أعوام".
انتهت العملية العسكرية الإسرائيلية على منزل أبو الهيجا، في قلب حي الهدف، قرب مخيم جنين، دون تحقيق الهدف الذي ادعاه الاحتلال، ونقل مجدي إلى سجن مجدو غربي جنين، وبقي إلى صباح اليوم، الخميس، دون إجراء أي تحقيقات معه، ثمّ عرض على المحكمة بلا تهم سوى أنه "يشكل خطراً على أمن الاحتلال"، وهي تهمة توجه لأي فلسطيني يتم اعتقاله.
في المحكمة رفض القاضي الإسرائيلي تمديد اعتقال أبو الهيجا لعدم وجود بينات كافية ضده، واستجوبته بعدها المخابرات الإسرائيلية، "الشاباك"، استجواباً عادياً، دون الإفصاح عن سبب هدم المنزل.
ولا يستبعد أبو الهيجا، وهو أسير محرَّر أمضى في سجون الاحتلال أكثر من ست سنوات، في روايته لـ"العربي الجديد"، أن يكون ما فعلته قوات الاحتلال من هدم لمنزله انتقاماً منه وأن يكون مجرد بلاغٍ كاذب ضده، لافتاً إلى أنه حتى لو صح بلاغهم، فإنه لا يضطرهم إلى اللجوء إلى الهدم من بادئ العملية العسكرية.
وأكد المحرَّر أبو الهيجا أنه سيتوجه للمحاكم والقضاء الإسرائيلي لملاحقة الاحتلال على هدم منزله، وإن لم يتمكن سيحاول رفع قضية أمام المحاكم الدولية، ودعا السلطة الفلسطينية إلى القيام بدورها في تأمين حياة أبناء الشعب الفلسطيني.